يولد نحو 6000 طفل سنويا في ألمانيا بخلل في القلب، الطب الحديث جعل من الممكن بالنسبة لمعظمهم أن يعيشوا في وقت لاحق حياة دون أضرار كبيرة، بالإضافة إلى العلاجات الحديثة فقد أصبح الآن العلاج عن بعد منقذا للحياة.
ففي مؤتمر القلب والأوعية الدموية الذي سيقام في ميونيخ، في الفترة من (25/ 29 أغسطس / آب)، والذي من المتوقع مشاركة أكثر من 30000 طبيب من مختلف أنحاء العالم فيه، سوف يكون موضوع العلاج عن طريق وسائل الاتصال من بين النقاط الأساسية فيه.
ولد مارك منذ عشر سنوات بخلل في القلب وقام الأطباء عندما كان في السادسة من خلال عملية معقدة بتصحيح هذا الخلل. إجراء العملية تم بنجاح، ولكن بعد ذلك كان الطفل يعاني من عدم انتظام ضربات القلب بشدة. في مركز القلب في عيادة الأطفال بمستشفي أسكليبيوس الألمانية في سانت أوغسطس بشمال الراين وستفاليا زرع الأطباء للطفل جهاز لتنظيم ضربات القلب ليعود مرة أخرى إلي الإيقاع الصحيح. في الوقت نفسه، تم توصيل جهاز تنظيم ضربات القلب بشاشة نظام مراقبة بالمنزل لتنقل البيانات من جهاز ضبط نبضات القلب تلقائيا عبر الهاتف المحمول إلى الأطباء الذين يحضرون على الفور»عند حدوث مشاكل أو اضطرابات»، كما يوضج الطبيب الأخصائي في أمراض قلب الأطفال بيتر سارتنر.
فتنظيم ضربات القلب عند مارك كانت جيدة ودون أي مشاكل لمدة سنتين. ولكن في صباح أحد الأيام لاحظ الطبيب سارتنر، أثناء تقييمه للمعلومات الواردة أن أحد الالكترونات الكهربائية تتسبب في مشاكل. «كان السبب في ذلك هو نمو الطفل - فلقد أصبح الكابل من جهاز ضبط نبضات القلب إلى القلب قصيرا للغاية»، كما أوضح الطبيب الأخصائي في أمراض القلب والأطفال، و»بعملية صغيرة، تمت إزالة الخطر بسرعة».
كما هو الحال مع مارك، فإن عيادة أسكليبيوس في سانت أوغسطس تقوم بمراقبة 74 حاله من مجموع 210 من المرضى الذين لديهم جهاز تنظيم ضربات القلب أو الرجفان أو زرع جهاز الصدمات الكهربية بينهم أطفال من روسيا، ودول البلطيق وسلوفاكيا. أصغر مريض لديهم عمره شهران. «قبل سبع سنوات كنا أول جهة قد استخدمت نقل البيانات عن بعد من المرضي في عمر الأطفال»، كما يقول سارتنر، «أما في وقتنا هذا، فهناك مستشفيات أخرى في ألمانيا تستخدم هذه التكنولوجيا.»
يقوم نظام الدوائر ذات الشاشة المتصلة بالهاتف بالتقاط كافة البيانات الموجودة على جهاز ضبط نبضات القلب يوميا بصورة تلقائية و»إذا لزم الأمر، لدينا الفرصة للسماح لنا بإرسال تلك المعلومات عن طريق الفاكس أو البريد الإلكتروني أو الرسائل القصيرة»، كما يوضح سارتنر قائلاً «إن أكبر ميزة لمرضانا الصغار وأولياء أمورهم: أنهم لم تعد لهم حاجة ضرورية لكي يأتوا من بعيد إلى العيادة - فقط إذا كان هناك اضطرابات شديدة تستدعي لذلك».
في طب الكبار، فإن العلاج عن بعد يتمتع بشعبية كبيرة منذ سنوات عديدة وتشير العديد من الدراسات والمشاريع الى الحصول على نتائج طيبة. «والوالدان يشعران بارتياح على نحو أفضل إذا كانوا يعرفون أن طفلهم تحت مراقبة طبية بشكل شبه مستمر، ذلك حسب قول سارتنر.
العدد 3648 - السبت 01 سبتمبر 2012م الموافق 14 شوال 1433هـ