أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس الأربعاء (31 أكتوبر/ تشرين الأول 2012) أن إيران والأرجنتين اختتمتا أول جولة من المباحثات بشأن التبعات القضائية للاعتداء على مركز يهودي في بيونس آيرس أوقع 85 قتيلاً و300 جريح في 1994، بدون التوصل إلى نتيجة تذكر على ما يبدو.
وأعلن الناطق باسم الوزارة، رامين مهمانبرست على موقع الوزارة الإلكتروني أن «الخبراء القانونيين من البلدين أجريا مباحثات بشأن المركز التعاضدي اليهودي الأرجنتيني (الذي استهدفه الاعتداء) وقرروا مواصلتها لاحقاً في موعد ومكان يحددان عبر القنوات الدبلوماسية».
ولم يكشف أي معلومات عن نتيجة «اجتماع العمل» الأول الذي عقد الإثنين في جنيف بناءً على قرار اتخذه وزيرا خارجية البلدين خلال لقاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر/ أيلول الماضي.
واتهم القضاء الأرجنتيني طهران بالتورط في الاعتداء على المركز وطالب منذ 2006 بتسليمه ثمانية إيرانيين بمن فيهم موظفين كبار ودبلوماسيين لمحاكمتهم.
كما يشتبه القضاء أيضاً بضلوع إيران في تفجير سيارة مفخخة في 1992 أمام سفارة إسرائيل في بيونس آيرس أوقع 29 قتيلاً و200 جريح.
ولطالما نفت إيران أي تورط في الاعتداءين.
وبحسب بيونس آيرس فإن المفاوضات تهدف إلى تحديد «آلية قضائية لا تتناقض مع الإجراءات القانونية الأرجنتينية والإيرانية» واقترحت محاكمة المشتبه في تورطهم في هذه القضية في بلد ثالث، إذا رفضت إيران محاكمتهم في الأرجنتين.
وأضاف، مهمانبرست أن إيران ما زالت «مستعدة للمشاركة في تحقيق معمق بشأن قضية المركز اليهودي لكشف الذين يقفون حقيقة وراء» الاعتداء.
وأكد أن «المناقشات (مع الأرجنتين) ستتواصل حتى تأتي بنتائج واضحة».
بدورها، أعربت إسرائيل أمس (الأربعاء) عن معارضتها لأي تسوية بين الأرجنتين وإيران بخصوص هذا الهجوم.
وقال مسئول إسرائيلي كبير لـ «فرانس برس»: «نطالب بأن تأخذ العدالة مجراها وأن يقوم القضاء الأرجنتيني بمحاكمة المشتبه بهم وفق القوانين السارية في الأرجنتين أو أي مكان آخر والحفاظ على حقوق الضحايا».
وأشار المسئول إلى أن وفداً من وزارة الخارجية الإسرائيلية التقى مع السلطات الأرجنتينية ضمن جولة في عدة عواصم في أميركا اللاتينية.
وأضاف «قاموا (الوفد) عشية المحادثات التي جرت في جنيف بعرض موقفهم (للسلطات الأرجنتينية) بشأن فوائد ومخاطر هذه الاتصالات».
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أنه في حال شن هجوم إسرائيلي على منشآت نووية إيرانية فإن ذلك سيترك ارتياحاً في العالم العربي لأن طهران لا تحظى بشعبية هناك بحسب رأيه.
وقال نتنياهو في مقابلة مع مجلة «باري ماتش» الفرنسية نشرت أمس أنه في حال شن هجوم إسرائيلي «فإنه بعد خمس دقائق وخلافاً لما يتصوره المشككون أعتقد أن شعوراً كبيراً بالارتياح سيعم المنطقة».
وأضاف نتنياهو الذي يقوم بزيارة تستغرق يومين إلى فرنسا أن «إيران لا تحظى بشعبية في العالم العربي. وبعض الأنظمة المجاورة وكذلك مواطنيها فهموا جيداً أن امتلاك إيران للسلاح النووي سيشكل خطراً عليهم وليس فقط على إسرائيل». ولم يشر في هذا الصدد إلى أي دولة بعينها.
بدوره، طالب الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند إيران «بأفعال وبوادر ملموسة» تظهر تخليها عن محاولة إنتاج السلاح النووي معرباً عن استعداده للتصويت على «عقوبات أخرى» إذا لم تفعل.
وفي سياق آخر، غادرت سفينتان حربيتان إيرانيتان أمس السودان بعد توقف قصير في ميناء بور سودان على البحر الأحمر بحسب مصور «فرانس برس». ورافقت زوارق سريعة سفينة «خرج» أثناء مغادرتها المرفأ بعد رحيل سفينة إيرانية حربية أخرى هي «الأميرال نقدي».
العدد 3708 - الأربعاء 31 أكتوبر 2012م الموافق 15 ذي الحجة 1433هـ