على الرغم من نجاح الجهود المبذولة في إندونيسيا من أجل إنقاذ مبادرة الصحة المجتمعية، القائمة على أساس تطوعي، إلا أن هناك حاجة إلى بذل مزيد من الجهود لدعم هذه المبادرة التي أثبتت جدواها في تحسين صحة الأم والطفل، حسب مسئولين في مجال الصحة.
وقد تم في سياق هذه المبادرة إنشاء عدد من الوحدات الصحية الشهرية التي تعنى بصحة الأطفال والنساء الحوامل عن طريق تزويدهما باللقاحات والمكملات الغذائية. وحسب رئيس المعهد الديموغرافي بجامعة إندونيسيا في جاكرتا سوني هارمادي، هناك ما يزيد عن 260,000 وحدة من هذه الوحدات الصحية على الصعيد الوطني ولكن نصفها غير عامل بسبب غياب التمويل والدعم السياسي والمتطوعين.
وعزا هارمادي، عدم فعالية هذه الوحدات الصحية إلى كون «الناس لم يعودوا يشعرون بأي فخر لتطوعهم للعمل في هذه الوحدات... كما أن الكثير ممن تخدمهم هذه الوحدات يفضلون الذهاب إلى العيادات الرسمية».
ويتولى متطوعون مدربون من قبل الهيئات الصحية المحلية الإشراف على الفحوصات الشهرية داخل هذه الوحدات الصحية.
ويرى رئيس المجلس الوطني للسكان وتنظيم الأسرة في إندونيسيا سوغرى سياريف، أنه على الرغم من أن عدد العيادات الصحية التي تخدم المرضى في المناطق الريفية الآن أكثر مما كان عليه عندما تم إطلاق مبادرة الوحدات الصحية الشهرية في العام 1980، إلا أنه لاتزال هناك حاجة لحشد جهود المجتمع في هذا المجال. وجاء في حديثه لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): «لا يمكننا الاستغناء عن هذه الوحدات لأننا سوف نخسر وسيلة مهمة للكشف المبكر عن سوء التغذية».
وأفاد المسح الصحي الأساسي الذي أجرته وزارة الصحة العام 2010 أن 17,9 في المئة من الأطفال دون سن الخامسة على الصعيد الوطني يعانون من نقص الوزن (بالمقارنة مع أعمارهم). وتشكل هذه النسبة انخفاضاً ملحوظاً عما كانت عليه في العام 1989 حيث كانت في حدود 31 في المئة.
وعزا مدير برامج تعزيز التغذية بوزارة الصحة مينارتو، الفضل في هذا الانخفاض للفحوصات الشهرية التي تقام في الوحدات الصحية، مشيراً إلى أن «البيانات الأخيرة تفيد أن نحو 70 في المئة من الأمهات يقمن بزيارة الوحدات الصحية الشهرية مرة كل ستة أشهر على الأقل».
وتبلغ نسبة سوء التغذية المزمن (الذي يقاس بنسبة طول الطفل مقارنة بعمره) بين الأطفال دون سن الخامسة 35,7 في المئة، في حين تصل نسبة سوء التغذية الحاد (الذي يقاس بنسبة وزن الطفل مقارنة بطوله) 13,3 في المئة. وتتمثل النسبة المعترف بها على نطاق واسع كعتبة طوارئ تغذوية في 15 في المئة.
وفي نفس السياق، وصل معدل وفيات الأمهات إلى 228 حالة وفاة لكل 100,000 ولادة حية في العام 2007، وهي نسبة تقل بكثير عن المستوى المنشود في إطار الأهداف الإنمائية للألفية والمحدد في 102 حالة وفاة لكل 100,000 ولادة حية بحلول العام 2015.
وأفاد، مينارتو أن الجهات المسئولة والمنظمات غير الحكومية تسعى لتعزيز استفادة المجتمع من الوحدات الصحية الشهرية وذلك عن طريق توسيع نطاق الخدمات التي توفرها هذه الوحدات لتشمل توفير التعليم المبكر للأطفال ورعاية المسنين.
وفي هذا السياق، تتعاون منظمة إنقاذ الطفولة منذ العام 2009 وشركة كرافت فودز مع الوحدات الصحية الشهرية في 54 قرية بمقاطعة جاوا الغربية من خلال برنامج «أسر أقوى وأكثر قدرة على الصمود في المستقبل».
وحسب مدير البرامج بمنظمة إنقاذ الطفولة إيفي يوليانتي، «تعد جاوا الغربية بمثابة سلة غذاء... ولكن لماذا لاتزال تعاني من سوء التغذية؟ لقد لاحظنا أن المشكلة الأكبر تتمثل في عدم إلمام الوالدين بسبل التغذية والنظافة الشخصية للأطفال».
وقد أدت النظم الغذائية التي تفتقر للمغذيات، إلى جانب الأمراض المنقولة بواسطة الماء والناجمة عن مياه شرب غير مأمونة إلى استمرار المستويات العالية من سوء التغذية، حتى خلال مواسم الحصاد الوفير.
العدد 3635 - الأحد 19 أغسطس 2012م الموافق 01 شوال 1433هـ