بدأت أمس في العاصمة الايطالية (روما) أعمال «المؤتمر العالمي للاتصالات من أجل التنمية» بدعم من منظمة الأغذية والزراعة الدولية للأمم المتحدة (الفاو) والبنك الدولي، ويستمر ثلاثة أيام بمشاركة نحو 500 شخصية تمثل سياسيين وأكاديميين وإعلاميين.
وحذر المدير العام لمنظمة «الفاو» جاك ضيوف من ان التطور السريع في تكنولوجيا المعلومات يتطلب استجابة سريعة لكيلا تتسع الفجوة بين الذين يمتلكون وسائل الاتصال وأولئك المحرومين منها.
وأضاف أن «التوسع يهدد بتعميق الفجوة بين أولئك الذين يتناولون ثلاث وجبات غذاء يومياً وبين 854 مليون شخص لا يحظون إلا بوجبة غذاء واحدة»، مشيراً إلى ان تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، بالاشتراك مع وسائل الإعلام التقليدية مثل الإذاعة والفيديو والأفلام والموسيقى والمسرح تحظى أيضاً بأهمية في نشر المعارف وتعزيز التنمية.
وخلص ضيوف إلى القول: «ان الاتصالات الفعالة قادرة على تغيير حياة ملايين البشر من خلال زرع بذور المعارف والأمل بين فقراء العالم».
من جانبه، قال الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد جوزيف ستيجليتز: «ان الحكم الصالح يتطلب مأسسة تدفق المعلومات وفرض تدفقها إلى جميع المواطنين، إذ ان التنمية الاقتصادية غير ممكنة من دون تحرير المعلومات واطلاق حرية التعبير والنشر».
وقال مدير الاتصالات في البنك الدولي ليوناردو مازي ان المشروع الذي دعمه المصرف في سيراليون لتوليد الطاقة عبر مساقط المياه وكلف نحو 38 مليون دولار يعتبر أنموذجا ناجحاً لاستراتيجية اتصالات اتبعها المصرف، إذ قام بعملية إيصال الفكرة من المحتاجين إليها على أرض الواقع في سيراليون إلى المتبرعين والمطورين، وقال: «نحن بحاجة الى تعزيز هذا التواصل على جميع المستويات للنهوض بجهود التنمية والاستجابة لمتطلبات الحياة اليومية، وتصغير الفجوة بين الغني والفقير».
إلى ذلك، قال رئيس وزراء تيمور الشرقية هوزي راموس هورنا: «إنني واحد من أكبر رؤساء الوزراء الذين يعرف الناس رقم هاتفه، وقد تسلمت مكالمة هاتفية قبل بدء المؤتمر تطلب مني إرسال أفراد من الشرطة إلى الحي الذي يسكن فيه لوجود اشتباكات بين مجموعة من الشباب»، مشيراً إلى أنه لا يشعر بالانزعاج من الاتصالات المباشرة التي تساعده على أداء مهماته كرئيس للوزراء.
روما (إيطاليا) - منصور الجمري
بدأت أمس في العاصمة الايطالية (روما) أعمال”المؤتمر العالمي للاتصالات من أجل التنمية” بدعم من منظمة الأغذية والزراعة الدولية للأمم المتحدة (الفاو) والبنك الدولي، ويستمر ثلاثة أيام بمشاركة نحو 500 شخصية تمثل سياسيين وأكاديميين وإعلاميين.
وحذر المدير العام لمنظمة “الفاو” جاك ضيوف من ان التطور السريع في تكنولوجيا المعلومات يتطلب استجابة سريعة لكيلا تتسع الفجوة بين الذين يمتلكون وسائل الاتصال وأولئك المحرومين منها.
وأضاف: “إن التوسع يهدد بتعميق الفجوة بين أولئك الذين يتناولون ثلاث وجبات غذاء يومياً وبين 854 مليون شخص لا يحظون إلا بوجبة عذاء واحدة “مشير إلى ان تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، بالاشتراك مع وسائل الإعلام التقليدية مثل الإذاعة والفيديو والأفلام والموسيقى والمسرح تحظى أيضاً بأهمية في نشر المعارف وتعزيز التنمية.
وخلص ضيوف إلى القول: ان الاتصالات الفعالة قادرة على تغيير حياة ملايين البشر من خلال زرع بذور المعارف والأمل بين فقراء العالم.
من جانبه، قال الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد جوزيف ستيجليتز “ان الحكم الصالح يتطلب مأسسة تدفق المعلومات وفرض تدفقها على جميع المواطنين، إذ ان التنمية الاقتصادية غير ممكنة من دون تحرير المعلومات واطلاق جرية التعبير والنشر”.
وقال مدير الاتصالات في البنك الدولي ليوناردو مازي ان المشروع الذي دعمه المصرف في سيراليون لتوليد الطاقة عبر مساقط المياه وكلف نحو 38 مليون دولار يعتبر أنموذجا ناجحاً لإستراتيجية اتصالات اتبعها المصرف، إذ قام بعملية إيصال الفكرة من المحتاجين إليها على أرض الواقع في سيراليون إلى المتبرعين والمطورين، وقال: نحن بحاجة الى تعزيز هذا التواصل على جميع المستويات للنهوض بجهود التنمية والاستجابة لمتطلبات الحياة اليومية، وتصغير الفجوة بين الغني والفقير.
إلى ذلك قال رئيس وزراء تيمور الشرقية هوزي راموس هورنا: “إنني واحد من أكبر رؤساء الوزراء الذين يعرف الناس رقم هاتفه، وقد تسلمت مكالمة هاتفية قبل بدء المؤتمر تطلب مني إرسال أفراد من الشرطة إلى الحي الذي يسكن فيه لوجود اشتباكات بين مجموعة من الشباب”، مشيراً إلى أنه لا يشعر بالانزعاج من الاتصالات المباشرة التي تساعده في أداء مهماته كرئيس للوزراء.
و أشار نائب رئيس الوزراء الماليزي السابق أنور إبراهيم في مداخلته بالمؤتمر إلى أن حرية الإعلام والتعبير لم تأت من فكرة غريبة وإنما هي فكرة إنسانية سبق وان تحدث عنها ابن خلدون قبل ستة قرون كما تحدث عنها توماس جيفرسون قبل قرنين ونصف القرن مؤكداً أن محاولة البعض الايحاء بأن مفاهيم الحرية تتعارف مع قيم مجتمعية وخصوصاً أنها هي محاولة للتهرب من المسئولية والتحايل على القانون.
وناقش المؤتمر أربعة محاور رئيسية وهي (الصحة، والإدارة الرشيدة والتمكين، والتنمية المستدامة، والقطاعات الناشئة والحدود الجديدة). تتفرع منها موضوعات تتناول الجوانب أو الأبعاد المتعددة لهذه التحديات. وسيتضمن المؤتمر أيضا سلسلة من الندوات الخاصة عن مجالات ممارسة الاتصالات من أجل التنمية مثل التعليم والتوعية عبر وسائل الإعلام. كما سيتم تقديم مجموعة من الندوات تتضمن ثلاثة موضوعات رئيسية وهي:
- الاتصالات من أجل استراتيجيات الأمن الغذائي والتنمية الريفية وسبل المعيشة.
- الاتصالات من أجل إدارة الموارد الطبيعية والبيئة.
- الاتصالات من أجل الحد من الفقر وقضايا المساواة.
وتم إعداد ورقة بشأن الخلفية التاريخية للاتصالات من أجل التنمية لتكون بمثابة أساس للمناقشات.
وبالإضافة إلى ذلك، ستنعقد جلسة بشأن “الرؤى الإقليمية” في إطار الموضوع الأول. وستعتمد الجلسة على نتائج سلسلة الدراسات والمشاورات الإقليمية، التي تم تنفيذها بالمشاركة بين منظمة الأغذية والزراعة والبنك الدولي من أجل تلقي وجهات نظر ومقترحات الممارسين المحليين والمؤسسات المحلية بهدف دمج الاتصالات من أجل التنمية ضمن سياسات التنمية المستدامة.
ويتم إجراء الدراسات والمشاورات في الأقاليم الآتية: جنوب شرق آسيا والشرق الأدنى والساحل وجنوب وشرق افريقيا واميركا اللاتينية والوسطى.
وينظر المؤتمر في دور الاتصالات للإسراع بتحقيق التقدم في مجالات محددة مثل الحد من الفقر، والأمن الغذائي، والصحة، والإدارة الرشيدة والتنمية المستدامة.
ومن شأن المؤتمر أن يعكس ثروة الابتكار والعمل الخلاق الذي يتحقق حالياً، ويحثّ على ضم عنصر الاتصالات في جميع المشروعات الإنمائية الجديدة.
و أكد خبراء البنك الدولي أن أنشطة المؤتمر تهدف إلى وضع خريطة طريق لتعميم عملية الاتصال من أجل التنمية في المستقبل.
وأضاف الخبراء في بيان وزع البنك الدولي نسخة منه يوم أمس أن واضعي السياسات وصانعي القرارات سيعملون على طرح مجموعة من التوصيات الأساسية بشأن السبل اللازمة لجعل عملية الاتصال جزءا لا يتجزأ من سياسة التنمية بصورة فعالة مع تنقيح وصقل هذه التوصيات لتحقيق هذا الهدف عن طريق البت في أكثر الأسس النظرية والأساليب المنهجية الواعدة التي ترتكز عليها عملية الاتصال من أجل التنمية في الوقت الحالي.
ونوه البيان إلى أنه سيتم تحقيق هذه الخطوة من قبل جمهرة عالمية من الأكاديميين والمهنيين العاملين في مجال الاتصال وواضعي السياسات من 300 منظمة دولية من خلال الحديث عن كيفية توظيف الاتصال في عملية التنمية لإحداث تغيير إيجابي حقيقي في حياة الناس في جميع أنحاء العالم.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي ستجتمع فيه هذه المجموعات ـ إلى جانب ممارسين في مجال التنمية، وجهات مانحة، وكثير من منظمات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام ـ على مثل هذا النطاق الواسع لحضور مؤتمر مخصص تحديدا للاتصال من أجل التنمية، وهي عملية تسعى إلى بناء توافق في الآراء وتشجيع تبادل المعارف لإحداث تغيير إيجابي في مشروعات التنمية
العدد 1511 - الأربعاء 25 أكتوبر 2006م الموافق 02 شوال 1427هـ