للمنكسرة قلوبهم... والمحطمة أحلامهم... تحية مني لكم... تحية بلون الأمل والتفاؤل...

منذ زمن.. رسمنا بخيالنا صورا لمستقبلنا... خَططنا في أفقنا أمنيات زينتها تفاصيل حياتنا ببراءة... كنا صغارا لم نكن نعِ معنى ان تُجرعنا الحياة من كأسها المر... لم نكن نعرف أن الأيام تخبئ في جعبتها الكثير، تتقاذف بنا، تشد وتضغط مكان الألم، كتلك الحكايات التي لم تكلل بالنجاح، والقصص التي كنا أبطالها وكادت تنتهي الا ان زر "التوقـف" منعنا...!

لم نكن نعلم بأننا كلما كبرنا تتغير ملامح الحياة... وتنكشف لنا قسماتها الغريبة... أناسٌ يحاولون تحطيمنا، ومنهم من يحاول قتل زهور أحلامنا بسهامه، شخوصٌ لم يذكروا الله، يسري الظلم في دمائهم وينفثوه بقذارة علينا... بصقوا حتى فتتونا، أولئك من خيبوا آمالنا.

خلقنا وأقدرانا مكتوبة... سعينا ولم يكتب الله لنا ما نريد... هكذا هي الحياة، أحلام تذهب وأمنيات ترحل إلى الجنة.

دعوة من القلب:

جددوا أحلامكم، ابتسموا لترمم تلك القلوب التي انهكتها خيبات الأمل... لا تحزنوا فلا شيء في هذه الحياة أجمل من أن نعيشها مبتهجين، فالعمر لا يتكرر... قد نحتاج في بعض الاحيان الى ان نفرغ ما بداخلنا، فرغوا ذلك الألم بعيداً عن أعين الخلق... امسحوا دموعكم وابتسموا... تذكروا اللحظات التي حَفرت في ذاكرتكم حلاوة لا تنسى...

انظروا إلى السماء، استودعوا أمانيكم عند من لا تسهو عينه عما في خواطركم فهو الوحيد القادر على جبر انكساراتنا وتضميد جراحنا... وحده العالـِمُ بما تخفي الأنفس من آهات وما تشتهي الروح من أماني...

ادعوه بقلبٍ صادق، بنيةٍ صافية، لا تفقدوا الأمل انظروا إلى الأبواب التي لم تفتحها الحياة بعد، لربما كانت أحلامكم مخبئة خلفها، واعملوا جاهدين للبحث عن مفاتيح تلك الأبواب.

همسة:

"كلما ضاقت بأحلامكم الأرض، تذكروا أن لها في السماء متسعاً رحباً لا يضيق أبدا".

فاطمة إسماعيل الجزيري