العدد 3628 - الأحد 12 أغسطس 2012م الموافق 24 رمضان 1433هـ

البشرية تواجه خطر الحياة أو الموت

البشرية تعيش فوق إمكاناتها بكثير ويتزايد طلبها على المواد الغذائية والأدوية وغيرها من المنتجات التي تعتمد على الطبيعة؛ ما يجعل الاستهلاك المستدام والحفاظ على الموارد الطبيعية مسألة حياة أو موت.

هذا هو ما تنبِّه إليه أكبر وأقدم شبكة بيئية عالمية: الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، الذي يفيد أيضا أنه على رغم مساعي إعطاء الأولوية لوقف انقراض الأنواع النباتية والحيوانية في أرجاء العالم كافة، فالمعركة لاتزال بعيدة عن الحسم.

وفي حديث مع وكالة إنتر بريس سيرفس، شدّدت المديرة العامة للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، جوليا مارتن لوفيفر، بالقول: «إننا بحاجة إلى بذل المزيد من الحفظ الفعال وتوسيع نطاقه، وفي الوقت نفسه نحن بحاجة إلى تغيير عادات الإنتاج والاستهلاك لجعلها أكثر استدامة».

يشار إلى أن الإتحاد الدولي قد أصدر تقريره الأخير بشأن «القائمة الحمراء للأنواع المهددة»، وذلك عشية انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في البرازيل، في يونيو/ حزيران 2012.

هذه القائمة الحمراء - التي تعتبر مقياساً عالمياً لصحة التنوع البيولوجي في العالم - تشير إلى أن من أصل 63837 نوعاً، هناك 19817 نوعاً مهدداً بالزوال.

وشرح التقرير أن النظم البيئية للمياه العذبة خصوصاً تتعرض إلى ضغوط الأنشطة البشرية واستغلال الموارد المائية، وذلك إضافة إلى ممارسات الصيد غير المستدامة، وتدمير بيئتها من خلال التلوث وبناء السدود التي تهدد أسماك المياه العذبة.

وعلى سبيل المثال، تفيد بيانات الإتحاد الدولي لصون الطبيعة أن ربع مصايد الأسماك الداخلية في العالم تقع في القارة الإفريقية وأن 27 في المئة من أسماك المياه العذبة في هذا القارة أصبحت مهددة، بما في ذلك البلطي وهو المصدر الغذائي المهم في بحيرة ملاوي والذي يعاني من الصيد المفرط.

وعن هذا شدّدت مديرة الإتحاد العالمي لصون الطبيعة مارتن لوفيفر لوكالة إنتر بريس سيرفس - في مقابلة عشية المؤتمر العالمي للإتحاد في جزيرة جيجو، كوريا الجنوبية 6 - 15 سبتمبر/ أيلول - على أنه لا يمكن تحقيق مستقبل مستدام دون الحفاظ على التنوع البيولوجي.

ولدى سؤالها عما إذا تم تحقيق تقدم محسوس على طريق تنفيذ «خطة 2020 « الاستراتيجية للتنوع البيولوجي، التي تنص على 12 هدفاً لمنع انقراض أكثر الأنواع تعرضاً لخطر الزوال بحلول العام 2020 ، أجابت: «لا لسوء الحظ».

وأضافت أنه على رغم تحقيق بعض النجاح - بصون نحو 100 نوع مهدد في أكثر من 30 دولة - إلا أن هناك حاجة ماسة للمزيد من الموارد لمواجهة أزمة الانقراض الراهنة.

ورداً على سؤال وكالة إنتر بريس سيرفس عما إذا كانت البشرية قد بلغت «نقطة اللارجعة» في مجال انقراض الأنواع النباتية والحيوانية، سارعت مديرة الإتحاد الدولي بالرد: «هذا صحيح».

وشرحت أن آخر تحديث «للقائمة الحمراء» يرسم صورة قاتمة: واحد من كل ثلاثة من أنواع المرجان، وواحد من كل أربعة من أنواع الثدييات، واثنين من كل خمسة من أنواع البرمائيات (...) معرضة لخطر الانقراض.

وعلاوة على ذلك، كشفت دراسة أخيرة أن البشرية قد تجاوزت بالفعل ثلاثة من أصل تسعة من المسماة «الحدود الكوكبية» التي تحدد «مساحة عمل آمنة» للبشرية، بما في ذلك فقدان التنوع البيولوجي، وفقاً لمديرة الإتحاد الدولي التي عادت لتؤكد أن البشرية قد بلغت بالفعل «نقطة اللارجعة».

وشدّدت جوليا مارتن لوفيفر على الحاجة الملحّة لتغيير العادات الإستهلاكية، مع تكثيف جهود الحفاظ علي التنوع الحيوي.

وأكدت أن التحدي الأكبر الآن هو أن يدرك كل شخص ما هو على المحك: أن الطبيعة ليست ترفاً بل هي الأساس الحقيقي لرفاه البشرية على هذا الكوكب، وهذا يستوجب أيضاً تعزيز الإرادة السياسية الضرورية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

بوساني بافانا

وكالة إنتر بريس سيرفس

العدد 3628 - الأحد 12 أغسطس 2012م الموافق 24 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً