هاجم مقاتلون من المعارضة السورية أمس السبت (3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) مواقع عسكرية للجيش السوري، وذلك عشية اجتماع مهم للمعارضة السورية اليوم في «الدوحة» يهدف إلى توحيد صفوفها وإيجاد هيكلية واضحة وتركيبة موسعة لمكوناتها المختلفة.

على صعيد آخر، قدمت إسرائيل شكوى إلى مراقبي الأمم المتحدة على الحدود بينها وبين سورية بسبب دخول ثلاث دبابات سورية صباح أمس المنطقة المنزوعة السلاح في مرتفعات الجولان.

المعارضة تجتمع اليوم في الدوحة لـ «إنشاء جسم سياسي ممثلاً لجميع الشرائح»

مقاتلو المعارضة السورية يكثفون هجماتهم على مواقع عسكرية

دمشق - أ ف ب

كثف المقاتلون المعارضون أمس السبت (3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) هجماتهم على مواقع عسكرية مسجلين بعض النقاط خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وذلك عشية اجتماع مهم للمعارضة السورية في الدوحة يهدف إلى توحيد صفوفها وإيجاد هيكلية واضحة وتركيبة موسعة لمكوناتها المختلفة. وبعد الإدانة الدولية لشريط الفيديو الذي نشر قبل يومين على موقع «يوتيوب» الإلكتروني وأظهر مقاتلين معارضين وهم يطلقون النار على جنود أسرى، نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان شريطين جديدين يظهر فيهما عناصر موالون للنظام وهم يقطعون آذان مقاتلين معارضين ويقومون بتصفية مسلحين جرحى بإطلاق النار عليهم.

على الأرض، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت «سيطرة مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة فجراً على كتيبة الدفاع الجوي في منطقة الدويلة في بلدة سلقين في ريف إدلب (شمال غرب) بعد اشتباكات عنيفة».

وأوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن لـ «فرانس برس» أن المعارضين ما لبثوا أن انسحبوا من القاعدة الواقعة في منطقة جبلية، «بسبب صعوبة الاحتفاظ بها خوفاً من سلاح الطيران الحربي الذي ما لبثت قوات النظام أن لجأت إليه لقصف القاعدة ومحيطها».

وأكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات الجيش الحر التي سيطرت على قاعدة الدويلة «بعد حصار طويل، غنمت ما تحتويه من أسلحة وذخائر».

ونفذت مجموعة من الكتائب المقاتلة المعارضة صباح (السبت) هجوماً على مطار تفتناز العسكري في محافظة إدلب. وقال المرصد إن الاشتباكات مستمرة في محيط المطار.

في محافظة حلب (شمال)، وقعت اشتباكات في محيط مطار النيرب العسكري، بحسب المرصد. كما شهدت بعض أحياء مدينة حلب حيث تدور معارك ضارية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، قصفاً واشتباكات.

وأفاد المرصد عن اشتباكات في محيط كتيبة المدفعية في ريف مدينة الميادين في محافظة دير الزور (شرق) رافقها قصف من القوات النظامية على المنطقة.

وارتفعت حصيلة ضحايا أعمال العنف في مناطق مختلفة من سورية (السبت) إلى 120 قتيلاً هم 54 مدنياً و37 جندياً نظامياً و29 مقاتلاً معارضاً، بحسب المرصد السوري.

في الدوحة، يعقد اليوم (الأحد) اجتماع مصيري للمعارضة السورية الموسعة في محاولة لإيجاد هيكلية جديدة يمكن أن توحد أطياف المعارضة المشتتة.

وفي خطوة تحضيرية لهذا الاجتماع، التقت 25 شخصية سورية من المعارضين البارزين في عمّان وأعلنت مبادرة لإيجاد «جسم سياسي جديد» يمثل كل فئات المعارضة.

ويأتي هذا الإعلان بعد تصريحات أميركية حضت على تشكيل إطار أكثر شمولاً للمعارضة السورية وبالتزامن مع تقارير عن احتمال تشكيل حكومة سورية في المنفى برئاسة المعارض البارز، رياض سيف.

وشارك سيف في الاجتماع الذي عقد الخميس بدعوة من رئيس الوزراء السوري المنشق، رياض حجاب وحضوره.

وقال المتحدث باسم رياض حجاب، محمد العطري، لـ «فرانس برس» السبت إن «النائب السابق رياض سيف سيعلن خلال اجتماع الدوحة عن المبادرة الوطنية السورية».

وأوضح أن المبادرة «عبارة عن إنشاء جسم سياسي جديد للمعارضة السورية يكون ممثلاً لجميع شرائح المعارضة ويتكون من المجلس الوطني (أعضاء المكتب التنفيذي الـ 14) والمجلس الوطني الكردي (ثلاثة أعضاء) والمجالس المحلية (المدنية التي تعنى بتنظيم شئون الناس في المناطق التي خلت من وجود النظام) والمجالس الثورية في الداخل والشخصيات السياسية التاريخية وهيئة علماء المسلمين ورابطة علماء المسلمين».

وقال العطري إن «مشاورات ستجرى لمعرفة ما إذا كانت هذه المبادرة ستشكل جسماً بديلاً عن المجلس الوطني أو ائتلافاً جديداً».

وأضاف «بكل تأكيد سينتج عن هذه التوليفة في وقت لاحق إعلان حكومة».

وأصدر اجتماع عمّان بياناً أكد فيه أن «رحيل الأسد وعصابته عن السلطة هو شرط مسبق لا تنازل عنه قبل الدخول في أي حوار يهدف إلى إيجاد حل غير عسكري، هذا إذا كان ذلك ممكناً».

وفي حرب أشرطة الفيديو بين فريقي المعارضة والنظام، نشر أمس شريط مصور على شبكة «الإنترنت» يظهر عناصر موالين للنظام وهم يقطعون آذان مقاتلين معارضين متباهين بعملهم، بينما أظهر شريط آخر عناصر يطلقون النار على خمسة مسلحين ويسمونهم بأبشع النعوت.

ولا يمكن التأكد من صحة هذين الشريطين اللذين أوضح رامي عبد الرحمن أنهما التقطا في ريف اللاذقية (غرب) في يوليو/ تموز الماضي، وفي وادي اليرموك في محافظة درعا (جنوب)في فبراير/ شباط.

وقال عبد الرحمن تعليقاً على حرب الصور «منذ اليوم الأول للثورة، قام النظام بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا تحصى. إلا أن هذه الجرائم لا تبرر جرائم مقابلة».

وأضاف «لا يمكن أن نسكت عن ثقافة العنف وتدمير البلد. إذا كنا نريد سورية الغد دولة لحقوق الإنسان ودولة ديمقراطية، لا يمكن أن نقبل بأي جريمة من أي نوع كانت ومن أي طرف أتت».

على صعيد آخر، قدمت إسرائيل شكوى إلى مراقبي الأمم المتحدة على الحدود بينها وبين سورية بسبب دخول ثلاث دبابات سورية صباح (السبت) المنطقة المنزوعة السلاح في مرتفعات الجولان، بحسب ما أفادت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الدبابات دخلت قرية بير عجم جنوب شرق القنيطرة في الجولان لملاحقة مسلحين معارضين.