أسدل سائق سيتروين الفرنسي سيباستيان لوب الذي توج باللقب العالمي للمرة التاسعة على التوالي، الستار على مشاركاته الرسمية في بطولة العالم للراليات بأفضل طريقة ممكنة بعدما توج بطلا لرالي كاتالونيا، المرحلة الثالثة عشرة الأخيرة من موسم 2012، للمرة الثامنة في تاريخه.
وكان لوب كرس نفسه الأسطورة المطلقة لرياضة المحركات بعد أن حسم لقب بطل العالم قبل مرحلتين على ختام الموسم بإحرازه المركز الأول في رالي فرنسا، وقد هيمن السائق الفرنسي على بطولة 2012 تماما إذ ان فوزه أمس كان التاسع له من أصل 11 سباقا والسادس والسبعين في مسيرته الأسطورية، ولن يكون الأخير له لأنه سيشارك في بعض الراليات الموسم المقبل على سبيل المتعة وحسب، بعد أن قرر الاعتزال والانتقال إلى بطولة العالم للسيارات السياحية «دبليو تي سي سي».
وأنهى لوب الرالي الكاتالوني متقدما بفارق 7 ثوان عن سائق فورد الفنلندي ياري ماتي لاتفالا و1.46.8 دقيقة عن زميله الفنلندي والسائق الاول في الفريق الموسم الماضي ميركو هيرفونن الذي احتفل قبل اسبوعين بفوزه الاول خلف مقود سيتروين منذ أن انتقل إلى الفريق الفرنسي من فورد.
وكان لاتفالا نجم اليوم الثالث، إذ أحرز المركز الأول في المراحل 16 و17 و18 ما سمح له في إنهاء الرالي في المركز الثاني، وبالتالي انتزاع المركز الثالث في الترتيب العام من النروجي مادس اوستبرغ (ادابتا-فورد) بعد أن رفع رصيده إلى 154 نقطة مقابل 149 للأخير الذي حل رابعا في الرالي الكاتالوني بعد أن دفع ثمن خروجه عن المسار أمس الأول السبت في المرحلة الخاصة الثامنة.
وكان المركز الخامس من نصيب سائق ميني الفنلندي ياركو نيكارا، فيما جاء زميله الاسباني داني سوردو المرجح عودته الى سيتروين في المركز التاسع.
ومن المؤكد أن تتويج لوب في مشاركته الرسمية الاخيرة حمل نكهة خاصة لهذا السائق الذي سيترك فراغا كبيرا في بطولة العالم التي لن تكون في 2013 مشابهة لما كانت عليه خلال حوالي عقد من الزمن، لكن المنافسة ستكون حامية لأنه اعتكاف البطل الفرنسي سيفتح الباب أمام وجه جديد ليصعد إلى الدرجة الأولى من منصة التتويج التي احتكرها سائق سيتروين لتسعة مواسم على التوالي.
ولن يكون لوب التغيير الوحيد في 2013 بل قررت الشركة الأميركية العملاقة فورد التي ارتبط اسمها بالمحضر الانجليزي «ام-سبورت» (مالكولم ويلسون موتورسبورت) منذ العام 1997 (توجت بلقبين في بطولة الصانعين)، فكت ارتباطها الرسمي ببطولة العالم للراليات، فيما سيكون الصانعان الألماني والكوري الجنوبي فولكسفاغن وهيونداي الوافدين الجديدين بعد إعلانهما المشاركة بشكل رسمي.
وسيكون بالإمكان قراءة كيف سيكون عليه الوضع في 2013 من بطولة العالم للراليات التي تحظى بدعم هائل من الاتحاد الدولي للسيارات «فيا» ومن راع عملاق جديد باسم «ريد بول ميديا»، والطرفان سيعملان معا بجهد كبير من اجل جعل بطولة العالم للراليات بشعبية بطولة العالم لسباقات فورمولا 1.
من ناحية السائقين، أصبح بالإمكان أن تتنوع أسماء الفائزين بالراليات الموسم المقبل مع اعتزال لوب ومن المؤكد انه سيكون هناك بطل جديد للعالم قد يكون الفرنسي الاخر سيباستيان اوجييه الذي سيحظى بزميل جديد ومنافس قوي في فولكسفاغن وهو لاتفالا، او زميله الجديد. كما أصبحت الفرصة متاحة أمام هيرفونن لكي يتخلص من عقدة خصمه السابق وزميله الحالي لوب والظفر باللقب العالمي للمرة الأولى.
أما بالنسبة للسائق الثاني في سيتروين، فيبدو ان سوردو مرشح للعودة إلى الفريق الفرنسي المتوج ببطل الصانعين للمرة الثامنة في 10 أعوام من المشاركات في بطولة العالم التي ستفتقد حقا للوب الذي كرس نفسه الأسطورة المطلقة لرياضة المحركات.
دخل لوب (38 عاما) الى هذا الموسم بعد أن أصبح في 2011 أفضل سائق دخل تاريخ رياضات المحركات بتتويجه باللقب للمرة الثامنة على التوالي وفي مسيرته، متفوقا على اسطورتي فورمولا 1 الألماني ميكايل شوماخر والدراجات النارية الايطالي فالنتيو روسي (7 ألقاب لكل منهما).
«9 ألقاب! نعم، نحن ندرك إنها لحظة كبيرة»، هذا ما قاله لوب بعد فوزه برالي بلاده واللقب العالمي التاسع له، مضيفا «كما كانت الحال قبل عامين (أحرز اللقب السابع العام 2010 بين جماهيره أيضا). يا لها من سعادة».
من المؤكد أن 9 ألقاب على التوالي تعتبر كافية تماما بالنسبة للوب الذي تجاوز هذا الموسم او حتى في الذي سبقه عامل الملل وإغراءات الانتقال إلى رياضة أخرى بسبب الروتين الذي فرضه على عالم الراليات، مؤكدا انه بإمكانه أن يكون الرقم 1 مهما واجهه من تحديات أن كان من الفرق المنافسة أو الزملاء، مثل مواطنه اوجييه أو هيرفونن.
لم تكن لهيمنة لوب تأثيرا على نظرائه السائقين وحسب، بل دفعت بمصنع عملاق مثل فورد إلى الإعلان عن انه اكتفى بعد أن انفق الملايين من اجل التفوق على السائق الفرنسي وسيتروين دون أن يحقق مبتغاه.
ولن تكون فورد الغائبة الوحيدة عن بطولة الموسم المقبل إذا قررت بي ام دبليو ان تسحب دعمها الرسمي في البطولة لميني، الماركة البريطانية العريقة التي تحولت ملكيتها إلى العملاق الألماني، لان المشاركة في البطولة لم تكن على قدر الطموحات والتوقعات.
لكن سيكون هناك صانع الألماني آخر في 2013 واسمه فولكفساغن الذي يملك إمكانيات قد تفوق حجم امكانيات سيتروين لكن خبرة الشركة الفرنسية وفريقها في بطولة العالم قد ترجح كفتها مجددا وتدفع وافدا جديدا مثل هيونداي إلى الاعتكاف مجددا، كما حصل مع سوبارو وسوزوكي وقبلهما ميتسوبيتشي.
العدد 3719 - الأحد 11 نوفمبر 2012م الموافق 26 ذي الحجة 1433هـ