عاد سائق ريد بول-رينو الألماني سيباستيان فيتل، بطل العالم في الموسمين الأخيرين، إلى الدرجة الأولى لمنصة التتويج بعد أن غاب عنها لتسعة سباقات على التوالي، وذلك باحتلاله المركز الأول خلال جائزة سنغافورة الكبرى، المرحلة الرابعة عشرة (من أصل 20) من بطولة العالم لسباقات الفورمولا 1 التي أقيمت أمس (الأحد) تحت الأضواء الكاشفة لحلبة شوارع «مارينا باي» والتي انتهت بعد مرور ساعتين وليس بانتهاء اللفات الـ 61، وذلك بسبب تدخل سيارة الأمان أكثر من مرة.
واستفاد فيتل من انسحاب سائق ماكلارين-مرسيدس البريطاني لويس هامليتون من السباق في اللفة 23 بعد أن تصدره من البداية، لكي يحقق فوزه الثاني فقط هذا الموسم بعد ذلك الذي حققه في المرحلة الرابعة على حلبة البحرين الدولية، والثالث والعشرين في مسيرته ما سيمنح في أن يصعد من المركز الرابع إلى الثاني في الترتيب العام على حساب هاميلتون وبفارق 29 نقطة عن متصدر الترتيب سائق فيراري الاسباني فرناندو ألونسو الذي أنهى السباق في المركز الثالث.
وكانت جميع المؤشرات تدل على أن فريق ماكلارين سيخرج فائزا مجددا لأنه انطلق من المركز الأول للسباق الرابع على التوالي. وكان الفريق البريطاني أنهى النصف الأول من الموسم بانطلاقه من المركز الأول على حلبة هنغارورينغ المجرية ثم فاز بالسباق عبر هاميلتون الذي اضطر للانسحاب من السباق الأول بعد عطلة الصيف على حلبة سبا فرانكورشان البلجيكية فناب عنه زميله ومواطنه جنسون باتون بفوزه في السباق بعد أن انطلق أيضا من المركز الأول، قبل أن يستلم بطل 2008 المبادرة مجددا في مونزا إذ انطلق المركز الأول وحافظ على موقعه حتى خط النهاية.
لكن الفريق البريطاني اكتفى أمس بالصعود إلى الدرجة الثانية من منصبة التتويج عبر باتون الذي تقدم على ألونسو الذي استفاد أمس أيضا من انسحاب هاميلتون ليحافظ على وضعه المريح نسبيا في صدارة الترتيب العام.
وحافظ هاميلتون على مركزه الأول عند الانطلاق فيما تمكن فيتل من تجاوز مالدونادو وحذا حذوه ايضا باتون، فينما بقي ألونسو خامسا خلف السائق الفنزويلي وأمام البريطالني بول دي ريستا (فورس انديا-مرسيدس) والاسترالي مارك ويبر (ريد بول-رينو) والفرنسي رومان غروجان (لوتوس-رينو) والألمانيين ميكايل شوماخر (مرسيدس اي ام جي) وزميله نيكو روزبرغ، في وقت تراجع فيه البرازيلي فيليبي ماسا (فيراري) إلى المركز الرابع والعشرين الأخير بعدما اضطر للتوقف في مرآب فريقه بسبب ثقب في الإطار الخلفي لسيارته.
وبدأ هاميلتون يبتعد تدريجيا في الصدارة، إذ وسع الفارق الذي يفصله عن فيتل إلى اقل من ثانيتين بقليل بعد 4 لفات فقط على البداية، وعن زميله باتون إلى 5 ثوان ونصف الثانية والاهم عن ألونسو الخامس إلى حوالي 11 ثانية.
وبقي الوضع على حاله وعلى رتابته دون أي تغيير أو محاولة تجاوز حتى بدأ مسلسل التوقف الأول لسائقي الطليعة مع ويبر في اللفة التاسعة ثم لحق به زميله فيتل في اللفة الحادية عشرة وألونسو بعده بلفة واحدة ثم هاميلتون في اللفة الثالثة عشرة، ما سمح لزميله باتون بالتصدر أمام مالدونادو قبل أن يعود الترتيب إلى ما كان عليه بعد توقف جميع السائقين.
ولم يطرأ بعدها أي تعديل على مراكز الطليعة حتى اللفة 23 من أصل 61 حين اضطر هاميلتون إلى الانسحاب بسبب عطل في علبة السرعات، ما سمح لفيتل في أن يكون في الصدارة أمام باتون ومالدونادو وألونسو قبل أن يبدأ سائقو الطليعة بإجراء توقفهم الثاني اعتبارا من اللفة 30 لتخلط الأوراق مؤقتا.
وانتظر جمهور «مارينا باي» حتى اللفة 33 ليشهد أول لقطة مثيرة في السباق حين حاول ألونسو تجاوز مالدونادو لكن سرعان ما انتهى الصراع بدخول سيارة الامان بعد اصطدام الهندي ناراين كارتيكيان (هيسبانيا) في الحائط، فتهافت بعدها السائقون لإجراء التوقف الثاني في ظل وجود سيارة الأمان على الحلبة وعلى رأسهم فيتل، فيما تمكن ألونسو من أن يصبح أمام مالدونادو بعدما قرر الأخير التوقف للمرة الثالثة بعد ثلاث فقط لفات على توقفه الثاني وتبين لاحقا انه كان يعاني من مشكلة أدت إلى انسحابه في اللفة 37 خلال تواجد سيارة الأمان التي خرجت من الحلبة في اللفة 39 مع وجود فيتل وباتون وألونسو في الطليعة على التوالي.
ولم تبق سيارة الأمان خارج الحلبة لأكثر من لفة واحدة إذ اضطرت للدخول مجددا عندما اصطدم شوماخر بالفرنسي جان ايريك فيرنيي (تورو روسو-فيراري) ما أدى إلى تحطم سيارتيهما وخروجهما من السباق.
واستفاد بعض السائقين مجددا من وجود سيارة الأمان لإجراء توقفهما الثالث لكن ذلك لا ينطبق على فيتل وباتون وألونسو الذين قرروا البقاء على الحلبة ثم خرجت سيارة الأمان في اللفة 43 والفارق الذي يفصل هذا الثلاثي لم يتجاوز الثانية والنصف قبل أن يبدأ بطل العالم في الابتعاد عن ملاحقيه تدريجيا حتى وصل الفارق الذي يفصله عن ألونسو إلى حوالي 8 ثوان ونصف في اللفة 48 ثم حافظ على أفضليته حتى النهاية التي كانت بعد مرور ساعتين وليس بانتهاء اللفات الـ 61.
معاقبة سينا
عوقب سائق وليامس البرازيلي برونو سينا بارجاعه 5 مراكز على خط انطلاق جائزة سنغافورة الكبرى بسبب تبديله علبة تغيير السرعات في سيارتيه.
وبحسب لوائح البطولة، فان علبة تغيير السرعات يجب أن تستعمل في خمسة سباقات على الأقل، لكن سينا اضطر إلى تبديلها أمس الأول (السبت) في التجارب الرسمية بعد اصطدام سيارته بحائط من الاسمنت في الجولة الثانية من التجارب وذلك قبل مرور 5 سباقات.
وبرونو سينا هو ابن شقيقة البطل الراحل ايرتون سينا الذي توفي على مقود وليامس-رينو خلال جائزة سان مارينو الكبرى في 1 مايو 1994، وقد خلف مواطنه روبنز باريكيلو في فريق وليامس اذ يقود إلى جانب السائق الفنزويلي باستور مالدونادو الذي سيخوض موسمه الثاني مع الفريق البريطاني.
وواجه السائق الاسباني بدرو اما دي لا روزا العقوبة ذاتها أيضا لكنها لن تؤثر عليه كثيرا إذ كان حل في المركز الرابع والعشرين في التجارب ليكون الأخير على خط الانطلاق.
العدد 3670 - الأحد 23 سبتمبر 2012م الموافق 07 ذي القعدة 1433هـ