يبدأ الأمر بتدليك القدمين صعودا إلى الساقين والبطن في اتجاه القلب، وفي غضون دقائق يكون البدن قد ارتاح وذاب التعب وانتعش الجسد والروح. ويقول مدير إحدى مدارس العلاج الطبيعي في ملدة باد فويريشوفن الألمانية يواكيم راوش: «إن التدليك يحتل رأس قائمة التمرينات المفيدة، لا يحتاج المرء إلى أن يكون ضليعا في العلاج الطبيعي أو حتى مدلكا محترفا كي يساعد شريكة أو شريك حياته أو أقاربه وأصدقاءه المقربين».
ارتخاء العضلات هو الهدف الرئيسي من التدليك المنزلي، فضلا عما له من آثار عاطفية. وتقول الاختصاصية النفسية يوليا شارنهورست: «إن التلامس الجسدي (أثناء التدليك) يمكن أن يزيل بعض الحواجز ويساعد على الانسجام»، ولكن مع ذلك هناك خطوط عريضة يتعين اتباعها. إذ يقول راوش: «القاعدة هي أن الأشخاص غير المدربين لا يتعين أن يقوموا بعملية التدليك إلا للأشخاص الأصحاء، وينطبق ذلك خصوصا عندما يتعلق الأمر بالأشخاص المصابين بأمراض معدية مزمنة أو من يعانون من مشكلات في القلب». وفيما عدا ذلك فإن من الممكن تعلم معظم القواعد الرئيسية للتدليك من الكتب التي تشرحها، ولكن من المؤكد أن التعلم النظري لا يقارن بالتنفيذ العملي. ويقول المدرب المتخصص في التدليك أوفه بوفنج: «لا يمكن للمرء أن يتعلم الأسرار الدقيقة للتدليك إلا من خلال دورة تدريبية، معظم المبتدئين يحاولون ممارسة التدليك بصورة متعجلة للغاية». وهناك الكثير من المراكز والكليات التي تنظم مثل هذه الدورات التدريبية. ومن الضروري أن يعرف المدلك الطريقة الصحيحة للتعامل مع مختلف الأعضاء أثناء التدليك وأن تكون لديه القدرة على معرفة مواطن الإحساس بالألم أو التوتر لدى المتلقي. كما أن على المتلقي أن ينبه المدلك إلى أي شعور بالألم أو عدم الارتياح أثناء التدليك حتى يمكن للطرفين تحديد أنسب الطرق واللمسات لعملية التدليك. ولتحقيق ارتخاء العضلات يتعين أن يتاح للتدليك الوقت الكافي وأن يتم في مناخ هادئ. ولعل الإضاءة الخافتة والألوان الموحية بالدفء تسهم في ذلك. وتقول شارنهورست: «النساء خصوصا يحببن هذه البيئة الرومانسية، فهن يحببن البخور والشموع والموسيقى، وإذا كانت الحجرة مهيأة بصورة سليمة فإنها تساهم في إحداث الأثر المطلوب من التدليك».
أيضا فإن الراحة هي من الضروريات الأخرى لنجاح التدليك، إذ ينبغي أن يكون المتلقي مستلقيا على سطح لين، ولكن ليس في غاية الليونة سواء كان ذلك بحشية على الأرض أو سرير خفيف نقال أو سرير عادي.
ومن الملاحظ مثلا أن تدليك شخص مستلق على الأرض يتيح للمدلك مساحة أكبر للحركة، ولكنه في الوقت نفسه يضطر للانحاء لوقت طويل، ما قد يسبب له آلاما في الظهر ولذلك فإن التدليك على سطح مرتفع ربما كان أفضل. هناك أيضا أدوات تساعد في التدليك مثل الدوارة والفرشاة أو قفازات التدليك وكلها تساعد في تحسين الدورة الدموية كما أنها تسهم في تهيئة البشرة للاستفادة من المستحضرات الخاصة بها.
وينصح الخبراء باستخدام كريمات مرطبة أو زيوت طبيعية قبل عملية التدليك وبعدها. هذه المواد تسهل عملية التدليك لأنها تسهم في انزلاق يدي المدلك على جسد من يقوم بتدليكه
العدد 1513 - الجمعة 27 أكتوبر 2006م الموافق 04 شوال 1427هـ