العدد 3739 - السبت 01 ديسمبر 2012م الموافق 17 محرم 1434هـ

«الوسط الرياضي» يفتح ملف العلاقة بين أندية اليد والمؤسسة العامة للشباب والرياضة (1)

ضعف الدعم المادي في الطريق للتأثير على مستقبل اللعبة

تعيش الرياضة البحرينية في الوقت الجاري ربيعاً على مستوى الاتحادات الرياضية –إن صح التعبير– بعد التحولات الأخيرة فيما يخص إعادة الهيكلة بنقل تبعية الاتحادات الرياضية للجنة الأولمبية البحرينية، فيما لا يبدو بأن هناك ربيعاً موازياً على مستوى الأندية التي ظلت تحت مظلة المؤسسة العامة للشباب والرياضة وبقى ببقائها الحال على ما هو عليه في الأندية.

وفي حين ارتفعت موازنة الاتحادات الرياضية إلى ثلاثة أضعاف الموازنات السابقة وزادت موازنات الاتحادات للمشاركات الخارجية، وحققت هذه الاتحادات نقلة نوعية على المستوى الإداري باستحداث هيكل إداري متكامل لكل اتحاد، لايزال الحال مجمدا في الأندية على المستوى المالي والإداري، مما يعني بأن الرياضة تسير برجل سليمة وأخرى بحاجة إلى العلاج لتسير الرياضة بالشكل الصحيح.

وبعيداً عن المقارنة بين التغيرات التي طرأت على الاتحادات والأندية، فإن ثمة حلقة مفقودة وغير مفهومة بين الأطراف الأربعة (الأندية والاتحادات واللجنة الأولمبية البحرينية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة)، الأندية التي تلد وتنجب الاتحادات تصبح العلاقة بينها مقطوعة بشكل رسمي، وهذه الحلقة المفقودة يفترض أن يوجد حل لها، إما من خلال نقل تبعية الأندية للجنة الأولمبية أو وضع إطار قانوني أو متنفس يعطي للاتحاد المجال للدفاع عن الأندية التي شكلته لتطوير اللعبة.

ولذلك كرة اليد البحرينية (على سبيل المثال لا الحصر) ضحية للواقع الجديد ولم تكن أفضل حالا في الواقع السابق، فاتحاد اليد لا يملك الحق في أن يطالب المؤسسة العامة للشباب والرياضة بإعطاء الأندية الحق في التمثيل في كل البطولات التي تقام خلال العام الواحد وتأتي التحركات بشكل شخصي بحت، والأندية لا حول لها ولا قوة وتأتي مشاركاتها (إن جاءت) ناقصة الدعم، ولا توجد مشاركة مؤكدة سوى البطولة الخليجية، إما بقية البطولات فبعد دخول الوساطات وما بعدها.

«الوسط الرياضي» يفتح ملف العلاقة بين المؤسسة العامة للشباب والرياضة مع الأندية ممثلة في أندية كرة اليد ومدى تأثر اللعبة من ضعف الدعم المقدم وذلك على ثلاث حلقات وفي الحلقة الأولى نضع مشاركة الأهلي وباربار في البطولتين العربية والآسيوية كأحد الأمثلة.


2300 دينار لكل لاعب يد بالأهلي في ذمة المؤسسة العامة

يطالب لاعبو الفريق الأول لكرة اليد في النادي الأهلي المؤسسة العامة للشباب والرياضة بـ 2300 دينار بحريني، ففي مارس من العام 2010 حقق الفريق بطولة الأندية الخليجية أبطال الكؤوس التي أقيمت في العاصمة العمانية (مسقط) ولم يحصل على التكريم المتعارف عليه 1000 دينار لكل لاعب، وفي فبراير من العام 2011 حقق الفريق ذات البطولة والتي أقيمت في العاصمة القطرية (الدوحة) ولم ينل التكريم أيضا، ووفقا للائحة المكافآت المعتمدة مطلع العام الماضي يحصل الفريق الذي يحقق المركز الثالث في البطولات الخارجية على 300 دينار وهو المركز المحقق في البطولة الأخيرة بالكويت العام الجاري.

وبعد أن حقق فريق كرة القدم بنادي المحرق بطولة الخليج لكرة القدم العام الماضي حظي بالتكريم الذي يستحقه فريق يحقق بطولة في كرة القدم وهي اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وشمل التكريم فريق كرة الطائرة الذي حقق بطولة الخليج أيضا، ولم تقم المؤسسة العامة بتكريم فريق كرة اليد بالأهلي لتحقيقه البطولة الخليجية، وهذا ما يقدمه «الوسط الرياضي» كسؤال للمسئولين في المؤسسة العامة؟، وتحت أي عذر ممكن من الظلم بمكان أن يسقط حق اللاعبين الذين شرفوا الرياضة البحرينية وحققوا الإنجازات في التكريم حتى لو تأخر، تماما كما قالته اللجنة الأولمبية البحرينية ونفذته لاحقا إذ تأخر تكريم منتخب الناشئين المتأهل لكأس العالم أكثر من عام.


الأهلي وباربار من دون مكافآت فوز في العربية والآسيوية

شارك الأهلي في بطولة الأندية الآسيوية الـ 15 التي أقيمت الشهر الماضي في الدوحة وشارك باربار في بطولة الأندية العربية الـ 29 التي أقيمت في مدينة بركان في المغرب في ظروف صعبة جدا، فالكل يعرف أن الفريقين شاركا في البطولتين من دون الدخول في معسكر خارجي، وقبل ذلك لم تكن المشاركة مؤكدة حتى اللحظات الأخيرة بالنسبة لباربار على وجه الخصوص، ولم يدعم الفريقان صفوفهما باللاعبين المحترفين كما فعلت الأندية القادمة للمنافسة.

ولعل ما يلفت الانتباه بأن المؤسسة العامة للشباب والرياضة لم تبادر بدفع مكافآت الفوز للفريقين خلال البطولة وذلك يحدث للمرة الأولى، ووسط هذه الظروف كيف سيحاسب النادي المشارك في البطولة على عدم الإنجاز؟، هل من المنطقي أن يدفع للنادي المشاركة في بطولة كالبطولة الآسيوية أكثر من 25 ألف دينار من أجل المشاركة فقط في حين أن 10 أو 15 ألف دينار أخرى من الممكن أن تساعد في تحقيق شيء؟، أليس من المفترض أن يكون الدعم مثاليا والمحاسبة عسيرة في حالة الإخفاق؟!. ماذا يقول اتحاد اليد؟ ماذا تقول المؤسسة العامة للشباب والرياضة؟


طالب بوضع استراتيجية وتقديم مزيد من الدعم للأندية... مجدي ميرزا:

لابد من زيادة الدعم وإلا فاللعبة في (مهب الريح)

يقول عضو المكتب التنفيذي في النادي الأهلي ورئيس جهاز كرة اليد مجدي ميرزا «كرة اليد في البحرين من الألعاب الجماعية التي من الممكن المراهنة عليها لتحقيق الانجازات على المستويين الأندية والمنتخبات الوطنية، هذا الكلام يمكن الاعتداد به لوقت قصير مضى، ما يعني أن القادم غير واضح الملامح وربما يتبخر كل ما تحقق ويبقى في سجل الأرشيف ما لم يكن هناك اهتمام حقيقي ودعم كامل للأندية».

ويقول ميرزا أيضا «عندما أتحدث عن ضرورة الاهتمام الحقيقي فإنني أعني اهتمام جميع الأطراف المسئولة عن الرياضة وعن الأندية بشكل خاص، وفي هذا الصدد كلمة حق يجب أن تقال في رئيس الاتحاد علي عيسى إذ بصفته المسئول الأول عن كرة اليد يبذل كل ما في وسعه لدعم الأندية والمحافظة على الانجازات التي تحققت في السنوات الماضية، وحتى أكون صادقا أكثر في حديثي فأنا لا أعلم مدى الدعم الذي تحظى به بقية الألعاب ويمكنني الحديث عن المنتخبات وعن الدعم الذي تلاقيه».

ويتابع رئيس الجهاز الأهلاوي حديثه بالقول «أرى أن الاهتمام بدعم المنتخبات قد زاد عن السابق بعد تولى اللجنة الاولمبية مسئولية الاتحادات، فهناك تسهيل لإقامة المعسكرات الخارجية والمشاركة في كل البطولات الإقليمية والآسيوية وحتى الشاطئية، ولكن لا يلمس تغيير موازٍ لذلك على مستوى الأندية، للأسف أن الأندية لا تحظى بالدعم الكامل والكافي ما يؤهلها للمحافظة على انجازات اليد، والأندية هي الرافد الأساسي للمنتخبات الوطنية، وذلك في الوقت الذي نرى فيه أن أندية الدول المحيطة تلاقي الاهتمام والدعم اللامحدود على كل المستويات من توفير المعسكرات الخارجية في الدول المتقدمة وتسهيل المشاركات في جميع البطولات الخارجية بفريقين ودعم الفرق باللاعبين المحترفين وصرف المكافآت المالية أولا بأول». ويؤكد ميرزا أن هناك اجتهادات شخصية من قبل بعض المسئولين للتطوير ويقول: «لا أنكر أن هناك اجتهادات شخصية من بعض المسئولين وهذا الجهد يستحق الشكر والتقدير، ولكن ما تحتاجه اللعبة أن تكون هناك رؤية وآلية واضحة، نريد أن تشارك فرق اليد في جميع البطولات الخارجية دون تعقيد وبالدعم الكامل غير المنقوص، وعندما نتحدث عن الدعم الكامل فإننا نعني ضرورة توفير المعسكرات اللازمة التي تتناسب مع المشاركة وأهميتها والسماح للأندية المشاركة في كل البطولات الخارجية (العربية والآسيوية والخليجية) مع دعم الفرق باللاعبين المحترفين، والشيء الأهم هو صرف مكافآت الفوز الى اللاعبين أولا بأول دون تأخير، وكذلك صرف مكافآت الفوز بالبطولة في حال تحقيق البطولة».

