دعا وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو طهران أمس الثلثاء (18 ديسمبر/ كانون الأول 2012) إلى أن «تبعث برسالة واضحة» إلى النظام السوري لوقف العنف ضد شعبه.
وصرح للصحافيين في أنقرة «بدلاً من انتقاد نظام (صواريخ باتريوت)، يجب على إيران أن تقول كفى للنظام السوري المستمر في قمع شعبه واستفزاز تركيا من خلال الانتهاكات الحدودية».
واضاف «حان الوقت لتوجيه رسالة واضحة إلى النظام السوري».
من جهته، قال نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان إن إيران لا تعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته سيسقطان قريباً. وبعد محادثات أجراها في موسكو قال لـ «رويترز»: «لدينا شكوك قوية في هذا. الجيش السوري وجهاز الدولة يعملان بسلاسة».
على صعيد آخر، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن مصدر بحري قوله إن روسيا أرسلت سفناً حربية للبحر المتوسط تحسباً لاحتمال اضطرارها لإجلاء رعاياها من سورية. وقال المصدر إن مجموعة من خمس سفن من بينها سفينتان هجوميتان وسفينة صهريج وسفينة مرافقة غادرت ميناء في بحر البلطيق في أوضح علامة على أن روسيا تقوم باستعدادات مؤكدة لإجلاء محتمل لرعاياها. وأضافت الوكالة عن المصدر قوله «إنها (السفن) تتجه إلى الساحل السوري للمساعدة في أي عملية إجلاء للمواطنين الروس... جرت استعدادات نشرها بشكل عاجل وبالغ السرية». ونشرت «انترفاكس» تقريرها بعد أيام من تأكيد وزارة الخارجية الروسية نبأ خطف مواطنين روسيين يعملان في سورية إلى جانب إيطالي. وأضاف المصدر أن أي شخص سيتم إجلاؤه من سورية سينقل إلى موانئ على البحر الأسود.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الألماني أن بطاريات «باتريوت» ستكون متاحة لنقلها إلى الحدود التركية-السورية بحلول نهاية يناير/ كانون الثاني المقبل أو مطلع فبراير/ شباط.وقال الكولونيل الألماني ماركوس إلرمان في مدينة جنوين-فاربلو شرقي ألمانيا إن القوات العاملة على تلك البطاريات مستعدة بشكل ممتاز للعمل عليها من خلال خبرات على مدار عقود.
إلى ذلك، قال الصحافي الأميركي، ريتشارد أنغيل بعد تمكنه من الفرار من قبضة خاطفيه بعد خمسة أيام من الاحتجاز في سورية، إن خاطفيه هم من المليشيات الموالية للنظام وهددوا بقتله وفريقه، وأضاف «هذه المجموعة تعرف باسم الشبيحة. وهي مليشيا حكومية موالية للرئيس بشار الأسد».
وقد أفرج عن الصحافي التلفزيوني ريتشارد انغيل بعد خطفه في سورية واحتجازه خمسة أيام.
دبلوماسياً، بحث الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي في القاهرة مع المبعوث العربي والدولي لسورية الاخضر الإبراهيمي، مستجدات الوضع في هذا البلد.
من جهته قال امين عام منظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان اوغلى إن القضية السورية باتت في «بداية النهاية» داعياً القيادة مرة أخيرة إلى «التضحية من أجل الشعب» مستبعداً في الوقت ذاته فتح المنظمة مكتب تمثيل للمعارضة.
من جانب آخر، حقق مسلحو المعارضة السورية تقدماً واضحاً على الأرض داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق لكن الجيش يحضر هجوماً مضاداً واسع النطاق ما دفع بالسكان إلى نزوح كثيف.
وفي جنوب العاصمة يحاول مسلحو المعارضة السيطرة على مخيم اليرموك.
واسفرت الاشتباكات، بحسب المرصد، «عن احراق آلية ثقيلة للقوات النظامية وسقوط خسائر بشرية في صفوف الطرفين».
من جهتها كتبت صحيفة «الوطن» القريبة من السلطة إن «الجيش يتهيأ لعملية عسكرية بمخيم اليرموك» وإن عدداً كبيراً من الجنود تجمعوا الاثنين استعداداً لعملية عسكرية.
وكان الجنود يمنعون المرور عند المدخل الشمالي للمخيم فيما كان نحو مئة رجل وطفل يستعدون لمغادرة المكان كما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس».
وأضافت أنه بحسب عدة تقارير «فإن نحو 50 في المئة من سكان اليرموك» قد نزحوا وأن هذا الرقم قد يكون أعلى.
إلى ذلك أكدت متحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي أن هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة تلقى صعوبات متزايدة لمساعدة السوريين بسبب «تصعيد العنف» و»نقص الشركاء» الإنسانيين على الأرض.
وميدانيا، انسحبت القوات النظامية السورية من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مقاتلة معارضة بدأت قبل 48 ساعة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية الاثنين 191 شخصاً هم 98 مقاتلاً معارضاً و53 عنصراً من قوات النظام و40 مدنياً، بحسب المرصد.
العدد 3756 - الثلثاء 18 ديسمبر 2012م الموافق 04 صفر 1434هـ