وأخيراً، فضل الأسطورة الإيطالية فالنتينو روسي وضع حد لمعاناته مع دراجته دوكاتي، بعد موسمين مخيبين، مطلقاً تحدياً صعباً لكن غير مستحيل، يتمثل بالعودة إلى فريق ياماها، لينطلق بدءاً من الموسم المقبل في «الجزء الثالث» من مسيرته.
وبالتالي لم تتحقق المعادلة-الحلم «بطل إيطالي يقود فريقاً إيطالياً إلى لقب بطولة العالم للدراجات النارية». كما لم ينجح الأسطورة في امتحان أن يصبح أول متسابق يحرز بطولة العالم مع 3 فرق مختلفة، وذلك بعد انجازاته مع هوندا (2001 - 2003) وياماها (2004 - 2009)، إذ لم تسعفه في هذا الإطار موهبته الفذة وخبرته التي راكمها على مر سنوات، التي عول عليهما.
دوكاتي-روسي شراكة عقيمة
هكذا جاءت شراكة دوكاتي-روسي التي طالما حلم بها الإيطاليون عقيمة، فـ»الدكتور» الفائز بلقب الفئة الكبرى (500 سنتم مكعب وموتو جي بي) 7 مرات أعوام 2001 و2002 و2003 و2004 و2005 و2008 وبلقبي 125 و250 سنتم مكعب عامي 1997 و1999، انضم إلى الفريق الإيطالي في بداية موسم 2011 واكتفى في موسمه الأول بالمركز السابع وهو يحتل حالياً المركز الثامن (100 نقطة)، ويعود انتصاره الأخير إلى أكتوبر/ تشرين الأول 2010 في ماليزيا.
وصادف خوض روسي جائزة إنديانا بوليس في 19 أغسطس/ آب الماضي، التي حل فيها سابعاً بفارق نحو دقيقة عن الفائز الإسباني داني بدروزا (هوندا)، ومرور 13 عاماً على أول انتصاراته في بطولات العالم. كما حقق المركز ذاته في جائزة برنو التشيكية بعد أسبوع. ويصف برنار أنسيو ميكانيكي روسي قرار البطل الإيطالي بـ»الجريء» لا سيما أن «دوكاتي لم تلبّ طموحاته على رغم التحضيرات الكبيرة والتعديلات الكثيرة»، وهي خطوة «ستسكت القائلين إنه اختار دوكاتي قبل موسمين من أجل المال»، علماً أن لا فارق كبير بين العقدين (13 مليون يورو كل عقد). سعى فريق دوكاتي أن يكرر روسي معه ما حققه مع ياماها، الذي انتقل إلى صفوفه العام 2004، وكان الفريق يلهث خلف تتويج أول منذ 11 عاماً. وهذا ما حققه «الدكتور» ميدانيا بعدما حول دراجة «أم 1» إلى ماكينة لحصد الألقاب، وخصوصاً أنه فرض إيقاعه منذ الجولة الأولى للموسم في جنوب إفريقيا، ففاز ببطولة العالم ثم كرر الانجاز في مواسم 2005 و2008 و2009، فاضحى ياماها عنواناً لبطولة العالم.
بالطبع لن يقال أن عودة روسي هي «عودة الابن الضال»، لا سيما مع إعلانه أخيراً أن قراره وليد تفكير طويل، ومن منطلق أنه على مشارف الرابعة والثلاثين (يبلغها في فبراير/ شباط المقبل)، إذ قال: «قاربت مسيرتي على نهايتها وأريد أن أستمتع في القيادة والمنافسة خصوصاً أنني لا أزال أشعر بطاقة تخولني احتلال مراكز متقدمة».
وتابع «في ضوء المجريات الميدانية وجدت أن ياماها تلبي طموحاتي ومن المهم أن يستمتع المتسابق في مثل سني خلال القيادة على الحلبة».
خيبة أمل
ويعترف روسي أن التغيير أو التجديد الذي سعى إليه حين انتقل إلى دوكاتي تحول إلى خيبة، لا بل هو «نقطة سوداء» في مسيرة بطل فاز باللقب 5 مرات متتالية، وهو إنجاز لم يحققه قبله إلا مواطنه جياكومو أغوستيني. ويدرك أنه لن يستطيع تحقيق شيء مع الفريق الإيطالي في السباقات السبعة الباقية، لكنه لن يستسلم بل سيبذل كل ما يستطيعه لتسجيل أفضل النتائج مع دوكاتي على على رغم صعوبة المهمة.
ما يأسف له روسي أن الجهود والدعم لم تترجم ميدانياً، لكن تحقيق لقب عاشر في مسيرته حلم وهدف لا ينكر أنه يراوده، علماً أن الأهداف المقبلة ستتحدد في ضوء التجارب على متن «ام 1» في نهاية السنة الحالية.
العدد 3651 - الثلثاء 04 سبتمبر 2012م الموافق 17 شوال 1433هـ