العدد 3593 - الأحد 08 يوليو 2012م الموافق 18 شعبان 1433هـ

الليبراليون يتجهون لتحقيق فوز مفاجئ في الانتخابات الليبية

توقع إعلان النتائج النهائية اليوم أو غداً

أحد موظفي هيئة الانتخابات يحصي صناديق الاقتراع في طرابلس
أحد موظفي هيئة الانتخابات يحصي صناديق الاقتراع في طرابلس

أعلن ائتلاف القوى الليبرالية في ليبيا أمس الأحد (8 يوليو/ تموز 2012) أنه يتصدر في معظم الدوائر الانتخابية في البلاد نتائج الانتخابات التشريعية التاريخية التي جرت أمس الأول (السبت) وأشاد بها المجتمع الدولي.

من جانبه أقر زعيم حزب العدالة والبناء الإسلامي المنبثق من تيار «الإخوان المسلمين»، محمد صوان بـ «تقدم واضح» في طرابلس وبنغازي لتحالف القوى الوطنية الذي يضم أربعين حزباً صغيراً. وصرح الأمين العام لتحالف القوى الوطنية، فيصل الكريكشي «ان التقارير الأولية (للائتلاف) تشير إلى تقدم الائتلاف في معظم الدوائر الانتخابية».

وتَواصَلَ فرز الأصوات في عدة مراكز صباح أمس بينما أعلن الكريكشي أنه يفضل انتظار صدور النتائج الرسمية عن المفوضية العليا للانتخابات قبل تقديم مزيد من التوضيحات. وتستند استنتاجات القوتين المتنافستين، الليبرالية والإسلامية، إلى «تقارير أولية» من مندوبيهما الذين يراقبون عمليات فرز الأصوات في أول انتخابات حرة تشهدها البلاد وسينبثق عنها «مؤتمر وطني عام».

وإذا تأكدت هذه النتائج فإن ليبيا ستختلف عن جارتيها تونس ومصر اللتين مرت عليهما رياح الربيع العربي وفاز فيهما الإسلاميون بالحكم في أول انتخابات تلت انهيار نظامي الحكم فيهما. وتشمل هذه التقديرات الأولى نتائج المقاعد المخصصة للأحزاب السياسية المتنافسة وعددها 80 مقعداً من أصل 200 مقعد.

وبالنسبة إلى المقاعد المئة والعشرين المخصصة للمرشحين فردياً، يتوقع أن تنحو النتائج المنحى نفسه حيث إن معظم المرشحين مدعومون من أحزاب سياسية. إلا أن رئيس المفوضية العليا للانتخابات نوري العبار أعلن في مؤتمر صحافي أن المفوضية «ليست مسئولة عن أي تصريح يتعلق بإعلان النتائج خارج إطار المفوضية».

وردّاً على سؤال لوكالة «فرانس برس» تحدث العديد من مراقبي الانتخابات في طرابلس وبنغازي عن فوز «ساحق» لليبراليين في عدة دوائر ومراكز اقتراع بنسب تتجاوز أحياناً 90 في المئة مثل ما جرى في حي أبوسليم الشعبي بالعاصمة. وبدأ فرز الأصوات مساء أمس الأول على أن تبدأ المفوضية العليا للانتخابات إعلان النتائج الأولية اعتباراً من «الإثنين أو الثلثاء».

وعلى رغم أعمال عنف وتخريب ارتكبها ناشطون من دعاة الفيدرالية في شرق البلاد، تخطى الليبيون بنجاح أول انتخابات حرة في أجواء احتفالية بعد عقود من دكتاتورية نظام معمر القذافي. وأعلن العبار مساء أمس الأول أنه «مهما كانت النتيجة فإن الشعب الليبي هو الفائز»، مؤكداً «نجاح» الانتخابات على رغم «يوم إدارة أزمة» وخصوصاً في الشرق حيث ظلت مراكز الاقتراع مغلقة بسبب انعدام الأمن. وأجريت الانتخابات أمس في ثمانية مكاتب فتحت أبوابها من إجمالي 24 مكتباً بقيت مقفلة السبت بسبب أعمال عنف.

من جهة أخرى أشاد المجتمع الدولي بحسن سير الاقتراع. ونوه الاتحاد الأوروبي بانتخابات «تاريخية حقاً» في ليبيا ولا سيما أنها جرت في «أجواء من الحرية» بينما تحدثت لندن عن «مرحلة هامة» ولحظة «تاريخية» لهذا البلد في طريقه إلى الحرية.

من جانبه قدم الرئيس الأميركي، باراك أوباما تهانيه للشعب الليبي «على المرحلة المهمة الأخرى في انتقالهم الرائع نحو الديمقراطية». وأشادت فرنسا بالانتخابات التي «كانت جيدة عموماً» في ليبيا، وهنأت الشعب الليبي بـ «مشاركته الكثيفة» في عملية الاقتراع بعد ثمانية أشهر على انتهاء النزاع المسلح الذي أفضى إلى سقوط معمر القذافي وقتله.

بدوره عرض الرئيس التونسي منصف المرزوقي على رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبدالجليل المساعدة في «إعادة بناء المؤسسات الدستورية في هذا البلد، بحسب ما أعلنت الرئاسة التونسية».

وقالت الرئاسة في بيان إن المرزوقي عبّر خلال اتصال هاتفي مع عبدالجليل أمس «عن استعداد تونس المطلق لمد يد المساعدة، انطلاقاً من تجربتها التأسيسية، لأشقائها في ليبيا من أجل طي المراحل المتبقية لإعادة بناء المؤسسات الدستورية بالسرعة والنجاح المطلوبين».

وبعد ثمانية أشهر من نهاية نزاع مسلح أطاح بنظام معمر القذافي دُعي 2.8 مليون ناخب إلى اختيار الأعضاء المئتين في «المؤتمر الوطني العام». وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 60 في المئة بحسب النتائج الأولية التي أعلنتها المفوضية الانتخابية مساء أمس الأول. لكن سقط قتيل قرب مركز اقتراع في أجدابيا (شرق) في ظروف لم تتضح بعد.

العدد 3593 - الأحد 08 يوليو 2012م الموافق 18 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً