العدد 3593 - الأحد 08 يوليو 2012م الموافق 18 شعبان 1433هـ

مناف طلاس... من الشاب المدلل إلى العميد المنشق

العميد مناف طلاس الذي انشق عن الجيش السوري انتقل من مرحلة «الحظوة» لدى النظام والصداقة مع الرئيس السوري بشار الأسد إلى خيار الانشقاق عن الجيش ومغادرة الأراضي السورية.

وينظر إلى مناف طلاس (48 عاماً) على أنه أحد رموز «الشباب المدلل» في دمشق. بهي الطلعة، أنيق، يحب السيارات الفخمة، يدخن السيجار، ويرتاد المقاهي الحديثة في العاصمة السورية. وتبقى الكوت دازور الفرنسية وجهته المفضلة خلال فصل الصيف.

وكان والده العماد مصطفى طلاس صديقاً للرئيس الراحل حافظ الأسد الذي حكم سورية لمدة ثلاثين عاماً. فأصبح مناف صديقاً لباسل الأسد، النجل الأكبر لحافظ الأسد وقد توفي في حادث سيارة العام 1994، ثم صديقاً لشقيقه بشار.

وعلى خطى والديهما اللذين التقيا في المدرسة الحربية في حمص في بداية الخمسينات، توجه باسل ومناف نحو الحياة العسكرية وكانا ضابطين في الحرس الجمهوري، قوات النخبة العسكرية في البلاد.

ويقول الخبير في الشئون السورية، فابريس بالانش «مصطفى طلاس قام بخيار فائق الذكاء: وضع ابنه الثالث في الجيش وابنه الأكبر فراس في مجال الأعمال».

وكان فراس يشرف على مجموعة «من أجل سورية» المتخصصة في إمداد الجيش السوري بالمواد الغذائية والملابس والأدوية. وقد أعطت عائلة الأسد عائلة طلاس هذا الامتياز، لأن مصطفى طلاس المنتمي إلى الطائفة السنية كان يشكل إحدى الضمانات السنية لنظام آل الأسد العلوي.

بين 1958 و1961، فترة إعلان الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسورية، كان حافظ الأسد ومصطفى طلاس، العضوان في حزب البعث، يخدمان في القاهرة، وكانا معارضين للوحدة.

في 1970، وصل حافظ الأسد إلى السلطة، وبعد سنتين عين طلاس وزيراً للدفاع. وإذا كان حافظ الأسد انصرف إلى السياسة، فإن مهام مصطفى طلاس الدفاعية لم تمنعه من وضع كتاب عن الأزهار في سورية، وكتب أخرى معادية للسامية، وبعض القصائد الموجهة إلى الممثلة الإيطالية جينا لولو بريجيدا.

ومناف هو الابن الأكبر في عائلة من أربعة أولاد. وقبل سنة، أقصي من مهامه في الحرس الجمهوري، بعد أن فقد النظام الثقة به، بحسب ما أفاد مصدر قريب من السلطات السورية.

وقال المصدر إن مناف طلاس قام بمحاولات مصالحة لم يكتب لها النجاح بين السلطة والمعارضين في الرستن، مسقط رأسه، ودرعا (جنوب).

وأوضح أن مناف طلاس تخلى عن بزته العسكرية منذ بضعة أشهر وبات يتنقل بملابس مدنية، وكان يقيم في دمشق، وأطلق لحيته وشعره.

وقال مصدر آخر في دمشق إن الطلاق بين مناف طلاس والنظام حصل خلال العملية العسكرية على حي بابا عمرو في مدينة حمص في فبراير/ شباط ومارس/ آذار الماضيين، عندما رفض قيادة الوحدة التي هاجمت الحي ثم أسقطته. ومنذ ذلك الوقت، طلب منه الرئيس السوري ملازمة المنزل.

وأشار المصدر إلى أن ما زاد من غضب مناف طلاس هو رفض الرئيس السوري ترقيته إلى رتبة لواء في قرار الترقيات السنوي الذي يصدر مطلع شهر يوليو/تموز من كل سنة.

وطلاس هو أهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء حركة الاحتجاجات في منتصف مارس 2011. وقد رحبت المعارضة السورية وواشنطن بانشقاقه.

وأوضح المصدر القريب من السلطات أن زوجة طلاس وشقيقته ناهد عجه، أرملة الملياردير وتاجر السلاح السعودي أكرم عجه، موجودتان في باريس التي توجه إليها بدوره على ما يبدو.

وقال مقربون منه إن كل عائلته أصبحت خارج سورية، وكذلك شقيقه رجل الأعمال فراس طلاس المستقر في دبي والذي نشر في مطلع الحركة الاحتجاجية تعليقات مؤيدة لها على مدونته على شبكة الإنترنت.

ويتولى أحد أبناء عم مناف طلاس، وهو عبد الرزاق طلاس، قيادة «كتيبة الفاروق» التابعة للجيش السوري الحر في حمص.

ويقول المصدر إن عائلة طلاس كانت مدللة من النظام، لأنها كانت تضمن له وفاء السنة في وسط سورية، أو على الأقل في منطقة الرستن.

ويضيف «لم يعد هناك سبب للإبقاء على حظوتهم بعد أن أصبحوا غير قادرين على القيام بهذا الدور، لا بل إن دورهم العدائي ساهم في تفجير الوضع في الرستن» الخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر طويلة والتي تشكل معقلاً مهماً للجيش السوري الحر.

العدد 3593 - الأحد 08 يوليو 2012م الموافق 18 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:14 م

      مؤامرة

      صدق من قال : الثورات يصنعها الشرفاء ويستولي عليها اللصوص

    • زائر 1 | 7:51 ص

      سبحان مغير الأحوال

      طلاس الأبن يسمو بأخلاقة على الأب

اقرأ ايضاً