ويدلل مجدي ميرزا ما يخص ضعف الدعم المقدم للمشاركات الخارجية بالقول «فريق الأهلي لكرة اليد ولغاية الآن لم تصرف له مكافآت الفوز لبطولتين خليجيتين (2010 في مسقط و2011 في الدوحة)، وكذلك المركز الثالث في الكويت 2012 والفريق على أبواب المشاركة في البطولة الخليجية المقبلة في البحرين خلال شهر مارس/ آذار 2013، ما يعني مرور 3 سنوات على بطولة مسقط دون وجود بوادر لحل هذه المشكلة سوى الوعود، بالإضافة إلى عدم صرف مكافآت الفوز في مباريات البطولة الآسيوية الأخيرة (لأسباب غير مقنعة وغير واضحة)، هذا بلا شك يسبب إحباطا لدى اللاعبين ولنا كمسئولين أيضا لعدم مقدرتنا على الإجابة عن تساؤلات اللاعبين، وهذا ما يجعل انجازات اليد في مهب الريح.


قال إنه سيترك إدارة النادي لو بقى الحال على ما هو عليه

محمد مدن: ما يقدم لأندية اليد يساوي 12 % مما تحتاجه واللعبة تحتضر

يؤكد رئيس نادي باربار محمد علي مدن أن ما يدفع لأندية الدرجة الأولى في لعبة كرة اليد يساوي نحو 12 في المئة من الموازنة التي تحتاجها الأندية لتسيير الأمور في وضع مثالي، ويضيف «باربار يصرف سنويا ما بين 80 إلى 90 ألف دينار في حين أن الموانة 23800 دينار فقط، أتصور بأن ناديا كباربار يحتاج لـ 200 ألف دينار من أجل تأمين أفضل المدربين وأفضل الظروف لإعداد اللاعبين بدنيا من خلال التقوية وإقامة المعسكرات الخارجية بالإضافة إلى دفع رواتب وجلب المحترفين، إلى متى يلعب اللاعب من دون مقابل؟، لدينا لاعبو منتخبات وإذا لم يكونوا جاهزين في الأندية فكيف ستستفيد منهم المنتخبات الاستفادة الأكبر، لدينا لاعبون دولييون عاطلون وآخرون تركوا النادي».

ويقول مدن إن «باربار يصرف أكثر من 65 ألف دينار ورغم ذلك لا يستطيع دفع رواتب للاعبيه ولا يستطيع تأمين معسكر داخلي أو خارجي ولا يستطيع حتى دفع مكافآت للفوز، هذا واقع باربار وكل الأندية، ناد منافس كباربار لا يمتلك صالة للتقوية ولولا تعاون صالة النخيل بحس مسئوليها الوطني معنا لزادات معاناتنا في هذا الجانب» ويتابع مدن قائلا: «بالأسلوب الذي تدار به الرياضة والموازنة المخصصة أستطيع القول أن من واقع خبرة طويلة بأن اللعبة في طريقها للاحتضار، وأنا أخبرت مجلس الإدارة وهناك مجموعة من الأعضاء يشاطروني الرأي بأنني سأترك الإدارة في حال استمر الوضع على ما هو عليه، عدت للمساعدة فقط بعد الإحباط للإدارة السابقة وأجد نفسي اليوم مخنوقا».

ويضيف محمد علي مدن «لا نبحث عن الترف كما يعيشه الآخرون بل نريد ما يقضي حاجات الأندية، أي بطولة وأي إنجاز ستتحقق في المستقبل ووضع الأندية كهذا؟ اليوم تشارك الأندية البحرينية في البطولات الخارجية بإمكانيات متواضعة في حين أنه من المفترض أن يشارك فريقان في العربية والآسيوية في كل عام بخلاف الخليجية، البعض يرى الرياضة تسلية ولكن الرياضة اليوم مختلفة، الرياضة اليوم تبنى بتخطيط علمي مدروس، كرئيس نادٍ أشعر بالإحباط وأستطيع القول إنني سئمت، يطالبنا اللاعبون بالراوتب والمكافآت وهم معذورون وللأسف لا نملك، لذلك لا نستغرب إذا ترك اللاعبون المميزون اللعبة ولدينا في باربار أمثلة كثيرة».

العدد 3739 - السبت 01 ديسمبر 2012م الموافق 17 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً