قرية خضراء جميلة محاصرة بين جبلين من جبالها الشامخة كحصار مدنها من قبل قوات الحلفاء يقطعها نهر يطفو عليها ربيعاً وجمالاً وهو ينساب بخرير مياهه الصافي العذب لأكواخ وأقفاص القرية مساكنهم التي يؤون إليها لا تقيهم حراً ولا تمنع عنهم برداً، نهرها يمدهم بقدر حاجتهم التي لا تتجاوز 50 كوخاً كمساحة القرية التي صورها خالقها فأحسن صورتها ولم يرسمها هاوٍ.
نشأ فيها شاب قوي فطن ذكي محبوب بين أهاليها على رغم عدم وجود مدرسة ما خلا كوخ تحت ظلال الأشجار وخرير مياه الأنهار كافح على إنشائه كمدرسة لتعليم أهالي القرية اللغة العربية والإنجليزية بالخفاء، تعلمهما من والده قبل وفاته حينما كان يعمل تحت إمرة أحد الضباط الإنجليز ولعل من القدر أن تكون حياة هذا الشاب كحياة النبي موسى (ع) في هذه القرية الصغيرة المحرومة من الحياة المدنية تماماً ليواجه طاغية مصر وفرعونها يوماً ما فكل شيء فيها ممنوع محرم ومصادر ولا صوت يعلو فوق صوت فرعونها مختارها العجوز فلا صوت لتلفزيون ولا مذياع ولا حلاق ولا حتى سوق ما خلا مذياع روسي قديم واحد مخبأ عند محبوب في كوخه يسترق فيه سمع «البي بي سي» ليلاً عوضاً عن أزيز طائرات الحلفاء التي تسمع في النهار وهي تقصف مواقع المجاهدين فتجد تطاير الرؤوس والأعضاء كتطاير الكتب في الهواء جواباً على مجازر المحتل، أما في الليل فتتوقف المعارك ويعم الهدوء ويسود الظلام لتتسلم مهمات القرية الغربان تجوب الفضاء كالأباتشي بحثاً عن شيء تسرقه!
وعلى الأرض، فدوريات الثعالب والذئاب مسيرة حتى الصباح تنهش من تجده بين الجبال من دون سابق إنذار. حامي القرية مختارها (عاشق الزمان) الأصمخ الذي لا يبصر إلا الأموال يعدها كل ليلة يشمها تارة وأخرى يقبلها قبل أن يرمي بجثته في مخدعه ولا يسمح للرأي والرأي الآخر سوى صوته الذي يتدخل في كل شيء يدير به شئون القرية بنفسه فهو القاضي في المنازعات والحكم بين الأزواج والقائم على توزيع الهبات والآمر والناهي في جميع الأمور من دون علم ولا حتى دراية مستعيناً بمجلس القرية بطانته السيئة في عمره التسعيني متكئاً على عكازه يرفعه وقت التحذير والتهديد ويرخيه وقت الانصياع أصمخ لا يسمع إلا عن قرب، وبالإشارة تهابه القرية بسبب بطانته المنتشرة كالجواسيس الذين يعتاشون على الهدايا والهبات مثلهم مثل مناوئي الأنظمة الدكتاتورية اليوم الذين ينعقون مع كل ظالم وطاغ مقابل تسلمهم هذه الهبات والهدايا التي تصلهم ولا تضل طريقها لبيوتهم كل شهر وما خفي كان أعظم!
ومع كل هذه الضبابيات والديكتاتوريات أحس هذا العجوز أن بساط الحكم بدأ ينسحب منه وكرسي الأمر والنهي بدأ يهتز وعكاز التهديد والوعيد بدأ يتآكل كتآكل عكاز النبي سليمان (ع) من بين يده على يد أصغر خلق الله سبحانه وتعالى. حبيب الشاب الثلاثيني يخفي وراء نظارة والده السوداء وكياسة جده ربيعاً أفغانياً سينفجر يوماً ما كالبركان! إلا أنه ومن حسن القدر أن تكون من بين الربيع الأفغاني وردة حمراء جميلة (حبيبة) ابنة هذا العجوز التي انضمت مع من انضم من الشباب ومن الصدف أيضاً أن تقع بينهما قصة حب تعد سابقة من سابقات الدهر الأفغاني في هذه القرية التي لن تحمد عقباها حينما يتعدى خبرها باب المدرسة التي لم يوافق على افتتاحها إلا بعد العهد والمواثيق فكيف يسمع عن قصة حب مع ابنته!
ومع ذلك فربيع حبيب قد دنا للعلن وكان قاب قوسين أو أدنى ورائحته تناقلتها النسوة بين البيوت، اللاتي استعان بهن محبوب في نقل أسرار ربيعه بعد أن ذقن مرارة العيش تحت أكواخ طينية لا نور يسطع فيها ولا نفس يخرج منها خوفاً من انكشاف أمرهن ولأن غالبية الرجال هم بطانة السلطان العجوز وكلابه في الليل يتجسسون على حبيب الذي بدأ يغلي من فوق عمامته المزركشة بجميع الألوان حتى أخمص قدميه التي لم تعرف طريق الحق والعدالة يوماً ما حتى احتار في أمرهن ماذا يفعل!
هل يدس النسوة أحياءً في التراب أم يقطع أولادهن إرباً إرباً كما فعل فرعون في نسوة مصر حيث بقر بطونهن بحثاً عن موسى (ع) لكن فات الأوان وانكشف المستور في فجر يوم الجمعة الموعود عندما شاع خبر مرضه وانشغلت بطانته بمرضه حينها بانت راية موسى عالية خفاقة حينما انفجر الفجر الصارخ والوعد الصادق على ثورة عارمة قطعت فيه الثورة إمدادات البطانة وسيطرت على مراكز قوى العجوز وأحرقت مجلس البطانة وكسرت كرسي الحكم وعكاز الجور والفساد الذي كان جاثماً على صدور أهالي القرية البسطاء يهددهم ويتوعدهم ويتقاسم هو وبطانته خيرات القرية وعلى هباتها ويصادر حرياتهم وآراءهم وما أن دنا وقت أذان الظهر إلا وقد أشرقت الأرض بنور ربها وكست السماء ربيعها ومات الديكتاتور العجوز حينها علا ولأول مرة صوت حبيب إيذاناً بصلاة الظهر صارخاً (حيا على الحق والعدل) وليس على الظلم والفساد حيا على الجهاد ضد النظام الكاذب الشرير الذي يخفي وراءه عجوزاً أحمق اصمخ ذا قلباً أسود سارق اللذات والأموال والهبات ومصادر الآراء والمهيمن على الحريات لتشهد القرية بذلك ولادة أول قصة نصر وحب كانت خافية حتى ظهرت للعلن على أول زفاف علني متبوع بتوشيحات أفغانية تطايرت فيها بالونات الحب والنصر والحلويات وظهرت تباشير الفرح والبهجة والسرور بين أهالي القرية وتبادلت النسوة فيما بينهن عبارات الغزل والحب والحلويات وهن يتمنين عرس كهذا لبناتهن!
مهدي خليل
أدري فيك مسحت كل ذكرياتي... وتحاول انك تنساني وتنسى ايام عشناها ولحظات كنا نسهر الليل... ونسولف في ظلامه... كنا نضحك ونرسم كل عواطفنا... اذا بجيت تتأثر وتسأل ويتغير حالك اذا اشتقت لي او غبت عن عالمك يكون حزنك كبير وتتضايق... كل هذا راح وانتهى من قاموسك تغيرت مو القبلي اللي يحبني مو القبلي اللي اعرفه اللي يموت فيني ليش شنو السبب؟ ليش تغيرت فجأة؟ شنو سويت أنا فيك خبرني؟ مسحت كل ذكرياتي وكل شي حلو بينا... ما كأنك حبيتني يومها او كنت بيوم حبيبك كنت محتاجك جنبي... تحميني تدفيني تهتم فيني تحس بجروحي فوق ما تتصور انا شقد عانيت شقد اثر فيني غيابك انا ما مسحت اي شي منك وبظل اتذكرك... حبك وقلبك بعدهم في وسط روحي اغراضك صورك ضحكتك... كل لحضة حلوة ومرة بينا... مستحيل بيوم انساها انا بظل رغم مسحك للماضي وافي ومخلص في حبي... واعتقادي اني ربحتك ماخسرتك في نظري اللي يحب ما ينسى ابداً او يقسى في حبه لو شنو يصير والوفى يعيش الى نهاية العمر والنسيان غدر للحب وطعنة في وسط القلب لقصة حب كانت شريفة لأنسان حب الدقيقة والثانية معاك فلا تظن أني بعيش حب جديد وبنساك القلب يحب مرة وحدة وصعب يتكرر الحب مع انسان غيرك مهما يكون محاولات الغير فشلت وراح تفشل انت مالك ثاني ولا لك بديـــــل بتبقى معاي وخيالك ساكن فيني... مهما كنت بعيد عني بيبقى حبك ماضي يتجدد فيني مع مرور السنين اذكره حتى لو انت نسيتني ما بمسح ابد ذكرياتك لأني ما زلت احبك... وطول عمري ببقى مثل ما انا وبظل اللي عرفته اول مرة الأنسان اللي يهواك الغرقان في بحرك الميت عليك اللي ماعمره نساك بيوم ولا بينساك احبك ميرزا إبراهيم سرور هذا الحوار جرى بين زوجين متحابين وقد دار الحوار بينهما عن الزيارات المتكررة إلى المجالس البحرينية المنتشرة في ربوع مملكتنا الغالية، وإليكم ما دار بينهما: أم علي: إلى أين أنت ذاهب يا أبا علي في هذا الوقت المتأخر من الليل وترتدي هذا اللباس الجميل والعطر الطيب؟ أبو علي: في الحقيقة أنا ذاهب الليلة إلى أحد المجالس البحرينية بمنطقة عراد. أم علي: تسكن في نهاية مدينة حمد وتترك مجالس المنطقة وتذهب إلى آخر الدنيا كي تزور مجلسا في عراد، ولماذا هذا المشوار المتعب؟ أبو علي: يا أم علي، اليوم البحرين الحبيبة تحتاج إلى هذه اللحمة الوطنية التي أصبح لها الدور الكبير على أرض الوطن ويجب علينا أن نتحد فيما بيننا، وبفضل هذه المجالس أصبحنا درعاً قوياً يقف أمام أي معتدٍ على أرضنا الحبيبة، وبفضل تلك الندوات والمحاضرات الهادفة أصبحنا أحباباً وتقربنا من بعض أكثر وأكثر. أم علي: أنت تذهب إلى أبعد المناطق وبشكل يومي وماذا عنهم أصحاب المجالس الأخرى هل يزورونكم في منطقتنا؟ أبو علي: دون شك فهم دائما متواجدون في مجالسنا ومرحب بهم وكل صاحب مجلس يفتخر برواده الكرام ويرحب بشخصيات وطنية لها الدور الكبير في كثير من الأمور التي تتعلق بالوطن والمواطن. أم علي: وماذا عن احتياج الأسرة إليك فأنت ربها، وإلى متى ستواصل غيابك عن المنزل فقد أصبح مظلما بدونك فأنت النور المنتشر في المنزل؟ ونحن مشتاقون إلى الجلوس معك فأنت الأب الحنون والزوج العزيز يحفظك الله من كل سوء. أبوعلي: أنت يا أم علي في القلب محفوظة قبل غيرك من البشر وحبي لك ولأولادي سوف لن يتغير، وأعاهدك بأن أنسق من وقتي فاعذريني هذه الأيام، فوجودي في تلك المجالس أصبح مهما، وسوف لن أنقطع عنها حتى يطمئن قلبي على سلامة الوطن، فوجودي بها يطمئن قلبي على سلامتكم وسلامة الوطن، وعليك أن تعلمي بأن المجالس أصبحت اليوم هي الملتقى والمتنفس الوحيد والمهم في البلاد. صالح علي الظلم... ذلك الاسم الذي يجمع الكثير من الرذائل... ودل على الكثير من القبائح... فقد حرمه الله سبحانه وتعالى على نفسه أولاً قبل أن يحرمه على الناس... فبالظلم تحل النقم وتنتشر الأوبئة والأمراض... ويحبس المطر من السماء وتذهب الخيرات وتنزع البركات... وبه أيضاً تنشر الضغينة والحقد والشرور والفساد... فبالظلم تؤكل أموال الناس بالباطل وبغير حق وبالظلم يبدأ العدوان بالمماطلة في قضاء الدين... وبالظلم يكون الفساد بين الناس بالسرقة وتغريرهم بالتدليس على بعضهم البعض بالكيل والميزان في البيع والشراء... وبالظلم تدفن حقوق الناس المعنوية بانتقاص جهودهم وأعمالهم والطعن في خفايا سرائرهم والنيل من إيمانهم... فشهادة الزور ظلم... وأكل مال اليتيم ظلم... والقسوة على النساء ظلم... والتعدي على الجار ظلم... والقتل والعدوان ظلم... الظلم ظلمات يوم القيامة وليس ظلمة واحدة بل ظلمات وظلمات بعضها فوق بعض... تغشى الظالمين عند سكرات الموت... وتغشى الظالمين في قبورهم... وتغشى الظالمين عند حشرهم... وتغشى الظالمين في عرصات القيامة... ليكونوا في ظلام دامس... فإن سولت لك نفسك في يوم من الأيام ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك... وتذكر قوله تعالى: «ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار» (إبراهيم: 42). والأسئلة التي تفرض نفسها هنا... لماذا كل هذا الظلم وهذه القسوة التي نراها اليوم؟ وكيف نستطيع القضاء عليها ومحاربتها؟ وإذا كان خصمك القاضي فمن تقاضي؟ طلال السليطيمسحت كل ذكرياتي...
حوار بين زوجين عن المجالس
الظلم أقبح الرذائل
العدد 3604 - الخميس 19 يوليو 2012م الموافق 29 شعبان 1433هـ
تحية للاخ طلال السليطي
موضوع ممتاز اخي وهذا يدل على معدنك الطيب فالظلم لن ولم يقبله اي منصف فجزاك الله الف خير اخوك احمد
حورية محرقية
يارب بحق هالشهر الكريم ما يوقع احد تحت الظلم لانة قاسي ومؤلم وخصوصا اللي من اقرب الناس
أحسنت يا مهدي...ل
_لقد هيجت مشاعري ... كما يقول الشاعر (صوت صفير البلبي ..هيج قلبي الثملي )تسلم على هذه القصه الرائعه..
_ولكن لدي اقترح برغبه ان يكون العنوان (قصة حب في عالم أفغاني) مصداقاً لقول أحد الفلاسفه (لن نفرح لذا لم يفرح معنا الأخرين ..ولن نضحك اذا لم نحك معاً).