العدد 3734 - الإثنين 26 نوفمبر 2012م الموافق 12 محرم 1434هـ

إعادة التوازن إلى أسواق البتروكيماويات في أعقاب تطويرات الغاز الصخري

مع انخفاض إمدادات الغاز في منطقة مجلس التعاون الخليجي، والتطورات الجديدة على صعيد المواد الأولية في مناطق أخرى في العالم مثل: تطويرات الغاز الصخري في الولايات المتحدة والغاز التقليدي في العراق، فقد أصبح القطاع العالمي للبتروكيماويات، مؤخراً، عرضةً لاضطرابات كبيرة.

وتبدو هذه الاضطرابات جليةً على مستوى إمداد المواد الكيميائية الأساسية وأسعارها – الإيثيلين والبروبيلين والبوتادين والبنزين – وذلك بسبب التغير في مزيج المواد الأولية المستخدمة في إنتاج البتروكيماويات. وفي حين أن كمية الإيثيلين شهدت ارتفاعاً مفاجئاً، فقد تراجعت الكميات المعروضة من البروبيلين والبوتاديين والبنزين. وفي موازاة ذلك، خلصت دراسة أعدتها شركة الاستشارات الإدارية، بوز أند كومباني، إلى أن تكنولوجيات الإنتاج «ذات الغرض» أو التكنولوجيات البديلة للبروبيلين والبنزين من شأنها إصلاح اختلال العرض، بالإضافة إلى تقليص الأسعار. كما أبرز التحليل تأثير تطورات المواد الأولية على الجهات المختلفة الفاعلة في سلسلة تزويد الكيماويات والتي تتضمن المنتجين في مجلس التعاون الخليجي والمنتجين والمستهلكين العالميين.

ظهور مصادر مواد أولية جديدة

يعتمد قطاع البتروكيماويات العالمي على عدد قليل من المواد الكيميائية الأساسية لتصنيع منتجاته النهائية. وتنتج الكسارات هذه المواد كمنتج جانبي لبعض المواد الأولية، على غرار الغاز الطبيعي «الخفيف» والنافتا السائلة «الثقيلة».

وقد صرح أندرو هورنكاسل، وهو شريك في بوز أند كومباني، قائلاً «لقد أدى ظهور مصادر جديدة محتملة للمواد الأولية الخفيفة، خلال الأعوام القليلة الماضية، إلى إحداث تغيير كبير في توافر المواد الكيميائية الأساسية الأربعة، بما أن مصادر المواد الأولية الخفيفة تحل مكان المواد الأثقل. وهذا مرده إلى أن المواد الأولية الخفيفة تُستخدم في الأغلب لإنتاج الإيثيلين، بينما تُستخدم المواد الأولية الثقيلة لإنتاج البروبيلين والبوتادين والبنزين. وأدى هذا العرض المتغير، نتيجة التطورات في الشرق الأوسط وأميركا الشمالية والصين، إلى اختلال بين العرض والطلب واختلال في الأسعار في الأسواق العالمية للبتروكيماويات». تطويرات الغاز في الشرق الأوسط

في حين أن أميركا الشمالية تفيض بالغاز الطبيعي، تجد منطقة مجلس التعاون الخليجي نفسها في وضع معاكس تماماً. فإنتاج الغاز، المصاحب في الوقت الراهن للنفط، يرتفع قليلاً تماشياً مع استخراج النفط، وغالبية العرض المتوقع مرتبط بالفعل بمشاريع حالية وجديدة. وتلبي شركات النفط الوطنية في الشرق الأوسط النقص في الغاز الطبيعي عبر استكشاف الغاز غير المصاحب والغاز غير التقليدي والغاز الصخري، في حين انتقلت شركات البتروكيماويات المختلفة إلى استهلاك المزيد من المواد الأولية السائلة.

وخارج منطقة مجلس التعاون الخليجي، يملك العراق كميات وافرة من الغاز على شكل غاز مصاحب، وهو غني بسوائل الغاز الطبيعي. وقد وضعت البلاد هدفاً لإنتاج النفط يبلغ 13 مليون برميل في اليوم بحلول سنة 2017، ومن شأن نمو من هذا القبيل أن يؤدي إلى زيادة إنتاج الغاز.

تطويرات الغاز الصخري في أميركا الشمالية يزدهر قطاع الكيماويات في الولايات المتحدة، حالياً، بفضل ثروة موارد الغاز الصخري التي أدّت إلى إنتاج كميات غاز طبيعي وإيثان وافرة ومتدنية السعر. وهذا ما يعيد تشكيل قطاع البتروكيماويات العالمي عبر منح الفاعلين المتمركزين في الولايات المتحدة أفضلية تكلفة كبيرة مقارنة بالفاعلين الأوروبيين والآسيويين.

وأدت وفرة سوائل الغاز الطبيعي منخفضة الثمن المستخرجة من الغاز الصخري إلى الاستغناء عن النافتا في العديد من الكسارات البخارية الحالية. ورغم الإعلان عن خطط لإضافة نحو عشر كسارات جديدة، فإن المنتجين مترددون في إضافة قدرة جديدة؛ نظراً إلى وجود هواجس حيال العرض المستقبلي للمواد الأولية واستقرار أسعارها.

تطويرات الغاز الصخري في الصين

في المدى الطويل، يمكن أن يكون للصين تأثير كبير على العرض العالمي للمواد الأولية. وتمتلك البلاد أكبر احتياطي للغاز الصخري في العالم، ورغم أنه ليس هناك في الوقت الراهن إنتاج للغاز الصخري في الصين، تدعو الخطة الخمسية للحكومة إلى إنتاج محلي بقدرة 6.5 مليار متر مكعب بحلول سنة 2015.

التحولات في عرض الكيماويات الرئيسية

إن الطفرة التي يشهدها إنتاج الغاز الصخري في أميركا الشمالية تؤدي إلى تغيير المشهد في قطاع البتروكيماويات، وقد شرح المدير الأول في بوز أند كومباني،آشيش ساستري، هذه المسألة قائلاً إنه «مع زيادة الشرق الأوسط لنشاط الاستكشاف واقتراب الصين من استخراج احتياطات كبيرة، فسيكون هناك المزيد من العرض والتغييرات المقبلة. وبعبارات بسيطة، فإن القطاع العالمي للبتروكيماويات يتجه إلى تحقيق فائض في المعروض من الإيثيلين».

وسيكون للكسارات التي يمكنها الاستفادة من مصادر المواد الأولية الخفيفة أفضلية تنافسية ملحوظة لأنها ستكون قادرة على إنتاج المزيد من الإيثيلين بتكلفة أقل بكثير من كسارات المواد الأولية المختلطة الحالية. ومع اقتراب القدرة الجديدة من إنتاج الإيثيلين، سيتقلص الهامش وستنخفض الأسعار أكثر، مما يضع المزيد من الضغط على المنتجين الهامشيين. وأضاف أن «التوجه التراجعي في الأسعار يمكن أن يعني أنه بحلول سنة 2015، يمكن أن تتعرض نسبة 10 إلى 20 في المئة من القدرة الحالية للكسارات للتهديد وقد يُجبر بعضها حتى على الإقفال. ويمكن أن يعوق هذا بشدة إنتاج مواد بتروكيماوية أساسية حيوية أخرى».

وتؤدي حالات النقص في المعروض واضطرابات أسعار البروبيلين والبوتادين والبنزين إلى خلق فرص لتكنولوجيات الإنتاج «ذات الغرض» أو التكنولوجيات البديلة التي كانت فيما مضى هامشية أو غير اقتصادية.

ضرورة اقتراب الفاعلين في منطقة مجلس التعاون الخليجي من التكنولوجيا «ذات الغرض» بحذر

خلال العقود القليلة الماضية، بنت شركات البتروكيماويات في منطقة مجلس التعاون الخليجي قدرات مهمة على أساس نموذج «الكسارة +1» لإنتاج المواد البتروكيماوية الأساسية، ومن ثم تحويلها إلى كيماويات أساسية. علاوة على ذلك، فإن المواد الأولية الحالية كافية لتلبية قدرة منتجي المنطقة.

العدد 3734 - الإثنين 26 نوفمبر 2012م الموافق 12 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً