العدد 3717 - الجمعة 09 نوفمبر 2012م الموافق 24 ذي الحجة 1433هـ

أوباما يبدأ المشاورات لاختيار تشكيلته الحكومية الجديدة

بعد إعادة انتخاب باراك أوباما رئيساً لولاية ثانية في الولايات المتحدة، استأنف العمل الخميس (8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) لاختيار تشكيلة إدارته الجديدة.

ومن المتوقع أن يغيب عن التشكيلة وزراء الخارجية هيلاري كلينتون، والدفاع ليون بانيتا، والخزانة تيم غايتنر، سواء خلال القسم الأكبر من الولاية الثانية أو عنها بالكامل.

من المرجح أيضاً أن يجري أوباما تغييرات على العاملين في البيت الأبيض إذ من المتوقع أن يرحل عدد من المساعدين الأكبر سناً والذين أرهقتهم أربع سنوات شهدت توتراً كبيراً، وأن يتولوا مناصب أخرى ضمن الإدارة.

والتكهنات كثيرة حول من سيحل محل كلينتون التي جددت التأكيد على رغبتها في العودة مواطنة عادية بعد سنوات طويلة أمضتها في الحياة العامة.

كما نفت كلينتون أي رغبة لها في الترشح إلى البيت الأبيض إلا أن الحملة التي قام بها زوجها الرئيس السابق، بيل كلينتون لدعم أوباما جددت التكهنات خصوصاً وأن كلاهما يحب المناصب القيادية.

وإلى أن تعلن كلينتون قرارها النهائي، فإن المرشحين الآخرين المحتملين لانتخابات 2016 سينتظرون على الأرجح، لأن السيدة الأولى سابقاً ستكون الأوفر حظاً في حال قررت خوض السباق الرئاسي.

وتعتبر سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة والمقربة من أوباما، سوزان رايس منذ سنوات مرشحة ممكنة لتحل محل كلينتون، وذلك على الرغم من الانتقادات التي تعرضت لها على خلفية الاعتداء على القنصلية الأميركية في بنغازي.

والمرشح المحتمل الآخر هو رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، جون كيري الذي زادت حظوظه عندما مثل دول المرشح الجمهوري ميت رومني خلال تحضير أوباما لخوض المناظرات الرئاسية.

ورايس في حال تعيينها، ستكون ثاني امراة من أصل إفريقي تتولى المنصب بعد كوندوليزا رايس التي لا تمت لها بصلة قربى. ورايس معروفة بنبرتها الحادة وبعدم ترددها في الإصرار على الموقف الأميركية.

وأوردت صحيفة «كومرسانت» الروسية الخميس أن موسكو التي شهدت مواجهات عدة مع رايس حول سورية، تفضل أن يتم تعيين كيري في المنصب بسبب الفترة الحساسة التي تمر بها العلاقات بين أوباما وبين نظيره الروسي، فلاديمير بوتين.

ونقلت الصحيفة عن مسئول روسي قوله «سيكون من الصعب على موسكو العمل مع واشنطن»، إذا تولت رايس وزارة الخارجية.

لكن كيري سيضطر عندها إلى التخلي عن مقعده كسناتور عن ماساتشوستس وهناك مخاوف من أن ينتقل إلى الجمهوري سكوت براون الذي خسر السباق أمام الديمقراطية، إليزابيث وارن حول المقعد الثاني في مجلس الشيوخ.

وأفادت مصادر في البيت الأبيض أن الجدول الزمني المعتاد لاستبدال أعضاء في الحكومة مع إتاحة متسع من الوقت أمام مجلس الشيوخ لإقرار التعيينات قبل مراسم التنصيب الرئاسي في يناير/ كانون الثاني، قد يتم بشكل ابطأ هذه المرة.

فغايتنر وبانيتا يؤديان دوراً اساسياً في موازنة نهاية العام والمواجهة المتوقعة مع الجمهوريين بشأن الضرائب، وقد لا يتنحيا من منصبهما إلى بعد حل أزمة «الهاوية المالية».

ويتداول بعض المطلعون اسم كبير موظفي البيت الأبيض والخبير في شئون الموازنة، جاكوب لو كخلف محتمل لغايتنر، بينما يتوقع آخرون أن يفضل أوباما مسئولاً له خلفية في الأعمال لتحسين صورته أمام عالم الشركات.

ومن المتوقع أن يغادر بانيتا أيضاً الحكومة في مرحلة ما، لكنه لم يتم الولاية الأولى من أربع سنوات، لأنه تولى المنصب العام الماضي إذ حل محل روبرت غيتس الذي استمر منذ عهد جورج بوش.

وقد يظل بانيتا، المعروف أيضاً بخبرته في الموازنة، في منصبه إلى ما بعد دخول التخفيضات المتوقعة في موازنة «البنتاغون» حيز التنفيذ، قبل أن يعود إلى مزرعته في كارمل فالي في فلوريدا.

والأوفر حظاً حالياً لتولي منصب وزارة الدفاع هي ميشال فلورنوا التي شغلت منصب نائب لوزير الدفاع في مطلع الولاية الرئيسية الأولى لأوباما.

وقد يميل أوباما إلى تعيينها لأنها ستكون في تلك الحال أول امراة تتولى المنصب في تاريخ الولايات المتحدة.

والمرشح الآخر هو نائب وزير الدفاع، آشتون كارتر، بحسب بعض محللي شئون الدفاع.

وقد تحصل تغييرات أخرى في الحكومة إذ ليس من المؤكد ما إذا كان وزير العدل، أريك هولدر المقرب من أوباما سيظل في منصبه.

ومن المتوقع أن يظل وزير التربية، آرن دنكان في منصبه للإشراف على البرنامج الإصلاحي لأوباما في الكونغرس، والذي سيكون على الأرجح من النقاط البارزة في الولاية الثانية لأوباما.

كما قد يجري أوباما بعض التعديلات في البيت الأبيض خصوصاً إذا انتقل لو إلى وزارة الخزانة. ومن المتوقع أن يرحل المستشار السياسي للرئيس، ديفيد بلوف بالإضافة إلى معاونين آخرين بارزين.

ولم يتضح بعد ما إذا كان المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني سيظل في منصبه. وفي حال رحيله، فقد أثير اسم المتحدثة باسم حملة أوباما الرئاسية، جين بساكي خلفاً له.

وأثار الرئيس التكهنات الثلثاء عندما قال إنه يريد أن يجلس مع رومني للتباحث في كيفية قيادة البلاد قدماً.

وقد يستمر أوباما في المقاربة التي اتبعها في ولايته الأولى والتي عرفت بنهج «فريق الخصوم» والتي اختار بموجبها خصوماً سياسيين سابقين له مثل كلينتون لضمهم إلى فريقه، على غرار ما فعله سابقاً ابراهام لينكولن. وفي مثل هذه الحال فمن المحتمل أن يعين رومني، ربما في منصب وزير التجارة.

إلا أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان رومني قادراً على العمل مع أوباما الذي هزمه بشكل كاسح في السباق إلى البيت الأبيض.

العدد 3717 - الجمعة 09 نوفمبر 2012م الموافق 24 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً