اشتكى كثير من العائلات في الأيام القليلة الماضية من ارتفاع أسعار الملابس بصورة واضحة تزامناً مع اقتراب العيد إلى جانب عرض البضائع القديمة التي لا تجذب المستهلك، إذ إنه مع انتهاء شهر رمضان وحلول عيد الفطر بعد أيام قليلة بدأت جميع العائلات الاستعداد وارتياد الأسواق بكثافة.
وكما يرى فإنه في الآونة الأخيرة أصبحت جميع العائلات تتردد على الأسواق بكثرة صباحاً ومساء وذلك للانتهاء من تجهيزات العيد، وعلى رغم إقبال الجميع على الأسواق فإن المحلات التجارية تستغل فرصة هذا الإقبال لرفع الأسعار لتصبح شبة خيالية.
العائلات تشتكي قدم المعروض
اشتكى كثير من العائلات من عدم وجود أي نوع من الملابس الجديدة لأيام العيد، إذ إن كثيرا من التجار يستغلون الفرصة ليقوموا بإخفاء البضائع الجديدة ورفع أسعار البضائع القديمة، وإن أظهروا الجديدة فبعد زيادة سعرها لأكثر من 30 دينارا.
الطالبة إيمان محمد قالت “إن ملابس هذا العام قديمة جداً وهي نفسها التي كانت موجودة قبل شهرين”، واستغربت من عدم معرفة التجار بأذواق زبائنهم وخصوصاً في هذه الأيام، مطالبة بأن يقوم التجار بعرض البضائع التي تم إخفاؤها لجذب أكبر عدد ممكن من الزبائن.
ورداً على كلامها اعترض صاحب محل في إحدى المحلات التجارية (أ.م) قائلاً “لماذا يعتقد الجميع بأننا نقوم بإخفاء البضائع الجديدة، إذ إن التاجر يفكر في مصلحته في المرتبة الأولى وفي مصلحة المستهلك في المرتبة الثانية لذلك أكثر المحلات تقوم بعرض ما هو جديد لجذب الزبائن إلى المحل، وأما البضائع التي يشير إليها الجميع إلى انها قديمة فإن بعضها كان موجودا في السابق وليس من المعقول أن يقوم التاجر برميها فهدفه في الأساس هو الربح و خصوصاً ان البعض لا يهتم إذ كانت البضاعة قديمة أو جديدة إذ إن المهم بالنسبة لأكثرية الزبائن هو أن تكون البضاعة جيدة وبسعر معقول”.
أسعار الملابس مبالغ فيها
في حين يشتكي البعض من عدم وجود ملابس جديدة في الأسواق تستحق الشراء، تشتكي بعض العائلات من أسعار الملابس خلال هذا الشهر، إذ اعتبرها الغالبية مبالغا فيها إذ إن سعر القطعة نفسها قبل العيد يباع بعشرة دنانير في حين يصل خلال يفوق هذه الأيام 20 دينارا.
واشتكت المواطنة أم ياسمين من هذا الارتفاع، إذ اعتبرت أم ياسمين التجار مستغلين للمواطنين ومستغلين لهذا الشهر إذ إن التجار لا يرحمون ضعف رواتب المواطنين.
كما اشتكى الموظف فيصل علي ارتفاع الأسعار إذ إنه أب لأربع بنات وعليه شراء ملابس لجميع بناته لأيام العيد الثلاثة، وعبر عن شعوره بالضيق إذ إن الموازنة ضيعفة والتجار لا يرحمون على حد تعبيره، وهو ما جعله يكتفي بقطعة واحد لكل واحدة منهن في الوقت الذي لم يتجاوز فيه سعر القطعة الواحد العشرة دنانير.
وعن إعلان التجار التخفيضات عبرت بعض العائلات عن صدمتها بالواقع، إذ إن الأسعار مازالت مرتفعة بالنسبة للكثير وخصوصاً أصحاب الرواتب الضعيفة. وقال الأستاذ محمد حسن” إن التخفيضات لم ترحم المواطنين أيضاً إذ إن الأسعار هي نفسها في أي محل ، وربما يكون سبب هذه التخفيضات لجذب انتباه الزبون وتضيع وقته”.
الأسعار تدفعنا إلى التبضع خارج البحرين
وفي حين ارتفعت أسعار الملابس في البحرين اتجه كثير من العائلات إلى المملكة العربية السعودية عموماً و الكويت خصوصاً وذلك بسبب تنوع الملابس في هذه الدول وقلة الأسعار فيها إلى جانب كثرة عروض التخفيض والجوائز التي تعرضها هذه الدول خلال هذه الأيام.
وكانت عائلة أبو علي من العائلات التي شدت الرحال إلى السعودية لشراء ملابس العيد، وقال أبو علي”إن خيارات الشراء هناك كثيرة فالمحلات كثيرة والأسعار مناسبة لجميع الطبقات الاجتماعية”.
وعن المبلغ الذي كلف أبو علي أثناء سفره أشار إلى إن شراء الملابس من هناك لم يكلفه مبلغا كبيرا على رغم ان عائلته تتكون من 5 أفراد.
ماذا يقول التجار؟
ورداً على ارتفاع الأسعار تذرع بعض التجار أن ارتفاع الأسعار يعود إلى سبب اهتمام التجار بالربح في الأساس إذ إن كل تاجر يفكر في مصلحته في الأول.
وقال أحد التجار الذي فضل عدم ذكر أسمه انه ليس من المعقول إن يتم خفض الأسعار إلى 5 دنانير، إذ الربح في هذه الحالة سيكون قليلا والتاجر عليه ان يفكر في نفسه أولاً.
وعن قول الزبائن إن الأسعار خيالية وإن التجار يستغلون اقتراب العيد لرفع الأسعار ذكر التاجر أبو صالح بأن الأسعار هي نفسها إذ إن القطعة الواحدة في المحل الذي يملكه لا تتجاوز 15 دينارا وذلك بالمقارنة ببعض المجمعات التجارية التي تصل فيها القطعة الواحدة فوق 25 دينارا.
وفي الوقت الذي طالب فيه كثير من العائلات التجار بخفض الأسعار بعد أن أصبحت عائقا كبيرا أمام شراء ملابس العيد، وطالب آخرون بإظهار البضائع الجديدة التي يخفيها التجار عن الزبائن، تمنى التجار أن يتفهم المستهلكون الوضع الذي يحكم السوق من جهة الربح والخسارة التي تعود عليهم، نافين لجوءهم إلى إخفاء البضائع
العدد 1507 - السبت 21 أكتوبر 2006م الموافق 28 رمضان 1427هـ