أكد مجموعة من المهتمين بالشأن الإعلامي والتلفزيوني الإذاعي في البحرين في تعليق لهم بشأن برامج إذاعة وتلفزيون البحرين خلال شهر شهر رمضان «ضرورة استمرارية الطفرة الممتازة والنوعية طيلة أيام السنة والا تقتصر على شهر رمضان فقط، معولين على أن التقدم الملموس جاء نتيجة نظرة الإدارة الجديدة نحو مجريات الشارع الاجتماعي والسياسي بصورة أكبر، إضافةًَ إلى ضرورة التركيز في على الجانب الثقافي والعلاقات والمعيشة».

قالت رئيسة البرامج في تلفزيون البحرين فوزية زينل ان «نسبة الإنتاج التلفزيوني في تلفزيون البحريني لشهر رمضان في هذا العام ممتازة جداً وفي طفرة كبيرة من نوعها باعتبار أن معظمها من الإنتاج البحريني»، مشيرة إلى أن «ذلك يأتي تأكيدا على التمسك بهوية البلد والثقة الكبيرة بالأيدي الماهرة في إنتاجه».

وأضافت زينل في تعليق لها على مدى استمرارية التطور الهائل في مستوى برامج تلفزيون البحرين قائلةً ان «نتمنى أن يكون هناك زيادة وتقدم أكثر في نسبة البرامج المنتجة محلياً وأن تكون بصورة مستمرة، وأن التقدم في مستوى النتاج المحلي البحريني في البرامج والمسلسلات ناتج عن رؤية القائمين والعاملين في هيئة إذاعة وتلفزيون البحرين وعلى تعاون الجميع في خلق التطور والتقدم».

توزيع البرامج على طيلة أشهر السنة

كاتب السيناريست أمين صالح قال في تقييمه للبرامج بشكل عام ان «التوجه الجديد الذي جاءت به الهيئة في هذا العام يعتبر ظاهرة إيجابية جداً ومميزة عن الأعوام السابقة، كما أن الطفرة الكبيرة في الإنتاج المحلي أعطت الفرصة للفنانين والممثلين البحرينيين للظهور»، مشيراً إلى أنه «يوافق الرأي الذي يقول الا يكون هذا التقدم مقتصراً على شهر رمضان فقط، وإنما على الفترة الممتدة طيلة أشهر السنة، باعتبار أن في الشهر الكريم يحظى جميع الشاشات العربية فيه بنسبة كبيرة من الجماهير المتابعة للبرامج بغض النظر عن ماهية البرامج ونوعيتها». واقترح أمين فيما يتعلق بالمسلسلات الأربع التي تبث خلال الشهر الكريم أن «لابد من أن توزع المسلسلات على طيلة أشهر السنة ليكون هناك توازن معقول في البرامج المحلية المنتجة، لان هناك برامج ومسلسلات تتشابه في المضمون والقضايا التي تحملها التي تسبب بالتالي تشويشا وإرباكاًً عند المشاهد»، موضحاً أنه «يؤيد الإنتاج المحلية ويشد على أيدي الجهات المعنية في دعم الأمر، في الوقت الذي لا يجب أن تقيم الأعمال وهي في بدايتها، وإنما بعد فترة معقولة من اجل أن تتضح الصورة أكثر ويصبح التقييم في محله».

خطوات جدية وفعلية كبيرة

أما المدير السابق لإدارة المطبوعات والنشر جمال داوود قال في تعليقاً له ان «الملاحظ أن هيئة إذاعة وتلفزيون البحرين بدأت خطوات جدية وفعلية في مسألة التنوع في عرض البرامج، سواءً كانت على التلفزيون أم على الإذاعة، وخصوصا أن البرامج الجماهيرية يلاحظ أنها استقطبت عددا كبيرا من المشاهدين من خلال الأحاديث التي يتداولها الناس في البحرين، وأن ذلك راجع إلى التوجه الجديد في الإدارة الجيدة ، ويصعب الحكم عليه من البداية طالما يعكس الواقع البحريني» وأضاف أن «من الطبيعي أن البرامج لهذا العام أثرت وجذبت المواطن باعتبار أن لديهم طموحات كثيرة في مسألة أن ينهض التلفزيون بما يمس حياتهم اليومية خصوصا ما يتعلق بالجوانب ذات العلاقة بالسلوكيات والمعاملات والمعيشة خصوصا، إذ ان بعض البرامج ذات صلة مباشرة بهذه العناصر وتخاطب العقل البحريني بما يتناسب مع مجتمعه وتقاليده وطموحاته البناءة لمستقبل أفضل».

برامج توعوية فكرية شاملة

على صعيدٍ متصل، قال داوود فيما يتعلق بالسلبيات «إن هناك سلبيات طغت على البرامج في خضم التسارع في عملية الإنتاج والبث، إذ ان مجتمعنا البحريني بحاجة ماسة إلى البرامج التوعوية الفكرية وخاصةً في الأمور ذات الصفة القانونية، وكذلك ما يتصل بالحقوق المدنية من جهة أخرى».

موضحاً أن «قطاع الثقافة من المفترض أن ينشط بصورة كبيرة في هذا الجانب بالتنسيق مع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة للنهوض بالفكر الواعي الاجتماعي مبنياً على أسس الوعي القانوني والمدني، إذ يستطيع كل مواطن من دون استثناء وخصوصا من المراحل العمرية الشبابية التعامل مع القضايا والمسائل التي تحيط ببيئته الاجتماعية، وكذلك السياسية بمعرفة ووعي مستمرين من البرامج الثقافية التي تزخر بها البلاد وخاصة أن لدينا في البحرين من المثقفين والواعين المطلعين على التيارات السياسية والأفكار المعاصرة التي تساعد في حال تنشيطها للنهوض بالوعي العام في المملكة».

إلى هذا، ومازال المواطن البحريني يفتقد الثقة بالشاشة البحرينية نتيجة الفراغات الكبيرة بين البرامج الناجحة التي تنتج، ولا بد من ان تقوم الجهات المعنية في هيئة إذاعة وتلفزيون البحرين بالاهتمام أولاً بكسب ثقة المواطن البحريني من أجل نجاح توجهها الجدية بفاعلية أكثر