العدد 3635 - الأحد 19 أغسطس 2012م الموافق 01 شوال 1433هـ

سوريون مغتربون على جبهة حلب للعناية بالجرحى

قبل ايام فقط، كان حازم في انكلترا مع زوجته وابنه البالغ من العمر احد عشر شهرا.
اليوم يقيم هو وطبيب سوري آخر يدعى عمار في حلب لمعالجة الجرحى من مسلحي المعارضة.
ففي الانتفاضة على نظام بشار الاسد، اختار بعض السوريين في الخارج القتال في صفوف المعارضة بينما فضل حازم وعمار القدوم وهما يحملان مواد اسعاف.
وبعد اسبوع امضياه الى جانب الجيش السوري الحر في حي سيف الدولة في حلب، نجح الطبيبان في انقاذ حياة جرحى وشهدا تغيرا في حياتهما.
وقال حازم بعدما ساعد مقاتلا شابا جرح بالرصاص في ساقه "في بعض الاحيان التشخيص الصحيح او تنظيم العمل يمكن ان يحدث فرقا".
ويعمل حازم في قبو مسجد في حي سيف الدولة الذي تحول مستشفى ميدانيا مخصصا للمقاتلين وكذلك للمدنيين الذين يصابون في القصف او في المواجهات.
وقد فر معظم العاملين في القطاع الطبي في حلب، الرئة الاقتصادية للبلاد، من كبرى مدن الشمال فور اندلاع المعارك في نهاية تموز/يوليو.
وكان حازم وعمار قررا العودة الى سوريا قبل شهرين.
وقد مرا عبر تركيا ليصلا الى حلب.
وقال حازم "كنا نعرف ان الاطباء رحلوا وكنا نرى على تسجيلات الفيديو على يوتيوب ان بعض الجرحى لم يعالجوا بشكل صحيح".
واضاف "لذلك قمنا بوضع برنامج بسيط جدا لتعليم الناس الذين لا يملكون معارف طبية كيف يمكنهم معالجة جروح ناجمة عن الرصاص او جروح مفتوحة او كسور".
كما اعدا مئات الاكياس الصغيرة في كل منها عدة للاسعافات الاولية لتزويد عناصر الجيش السوري الحر على الجبهة بها.
وتضم هذه العدة ضمادات معقمة وكمادات وغيرها، وقد وزعا 500 من هذه الاكياس في مناطق التمرد في غرب حلب اولا ثم داخل المدينة.
وخلال بضعة ايام رأى حازم وعمار الاهوال لكنهما بنيا في القوت نفسه صداقات.
لكنهما لم يتمكنا من انقاذ ابو عزام القائد الشاب الذي استقبلهما. فعدما نقل جثمانه المصاب بقذيفة الى المستشفى الميداني لم يتمكنا من حبس دموعهما. وكان وجهه المحترق بلا معالم.
وقال عمار "كسوريين في الخارج لم نكن نرى الوضع باكمله، كيف يعيش السوريون هنا".
واضاف "رأيت فظائع (...) سنحتاج الى 15 عاما لمعالجة ذلك وبالنسبة للاطفال ستبقى الصدمة لفترة اطول".
واضاف رب العائلة الذي يبلغ من العمر 41 عاما بصوت متهدج ان "الشبان الذين التقيتهم هنا رائعون وكريمون. انه يقدمون لك الطعام قبل ان يلمسوه بانفسهم".
وتابع "لقد ذاقوا طعم الحرية ومصممون على الاستمرار. لن يوقفهم شيء. اصبحت فخورا جدا بانني سوري".
اما اسماء (25 عاما) السورية التي قدمت من الكويت، فقد اتبعت دورة اسعافات اولية قبل ان تمضي بضعة اشهر على الجبهة.
وقالت هذه الشابة التي كانت ناشطة على الانترنت في الكويت "جئت للمرة الاولى في 2011 وعدت في ايار/مايو. انها مسألة شرف. سوريا اصبحت بالنسبة لي أما تحتاج الى ابنتها".
وامضت اسماء عدة ايام في حي صلاح الدين المتمرد مع "ممرضات" شابات اخريات، قبل ان يكثف الجيش عمليات القصف ويجبر المقاتلين على التراجع الى حي سيف الدولة المجاور.
وقالت "قبل ذلك كنت اخاف من الحقنة ولا استطيع تحمل رؤية الدم. الآن اصبحت قادرة على ان ارى كل شيء".
واوضحت انه "في ليالي القصف في العتمة التامة (...) اشعر بعلاقة عميقة مع الناس. الآن اصبحت ادرك ماذا يعني ان اكون سورية"، قبل ان تؤكد "لن اعود الى الكويت ابدا".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 11:10 ص

      داود

      يذكروني بالطبيبين النبيلين علي العكري و نبيل تمام عندما ذهبا إلى غزة وقت القصف الإسرائيلي (الرصاص المسكوب)

    • زائر 3 | 5:59 ص

      انتم املنا يا اشرف الناس

      هكذا كانوا اطبائنا فزج بهم في السجن وعذبوا وحاكموا. ستراوية

اقرأ ايضاً