رد الناطق باسم وزارة الشئون الخارجية الفرنسية فيليب لاليو خلال مؤتمر صحافي أمس الإثنين (أكتوبر/ تشرين الأول 2012)، على سؤال عن موقفه من التجاوزات الأخيرة في البحرين، وخصوصاً إثر مقتل شرطي في منطقة العكر مساء الخميس الماضي، فأجاب: «نحن قلقون جداً جراء اندلاع أحداث عنف في البحرين نهاية هذا الأسبوع».

وأضاف «تدين فرنسا بحزم الهجوم الذي أدى إلى مقتل شرطي وجرح آخر يوم الخميس الماضي، ونطلب من كل الأطراف الموجودة نبذ العنف بكل أشكاله، بشكل قاطع، والتحلي بضبط النفس، وعليه، نشيد بإدانة «الوفاق» لهذه الأحداث».

وأشار إلى أن «إقامة سريعة لحوار سياسي بنّاء يسمح بتهدئة التوترات بشكل دائم في البحرين ضروري أكثر من أي يوم مضى».

إلى ذلك، استنكرت الحكومة الاتحادية الألمانية بشدة الاعتداء على دورية الشرطة مساء الخميس الماضي في العكر، فيما قُتل شرطي وأصيب آخر. وأسفت الحكومة الاتحادية في بيان لها أمس (الإثنين) كل الأسف للعائلات المتضررة، واستنكرت أعمال العنف. داعية جميع الجهات للتبصر والحوار.

من جهة أخرى، فرّقت قوات الأمن عصر أمس (الإثنين) مجموعات حاولت الدخول إلى قرية العكر، إذ أطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، ما تسبب في وقوع عدة إصابات. وجاءت تلك التحركات بعد دعوات تم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن الرفض للتواجد الأمني المفروض على القرية منذ يوم الجمعة الماضي.

التواجد الأمني حال دون توجه الطلاب لمدرستهم

قوات الأمن تفرق مجموعات حاولت دخول قرية العكر

الوسط - محرر الشئون المحلية

فرّقت قوات الأمن عصر أمس الإثنين (22 أكتوبر/ تشرين الأول 2012) مجموعات حاولت الدخول إلى قرية العكر، إذ أطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، ما تسبب في وقوع عدد من الإصابات.

وجاءت مساعي هذه المجموعات بعد دعوات تم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن الرفض للتواجد الأمني المفروض على القرية منذ يوم الجمعة الماضي.

وقالت الجمعيات السياسية المعارضة في بيان لها إن «وفداً من الجمعيات المعارضة وشخصيات سياسية وحقوقية ومهنية أصر على القيام بزيارة جماعية للعكر عصر يوم أمس (الإثنين)، وشهد احتشاد مواطنين في المنطقة من أجل المطالبة بخروج قوات الأمن واستنكار التعاطي مع أهالي منطقة بأكملها».

وجاء في البيان: «زادت القوات من تعزيزاتها وأقامت حواجز عسكرية وشهدت الشوارع المؤدية تواجداً لأعداد كبيرة من الجنود وانتشاراً أمنياً مبالغاً، والمدخل الرئيسي لها والمداخل الفرعية مغلقة بسيارات وحواجز قوات النظام».

وأضافت الجمعيات في بيانها: «شهدت الشوارع الرئيسية ازدحاماً مرورياً كبيراً بسبب إغلاق الشوارع من قبل القوات وإقامة حواجز عسكرية، لمنع المتضامنين مع منطقة العكر».

وتسبب التواجد الأمني المكثف على منافذ قرية العكر، في منع 610 طلاب من أصل 617 طالباً من مدرسة المنذر بن ساوى التميمي الابتدائية للبنين من التوجه لمدرستهم الواقعة في القرية يوم أمس، واقتصر الحضور في المدرسة على 7 طلاب فقط، ممن تقع منازلهم بالقرب من المدرسة.

وقد حال التواجد الأمني في منافذ القرية دون تمكن طلاب المدرسة الذين يقطنون في قرية النويدرات من الوصول إلى مدرستهم.

من جهة أخرى، أفاد عدد من أهالي قرية العكر أن «التواجد الأمني مستمر على القرية منذ يوم الجمعة، إذ لا يسمح بالدخول أو الخروج إلا لأهالي القرية وبعد تفتيش السيارات بشكل دقيق، إذ يشهد منفذ القرية طابوراً طويلاً من السيارات».

إلى ذلك قال المواطن علي جعفر من قرية العكر لـ «الوسط»: «شهدت منطقة العكر تواجداً أمنياً مكثفاً منذ مساء الخميس الماضي، وليلتها سمعنا أن قوات الأمن تحيط بالقرية وتفصلها عن الخارج، فمن هم داخل القرية لا يستطيعون الخروج منها، ومن هم خارجها لا يستطيعون الدخول إليها».

وأضاف «تواجدت قوات الأمن عند جميع منافذ المنطقة، ولم يستطع أحد الخروج أو الدخول إلى العكر يومي الجمعة والسبت الماضيين، فيما بدأت الاقتحامات للمنازل عند الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة ليلة السبت، وكانت الاقتحامات من دون إبراز أذونات قضائية، وشهدت إتلاف أبواب لبعض المنازل».

وأوضح جعفر «تم اقتحام نحو 45 منزلاً أو أكثر، في حين تم اعتقال عشرة أشخاص، ثمانية منهم تم اعتقالهم من القرية أما الآخرون فقد اعتقلوا من منطقة مدينة حمد».

وأفاد في هذا الجانب: «في بادئ الأمر تم اعتقال أربعة أشخاص، ومن ثم أفرجوا عن اثنين، ثم اعتقلوا خمسة أشخاص كانوا مطلوبين، بالإضافة إلى آخر تم اعتقاله لوحده. وتم اعتقال اثنين آخرين مؤخراً وهما من منطقة العكر ولكن تم القبض عليهما في منطقة مدينة حمد».

لافتاً إلى أن «إحدى الأسر اعترضت على اقتحام قوات الأمن منزلها لوجود نساء، وحينها نشب خلاف بين الأمن وأصحاب المنزل، ما أدى إلى إطلاق قنبلة صوتية داخل المنزل وإصابة أحد أفراد الأسرة في رجله، أما شقيقه فقد تعرض للضرب، وكان في مجلس المنزل ابن الجيران، وقد تم اعتقاله والإفراج عنه بعد 3 ساعات تقريباً».

وأوضح جعفر أن «التواجد الأمني المكثف حال دون قضاء الناس لحاجاتها الضرورية، والأهم من ذلك وجود حالات مرضية»، مشيراً إلى أن «إحدى نساء القرية مصابة بمرض السرطان وتتلقى العلاج الإشعاعي والكيميائي، وزوجها كان خارج القرية ولم يستطع الدخول، فحاول والدها إخراجها للتوجه إلى العلاج بالمملكة العربية السعودية، ولكن عندما توجه الأب وابنته عند المدخل الرئيسي طالباً السماح لهما بالخروج لحضور الموعد الطبي، مع إبرازه الأوراق، لم يسمح له بذلك فعاد إلى المنزل».

مردفاً «كما توجد امرأة مريضة بالكلى، وهي تخضع لعلاج غسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعياً، وقد توجهت مع أحد أقاربها يوم السبت الماضي إلى شارع العكر الغربي، وحاولوا الخروج طلباً للعلاج، إلا أن قوات الأمن منعتهم، فما كان منهم إلا أن أوقفوا سيارتهم، وخرجوا من القرية مشياً على الأقدام، إلى أن جاءهم أحد الأقارب من خارج المنطقة وأخذهم إلى المستشفى».

أما عن تزويد المحال بالمواد الغذائية الضرورية، قال جعفر: «لم يسمح لسيارات المخابز والألبان وما شابهها من دخول القرية يومي الجمعة والسبت، وكان الأهالي يقدمون على شراء المؤن تحسباً من أن يطول ظرف التواجد الأمني، بل إنني دخلت محلين طالباً شراء بطاقة شحن لهاتفي ولم أجد».

وأضاف «كما أنه لم يسمح لأهالي المنطقة بالتوجه لأعمالهم يومي الجمعة والسبت إلا ما ندر»، موضحاً أن «الدخول والخروج من وإلى القرية لا يتم إلا عن طريق المدخل الرئيسي، والخضوع للتفتيش والسؤال».

وقال جعفر: «الأمر لم يقتصر على ذلك فحسب، فكان الناس لا يخرجون من منازلهم خوفاً من الحالة الأمنية التي تشهدها المنطقة وتواجد رجال الأمن الكثيف، والسيارات الأمنية المدنية».

مضيفاً «بل إن إمام مسجد الإمام الحسن وهو المسجد القريب من النقطة الرئيسية لتمركز قوات الأمن كان متوجهاً لرفع الأذان، فطلب منه أن يؤذن ويصلي بشكلٍ سريع ويقفل المسجد».

وأردف «شهدت القرية انفراجاً بسيطاً يوم أمس الأول (الأحد) مع وجود تفتيش دقيق وسوء معاملة، وكان الأمن يسمح لفئات من الناس التوجه للعمل. فمثلاً حافلات المدارس الحكومية كانت هي فقط المسموح لها بالدخول والخروج من المنطقة وذلك بعد تفحصها والتأكد منها، أما الحافلات الخاصة فلا يسمح لها».

واستطرد «أما يوم أمس (الإثنين) فقد سمحوا للأهالي بالخروج من القرية ولكن من المدخل الرئيسي، ولا يتم الدخول إلى المنطقة إلا بعد إبراز الهوية والتفتيش».

واختتم جعفر بالقول: «يقولون إنها نقاط أمنية للوصول إلى مطلوبين، ولكن ما هو تبرير التفتيش والمضايقة؟ فالتأكد مما إذا كان الأشخاص مطلوبين من عدمه يتم بمجرد قراءة بطاقة الهوية».

وأمّا عن مساء أمس (الإثنين)، أفاد المواطن: «خرج الأهالي هذه الليلة من منازلهم لعدم تواجد رجال الأمن داخل القرية، ولوجود مناسبة وهي إقامة العزاء بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام محمد الباقر (ع)، إلا أن جميع المآتم أغلقت بعد أن فتحت أبوابها للمعزين وذلك لعدم تمكن الخطباء من الدخول للقرية، عدا مأتم آل حسين الذي أقام القراءة الحسينية ومن ثم خرج موكب للعزاء».

واختتم جعفر بالقول: «يحاول الناس الخروج من منازلهم والعيش بشكلٍ طبيعي، ولكن يتم ذلك في حال خف التواجد الأمني داخل المنطقة، أما إذا كانت قوات الأمن تتواجد بشكل مكثف فإن الأهالي يلزمون منازلهم، ومن يخرج يتعرض لمضايقات، فمثلاً أحدهم خرج خلال أحد الأيام الماضية وتعرض لثلاث نقاط تفتيش في شارع لا يزيد طوله عن 250 متراً، وآخر خرج ليلاً فزجره أحد رجال الأمن طالباً منه الدخول بزعم وجود حظر تجوال».

وفي السياق ذاته تقول مواطنة من منطقة العكر الشرقي: «لم يستطع أحد الدخول أو الخروج من وإلى القرية مساء الخميس ليلة الجمعة، مع العلم أننا لم نسمع صوت دوي انفجار».

وأضافت «كانت قوات الأمن تتواجد بكثرة يوم الجمعة، وحاول بعض الأهالي الخروج لأعمالهم صباحاً كونهم يعملون بنظام النوبات، إلا أنهم أرجعوا إلى المنازل، وتم إغلاق جميع منافذ القرية، ولم يكن أحد يتجرأ على الخروج، إذ كان الأمن يتواجد داخل القرية في شكل سيارات مدنية أو دوريات».

وتابعت «وكذلك يوم السبت، إلا أن المحلات التجارية فتحت، ولكن لم يكن بها شيء، فسيارات المخابز والألبان لم تستطع الدخول للقرية».

وقالت: «صباح السبت توجهت بسيارتي إلى مدخل القرية، وعند نقطة التفتيش أخبرت رجل الأمن أنني متوجهةٌ إلى عملي، فرد عليّ «تتمسخرين» طالباً مني الرجوع، ورجعت للمنزل».

ووصفت المواطنة الحياة في العكر يومي الجمعة والسبت بأنها «لم تكن حياة طبيعية».

أما عن يوم أمس الأول (الأحد)، أفصحت المواطنة أن «الأهالي حاولوا الخروج لأعمالهم، وكان يسمح لهم ولكن بشكل انتقائي، إذ تجد وأنت في الطابور أناساً يتم إرجاعهم وآخرين يُسمح لهم بالخروج، ويتم ذلك إلى وقت أذان الظهر، إذ يبدأ التشديد الأمني، فيتم التأكد من أن الداخلين للقرية من أهالي المنطقة فقط، ولا يسمح لأحد بالدخول أو الخروج إلا عن طريق المدخل الرئيسي للقرية؛ ما يسبب ازدحاماً شديداً».

وتضيف «ما أن تبدأ الشمس بالغروب، حتى ترى الناس تلجأ لمنازلها والوضع يهدأ، في حين ترى السيارات الأمنية تجوب شوارع القرية طيلة ساعات اليوم، ونستمر على هذا الوضع حتى الصباح».

وعن يوم أمس (الإثنين)، أوضحت «تمكنّا اليوم (أمس الإثنين) من الخروج فغالبية الأهالي استطاعوا الخروج من القرية، إلا أن المشكلة تكمن في التأخير في نقطة التفتيش، فاليوم مثلاً انتظرت في الطابور قرابة الساعتين لحين وصولي لنقطة التفتيش الأمنية».

وعن مساء أمس أفادت «شاهدنا فرق أمنية راجلة تدخل إلى القرية، بالإضافة إلى عدد كبير من دوريات قوات مكافحة الشغب والآليات الخاصة بهم، وبعدها سمعنا أصوات طلقات، ومن ثم انتشرت في المنطقة رائحة مسيل الدموع».

مضيفةً «وكان أي شخص يخرج من منزل يطلق عليه ويطلب منه الدخول، فأحد جيراننا خرج عند سماعه الأصوات، وما أن خرج حتى أطلق عليه رجال الأمن طالبين منه الدخول للمنزل».

وواصلت حديثها: «مع غروب الشمس هدأ الوضع، وفي المساء فتحت المآتم لوجود مناسبة ذكرى استشهاد الإمام محمد الباقر (ع)».

«التربية»: انتظام الدراسة بالعكر أمس... والحضور 70 %

مدينة عيسى - وزارة التربية والتعليم

أفادت إدارة العلاقات العامة والإعلام بوزارة التربية والتعليم أن خدمات المواصلات التي تقدمها الوزارة لنقل الطلبة إلى المدارس يوميا قد تم توفيرها لطلبة منطقة العكر أسوة بباقي الأماكن يوم امس الاثنين (22 اكتوبر/ تشرين الاول 2012)، وكل يوم دراسي دون انقطاع، وأن مدارس هذه المنطقة قد استقبلت طلابها بشكل اعتيادي حيث تجاوزت نسبة الحضور 70 في المئة.