أبدى عدد من أنصار شالكه في فيلتينس أرينا غضبهم من خلال ترديد هتافات: «اطردوا فيليكس ولا نريده (في الملاعب) مرة أخرى»، ضد مدرب فولفسورغ الحالي فيليكس ماغاث خلال المباراة بين الناديين في الدوري الألماني السبت الماضي، وكان يبدو أن عدداً من لاعبي شالكه كانوا يشاركونهم كذلك على أرض الملعب، مثل جيفرسون فارفان الذي سجل هدف الافتتاح لناديه وبعدها اتجه نحو مقاعد بدلاء الفريق الخصم وأومأ بعلامة ضد ماغاث.
يذكر إن ماغاث كان مدرباً لشالكه بين عامي 2009 و2011 قبل أن ينتقل لتدريب فولفسورغ.
ومن النادر أن يتعرض المدربون لهتافات معادية من قبل جماهير الأندية المنافسة في البوندسليغا، ولكن ما تعرض له ماغاث من قبل أنصار ناديه السابق كان بسبب شراءه للعديد من اللاعبين لتوثيق السجلات فقط التي أدت إلى إقالته في مارس/ آذار 2011، إذ استشهد النادي بـ»مخالفات الانتقالات»، كسبب للإقالة، وكان شالكه غير سعيداً لرؤيته مرة أخرى.
وسبق لفارفان (27 عاماً) أن أكد في مقابلة مع صحيفة بليد الرياضية أن جميع المدربين الذين كانوا في شالكه في السنوات القليلة الماضية قد أعطوا شيئاً للنادي. زاعماً «أن المدرب الوحيد الذي لم يترك وراءه شيئاً إيجابياً كان ماغاث. الشيء الوحيد الذي تركه للاعبين هو دفع الغرامات».
وشكك فارفان بأساليب المدرب «العسكرية»، وتساءل عن عدم وجود «الإنسانية في نهجه»، وقال: «استطيع أن أضحك الآن، ولكن كان وقتاً صعباً آنذاك».
وربما تشارك تشكيلة ماغاث الحالية هذا الرأي. فعندما انتهى الفريق من إحدى مبارياته في وقت سابق من هذا الشهر، وجد اللاعبون أن مدربهم كان قد أفرغ عمداً زجاجات الماء. فيما حاول ماغاث تبرير هذه الممارسة السادية عندما وصفها بعد ذلك بأنها «إجراء تربوي». وادعى أنه «أرادهم أن يتعلموا تقاسم الموارد كفريق واحد».
ولكن هذه الواقعة هي من أعراض سلوكه الذي شهد انحرافاً بشكل خطير في شخصيته ووضعته تحت ضغط كبير، حتى أن رأس الحربة السابق في منتخب النرويج يان فيوروتوف كان قد وصفه بأنه «أخر ديكتاتور في أوروبا». ولذا فعليه أن يدرك ببطء أن الأعمال العشوائية من القسوة ليست بديلاً عن إستراتيجية متماسكة داخل الملعب وخارجه.
وخسر فولفسبورغ (صفر/3) أمام شالكه من دون أي قدر من التذمر للمقاومة، حتى أن صانع ألعابه البرازيلي دييغو أضطر إلى القول: «لا نجد في الوقت الجاري الطريقة الصحيحة للعب معاً». وتساءل «كيف يمكن أن نفعل ذلك إذا استخدم ماغاث 21 لاعباً مختلفاً في فريقه الكبير البالغ عددهم 23، الشيء الذي يبعث إلى السخرية وتضليلاً للتغيير المستمر في التكتيكات وتشكيلة مختلفة وقلة وجود الأفكار».
وبعدما أنفق جزءاً كبيراً من الـ70 مليون يورو المتاحة له بشراء لاعبين جدد في الـ18 شهراً الماضية، فقد ماغاث ببساطة سير الأحداث، وأصبح بروز اللاعبين بعيد الاحتمال لأنهم يلعبون في غير مراكزهم ثم يستبعدون من التشكيلة للظهور مرة ثانية بسرعة حتى لو كانوا يلعبون في مراكز غير مألوفة قبل بضعة أسابيع.
وبهذا الصدد كشف ماغاث عن سبب عدم وجود أثر لدييغو، قائلاً: «كنا نظن إننا سنبيعه، لذلك لم نضع فريقاً معاً وفقاً لاحتياجاته»، ولكن هذا يطرح سؤالاً واحداً: وفقاً لاحتياجات مَن بالضبط وضع الفريق الذي خسر معاً الأسبوع الماضي؟
وهذيانه في سياسة الشراء والبيع وتدابيره الصارمة تركت ماغاث، الذي سبق أن درب 7 أندية ألمانية أخرى، مع جيش من الساخطين الذين يحرصون على الانتقام طوال فترة موسم الدوري المحلي، وهذا أمر أكده لاعب خط وسط شالكه رومان نيوستادتر، عندما أشار إلى أن بعض اللاعبين لديه دوافع خاصة ضد المدربين السابقين، خصوصاً فيليكس ماغاث.
وانزلق فولفسورغ، بعد هزيمته الثالثة على التوالي، إلى المركز الـ17 في البوندسليغا، الذي كان من المفترض أن يتحدى لاحتلال مراكز للتأهل إلى البطولات الأوروبية بدلاً من التحول إلى المعركة ضد الهبوط، في الوقت الذي أكدت صحيفة «الجمانية تسايتونغ» أن الشعار الجديد للنادي «كرة القدم هي كل شيء» يمكن أن يتحول في هذه اللحظة إلى «أي شيء ولا كرة القدم». وما يزال ماغاث يشعر بالطمأنينة الكافية للإصرار على أن حكمه الديكتاتوري في نادي فولكس واغن سيستمر، إذ قال: «ليس بالضرورة إشراك عدد أكبر من المسئولين في عملية صنع القرار»، ولكن بالتأكيد لا يمكن أن يتحمل أصحاب النادي هذا المدى الفاسد إلى الأبد.
العدد 3686 - الثلثاء 09 أكتوبر 2012م الموافق 23 ذي القعدة 1433هـ