قال الكاتب الفرنسي اللبناني الأصل أمين معلوف في مقابلة صحفية مع رويترز بمنزله في باريس إن الشرق الأوسط يحناج إلى استقرار الوضع في سوريا. وذكر معلوف أن الأمن في بلده الأصلي لبنان بصفة خاصة يتوقف على أيجاد تسوية سلمية للأزمة المستمرة منذ 16 شهرا في سوريا. وقال معلوف في المقابلة "أعتقد المنطقة كلها بحاجة لنموذج متقدم في سوريا. واول من هو بحاجة لها الشيء هو لبنان. لبنان.. اذا سوريا بوضع مأساوي هو راح يكون بوضع مأساوي. اذا سوريا فيها عنف راح يكون فيه عنف." وترك معلوف لبنان عام 1975 مع بداية الحرب الأهلية التي دارت على مدى 15 عاما وانتهت عام 1990. وتمتد أعمال العنف في سوريا أحيانا عبر الحدود إلى لبنان ويعمل بعض المعارضين السوريين انطلاقا من مناطق حدودية داخل الأراضي اللبنانية كما يتزايد التوتر على الحدود بين سوريا وتركيا. لكن لبنان يحاول تفادي الزج به في الانتفاضة على الرئيس السوري بشار الأسد وكانت ردود فعله متحفظة إزاء الحوادث التي وقعت عبر الحدود. وقال معلوف خلال المقابلة بمنزله القريب من قوس النصر في العاصمة الفرنسية إن الحكومتين الإسلاميتين اللتين وصلتا إلى السلطة في تونس ومصر في أعقاب ثورتي البلدين جزء من عملية انتقال أوسع نطاقا إلى الديمقراطية في أنحاء العالم العربي. وذكر معلوف أن انتفاضات الربيع العربي فاجأت العالم بأسره. وقال "أنا دائما شعوري ـنه اللي عم بصير مش هين الواحد يفهمه.. يعني ما لازم الواحد يتصور انه الدول فهمانة تمام شو عم بصير من الاول.. مش صحيح. باعتقد كل الناس تفاجئوا بللي حصل. وما حدا عارف وين رايحين. وبعدين كل دولة مختلفة عن الباقيين. ما قيه حدا بستفيد من التجربة اللي صارت في دولة معينة حتى يفهم شو راح يصير بدولة أخرى. صحيح انه المرحلة الحالية اظهرت امرين.. الامر الاول انه فيه تواصل معين بالذات بين الشعوب العربية. يللي بصير ببلد معين له آثار وبيخلق نوع من الرغبة عند الآخرين بالتحرك. وبنفس الوقت.. ما في دولتين مثل بعضهم.. ما في وضعين مثل بعضهم." واختير معلوف (63 عاما) في 14 من يونيو حزيران لعضوية الاكاديمية الفرنسية ليصبح ثاني عربي ينتمي الى "مجمع الخالدين" بعد الكاتبة الجزائرية اسيا جبار. وكان الكاتب قد فاز بجائزة جونكور الادبية الفرنسية المرموقة في عام 1993 عن روايته "صخرة طانيوس". وقال معلوف إن انتفاضات الربيع العربي لن تعتبر ناجحة إلا عندما تجرى انتخابات نزيهة بصفة دورية. وذكر معلوف لرويترز أنه استلهم بعض الأحداث الأخيرة في روايته الجديدة التي ستصدر في سبتمبر أبلول المقبل بعنوان (التائهون).
