العدد 3697 - السبت 20 أكتوبر 2012م الموافق 04 ذي الحجة 1433هـ

بعد مضي عام... ليبيا تكافح للتغلب على صدمة القذافي

ليبيون يخطون عبارات تذكارية في مكان القبض على القذافي-رويترز
ليبيون يخطون عبارات تذكارية في مكان القبض على القذافي-رويترز

أرسل حلف شمال الأطلسي (الناتو) طائراته لقصف قافلة مركبات في مدينة سرت الساحلية بليبيا، غير مدرك آنذاك أن أحد هذه المركبات تقل العقيد الليبي معمر القذافي.

على أي حال، هذه هي الرواية الصادرة عن قادة التحالف العسكري. لكن الغارة الجوية أطلقت سلسلة من الأحداث أدت إلى وفاة الزعيم الذي حكم البلاد لفترة طويلة في مسقط رأسه. وكان مبارك مسعود عبد السيد، ميكانيكي يبلغ من العمر 25 عاماً، أحد الذين اختبأوا مع القذافي في آخر مكان اختبأ به، وهو أنبوب صرف خرساني طويلة.

ويتردد الجندي السابق في الجيش الليبي والمتحجز حالياً في سجن في مصراته، أحد معاقل الثوار الرئيسية غرب البلاد، في استدعاء الأحداث التي وقعت أواخر أكتوبر/ تشرين أول العام الماضي.

ويقول «كنا 11 شخصاً. أربعة منا قتلوا خلال الهجوم، وسبعة نقلوا إلى السجن». وقال عبد السيد، الذي ينحدر من سرت مثل القذافي، إنه شاهد أثر ارتطام رأس القذافي جراء عبوة ناسفة ألقاها أحد حراسه الشخصيين على مهاجميهم. واقتاده الثوار بعد ذلك. ولا يعرف عبد السيد موعد مثوله أمام المحكمة ليواجه اتهام بالتورط في جرائم النظام السابق. ويحتجز عبد السيد في مركز اعتقال مكتظ إلى جانب 179 سجيناً آخرين. ولا يعرفون سوى النزر اليسير عما يحدث بالخارج في «ليبيا الجديدة»، عبر ما يسمعونه من الحراس أو الزيارات القليلة. وفي مقابلة هاتفية مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال عبد السيد إن أقاربه زاروه ثلاث مرات. وقال «لا أحب ما يحدث. أليس رهيبا ما يحدث بالخارج؟». وعلى مدار العام الماضي، اضطلع كثير من المنفيين السابقين بدور مهم في تشكيل هياكل ديمقراطية في ليبيا، معتمدين على خبراتهم في الخارج في بلدان كانت تجرى فيها انتخابات، وتشكل فيها أحزاب سياسية بشكل قانوني وتتوزع فيها سلطات الدولة.

هؤلاء الذين عاشوا في ظل نظام القذافي عرفوا الديمقراطية بشكل كبير عبر التليفزيون، حيث كان الحاكم يرى أن البرلمانات والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني المستقلة من الأمور التي لا لزوم لها .وجرى تكليف علي زيدان، العائد من المنفى والمعارض السابق والناشط في مجال حقوق الإنسان والذي عاش في العراق وألمانيا خلال فترة وجوده بالخارج، من المؤتمر الوطني في الآونة الأخيرة بتشكيل حكومة انتقالية. ولا يشعر كل الليبيين بالسعادة لأن المنفيين السابقين هم من يحدد وتيرة الإصلاح. ويتساءلون لماذا هؤلاء الذين عاشوا حياة رغيدة في الغرب، بينما كانوا هم يعانون في ليبيا، يسمح لهم بأن يتولوا كل المناصب الرفيعة. ولا تزال هناك حالة اضطراب بشأن إذا ما كانت التجربة الديمقراطية الليبية ستنجح أم لا، بعد عام من وفاة القذافي.

العدد 3697 - السبت 20 أكتوبر 2012م الموافق 04 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً