العدد 3618 - الخميس 02 أغسطس 2012م الموافق 14 رمضان 1433هـ

أوباما يفتعل شجاراً مع احتدام الحملة الانتخابية

قبل أربع سنوات، في انتخابه المظفر الذي أتى به إلى البيت الأبيض، قدم الرئيس الأميركي، باراك أوباما نفسه على أنه صانع سلام عظيم. فهو سعى إلى حل الخلافات الداخلية بين الأحزاب السياسية ورأب الصدع بين الفجوات الآيديولوجية والعمل سوياً من أجل إيجاد حلول مسئولة، مثلما تضمن الشعار.

ولكنه الآن لديه استراتيجية جديدة. فقبل ثلاثة أشهر على الانتخابات، يتحفز أوباما للشجار. وكرر أوباما في خطابات حملته الانتخابية أمام حشود في مختلف أنحاء البلاد «إن الأمر لا يدور حول اثنين من المرشحين... إنه يتعلق برؤيتين مختلفتين بشكل جوهري حول كيفية المضي قدماً». ويقول الجمهوريون إن الأمر يدور حقاً حول «حرب طبقية». وكانت الضربة الأولى في المعركة تتمثل في مسرحية أوباما برفع الضرائب على الأغنياء. وقد قام بحبك هذا التحرك بذكاء عن طريق تمديد العمل بخفض ضريبي يعود إلى عهد الرئيس بوش حتى العام المقبل - باستثناء الأسر التي يزيد دخلها السنوي على 250 ألف دولار (200 ألف يورو). ولن ينتهي العمل بالتخفيضات الضريبية فعلاً حتى نهاية العام، أي بعد الانتخابات المقررة في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني. لكن مناقشتها الآن يمنح حملة أوباما نقطة قوية للحديث ووسيلة لحشد الناخبين وربما موازنة أداء الرئيس الضعيف فيما يتعلق بتوفير الوظائف. ووفقاً لتقديرات الحكومة، فسوف يواصل 98 في المئة من الأميركيين دفع ضرائب أقل وفقاً لخطة أوباما. و2 في المئة فقط من الأثرياء هم الذين يتحملون الزيادة. وتؤدي الخطة الضريبية - والأسلوب - إلى تقسيم أميركا إلى معسكرين: الفقراء والطبقة المتوسطة في مقابل الأغنياء وذوي الثراء الفاحش.

ويريد منافس أوباما، الجمهوري، ميت رومني توسيع نطاق التخفيضات الضريبية لتشمل جميع الأميركيين ويعد حلفاء حزبه في الكونغرس مشروع قانون لفعل ذلك. ويزعم رومني بأن خطة أوباما هي «زيادة ضريبية قاتلة للوظائف» وهو أمر يضر بالاقتصاد. ولكن دعم الإعفاءات الضريبية للأثرياء بينما يتم خفض الخدمات الاجتماعية قد يكون محاولة موازنة صعبة للملياردير رومني الذي يحاول بالفعل أن يكون حذراً من أن يبدو وكأنه من النخبة يعيش في برج عاجي.

ووصل الحال «بالرؤى المختلفة» التي تحدث عنها أوباما في خطابه السياسي إلى أن تحولت إلى رؤى متصادمة على الصعيد الاقتصادي. ويقول أوباما إن الجمهوريين «يعتقدون أن الازدهار يأتي من أعلى إلى أسفل» وأن رومني يفترض أنه «إذا أنفقنا تريليونات أكثر على تخفيضات الضرائب لأغنياء أميركا، فإن هذا سيطلق بطريقة ما العنان للوظائف والنمو الاقتصادي». وفي زاوية أخرى، ووفقاً لرؤية الرئيس أوباما «أعتقد أننا ننمي اقتصادنا انطلاقاً من الطبقة الوسطى».

ويحلو للرئيس أن يستشهد بالملياردير، وارن بافيت الذي يعترف بأنه يدفع ضرائب أقل من سكرتيره ويقول إنه سيدفع أكثر عن طيب خاطر. وهذا القول له وقع الموسيقى على أذن الرئيس. وإذا كانت استطلاعات الرأي الأخيرة تعتبر مؤشراً، فإن الصدام الآيديولوجي لا يساعد أياً من المرشحين. فقد أظهر استطلاع لصحيفة «واشنطن» بوست وشبكة «إيه بي سي نيوز» أن مستوى تأييد المرشحين متقارباً ويبلغ نحو 47 في المئة. ولم تتغير الأرقام كثيراً على مدى أسابيع.

وعلى الرغم من ارتفاع معدل البطالة وتباطؤ الاقتصاد والحملات الإعلانية الضخمة والسلبية، في الغالب من جانب رومني، فإنه لم يتمكن أياً من المرشحين تغيير السباق الذي وصل إلى طريق مسدود بالفعل منذ مايو/ أيار الماضي. وخلص موقع «ريل كلير بوليتيكس» الإلكتروني، الذي يحسب متوسط نتائج استطلاعات الرأي، إلى نتيجة مماثلة حيث أن المتوسط الذي أعلنه منح أوباما التقدم على رومني بنسبة 46 في المئة مقابل 44 للمرشح الجمهوري، وهي نتيجة متقاربة للغاية. وفي ظل هذا الطريق المسدود، يثير موقع «ريل كلير بوليتيكس» احتمالا يبعث على الخوف وهو ظهور شبح آخر يتمثل في حدوث التعادل بين المرشحين يوم الانتخابات.

العدد 3618 - الخميس 02 أغسطس 2012م الموافق 14 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً