العدد 3763 - الثلثاء 25 ديسمبر 2012م الموافق 12 صفر 1434هـ

وزير الخارجية: تواصلنا مع إيران لن يتوقف... ولا خطط لمواجهة «الإخوان المسملين»

الزياني: قادة «الخليج» ناقشوا أوضاع شعوبهم في القمة... وتنفيذ الاتحاد الجمركي في 2015

المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أمس
المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أمس

أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، أن جهود التواصل مع إيران لم ولن تتوقف، معتبراً أنها دولة «جارة، تربطنا بها علاقات تاريخية». وتوعد بمخاطبة إيران وكل دول العالم والمنظمات بشأن مخاطر مفاعل بوشهر النووي التابع لإيران.

وقال وزير الخارجية، خلال مؤتمر صحافي عقده ظهر أمس الثلثاء (25 ديسمبر/ كانون الأول 2012)، في قصر الصخير العامر، وبحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، وذلك بعد انتهاء أعمال الدورة الـ 33 لقمة دول مجلس التعاون الخليجي، قال إن دول الخليج تأخذ دور المدافع، وإن إيران هي التي تبدأ بالهجوم على دول الخليج. وأضاف «نحن موقفنا المدافع، وندعو إيران إلى توخي الحذر في كلمة تصدر عنها، فنحن نعرف مصالحنا».

وفي سياق إجابته على أسئلة الصحافيين، نفى وزير الخارجية أن تكون هناك أية خطط لمواجهة نشاط الإخوان المسلمين في الخليج.

وتحدث وزير الخارجية عن الانتقال من مرحلة التعاون إلى الاتحاد الخليجي، داعياً إلى أن «ندع الموضوع يأخذ وقته»، مجدداً قوله إنه «سيتم الإعلان عن الاتحاد في حينه».

من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، أن قادة ورؤساء دول مجلس التعاون الخليجي، ناقشوا القضايا والمشاريع المتعلقة بالمواطن الخليجي، مشيراً إلى أن تنفيذ الاتحاد الجمركي الخليجي سيبدأ اعتباراً من الأول من شهر يناير/ كانون الثاني من العام 2015.

وذكر الزياني أن الاتفاقية الأمنية بين دول مجلس التعاون «عُدلت لكي تتماشى مع الدساتير المحلية والوطنية والقوانين المحلية، ولذلك سُميت الاتفاقية الأمنية المعدلة، وكان هذا القصد من التعديل، وتمت مراعاة كافة الدساتير. الاتفاقية الأمنية من الاتفاقيات المهمة، لأنها ليست للحماية ومكافحة الجريمة فقط، وإنما لابد من تنفيذها وتعزيز الأمن، لأن ما نسعى له من الأمن الاقتصادي، يحتاج إلى بيئة أمنية وحماية».

وإليكم أسئلة الصحافيين وإجابات وزير الخارجية والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، التي طرحت في المؤتمر الصحافي أمس...

الشارع العربي والخليجي ينتظر جدولاً زمنياً لهذا الاتحاد الخليجي، هل نعتبر قمة المنامة هي البداية لخطوات عملية نحو هذا الاتجاه؟

- وزير الخارجية: عجلة الاتحاد بدأت من قمة الرياض العام الماضي (2011)، وتم التأكيد عليه في القمة التشاورية، وتم تشكيل مجموعة عمل تضم أعضاء من كل دول الخليج، 3 من كل دولة، يضعون الهيكل والتصورات، وهم يجتمعون، وسيتم الإعلان عن الاتحاد في حينه، سيعلن بعد أن تنتهي جميع المشاورات والدراسات. لندع الموضوع يأخذ وقته، ويتم التفاهم عليه على أكمل وجه.

هل هناك خطوات عملية دبلوماسية تجاه إيران من قبل دول مجلس التعاون؟

- وزير الخارجية: الجهود للتواصل مع إيران لم تتوقف ولن تتوقف، وهذه دولة جارة تربطنا بها علاقات تاريخية، ودائماً العلاقات معها تمر في مراحل مختلفة. وهناك أمور نختلف فيها مع إيران، وتم بيانها في بيان القمة. وهذا يعكس حرص دول المجلس أن تكون هذه العلاقة سليمة، وتكون في الطريق الصحيح، ولا يقوم أي طرف بالتدخل في شئون الطرف الآخر. وأن لا يجعل أي طرف في وضع تصادمي يعرضه للخطر، سواءً أكان خطراً هجومياً أو بيئياً...، والخطر ليس مرتبطاً بالعنف والحرب، وإنما من المفاعلات النووية يأتي في حالات السلم إذا كان هناك أي خلل في أحد هذه المفاعلات. وخرجت العديد من الأخبار بهذا الشأن، وكان من الواجب أن يبين المجلس موقفه في هذه القمة، من خلال قادة دول مجلس التعاون.

بالنسبة إلى إنشاء قيادة عسكرية موحدة، هل سيكون ذلك على حساب قوات درع الجزيرة، وهل هناك توجه لإيجاد فيلق عسكري خليجي؟

- وزير الخارجية: الفيلق طرح سابقاً من قبل سلطان عمان السلطان قابوس بن سعيد، وخادم الحرمين الشريفين، ولكن ما تم التحدث فيه والاتفاق عليه من قبل مجلس الدفاع المشترك، هناك جهد يتمثل في درع الجزيرة، والتنسيق الجوي المشترك، والجهد البحري، وهذا الشيء يجمع هذه الجهود تحت مظلة واحدة، وقوات درع الجزيرة ستبقى، وهي ركن أساسي في العمل الدفاعي المشترك.

هل هناك فترات زمنية للوحدة النقدية والمالية؟

- الزياني: تم التوجيه لأخذ مرئيات الدول، ومن ثم عقد اجتماع للجنة التعاون المالي والاقتصادي، لتداول هذه المرئيات، ووضع خطة وبرنامج للانتقال بالتعاون الاقتصادي إلى رحاب وآفاق أوسع.

بالنسبة إلى الاتفاقية الأمنية، ولأنها محط جدل، وخصوصاً أنها قد لا تتوافق مع بعض الدساتير الأمنية لبعض الدول، هل لك أن تطلعنا على تفاصيل الاتفاقية الأمنية؟، وما هي الضوابط الأساسية للاتفاقية؟

- الزياني: الاتفاقية الأمنية عُدلت لكي تتماشى مع الدساتير المحلية والوطنية والقوانين المحلية، ولذلك سُميت الاتفاقية الأمنية المعدلة، وكان هذا القصد من التعديل، وتمت مراعاة كافة الدساتير. الاتفاقية الأمنية من الاتفاقيات المهمة، لأنها ليست للحماية ومكافحة الجريمة فقط، وإنما لابد من تنفيذها وتعزيز الأمن، لأن ما نسعى له من الأمن الاقتصادي، يحتاج إلى بيئة أمنية وحماية، إلى جانب القدرة على التعامل مع الكوارث والأزمات، بحيث تقلل المخاطر والأضرار في حالة حدوث هذه الكوارث، فهذه الاتفاقية لها دور كبير في تعزيز العمل المشترك. وأبرز التعديلات التي أجريت، كانت أموراً فنية تساعد على التكامل الأمني، دون أن تتعارض مع الدساتير المحلية. وتم الاتفاق على وضع اتفاقية مستقلة فيما يخص تسليم المجرمين والمحكومين، وهذا يتحول إلى وزراء العدل، إضافة إلى تعديل المعلومات الشخصية وتبادل المعلومات، وإنشاء شبكة لتبادل هذه المعلومات.

كيف ترون الأزمة السورية والمخرج منها؟ وكيف قرأتم دعوة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد لعقد اجتماع عالي المستوى لدعم وتوفير ما يتطلبه دعم الشعب السوري؟

- وزير الخارجية: قبل أن نتحدث عن الحل السياسي، هناك أرواح، وهناك وضع إنساني خطير يمر به الشعب السوري. ويجب أن نعمل قدر الإمكان على تخفيف معاناة الشعب السوري، وخصوصاً أن عدد اللاجئين متوقع أن يصل إلى مليون لاجئ سوري، وهذا رقم خطير، وهذا لا يصح أن نقف دون أن نعمل شيئاً. أما عن الحل السياسي، فالقضية لها أبعاد دولية، وتناقش على أعلى المستويات، فنحن نأمل أن يكون هناك نوع من التفاهم والنظرة المشتركة، التي تأخذ مصالح الجميع فيما يتعلق بالاستقرار في هذا البلد الجريح، ودول مجلس التعاون تعمل بكل طاقتها للدفع بهذا المجال.

كيف ترون الوضع في اليمن، بعد انتهاء المرحلة الأولى، وبدء المرحلة الثانية؟

- الزياني: الحوار الوطني هو الآلية التي ستعالج كل القضايا في اليمن. والجهود مستمرة للتنسيق مع الإخوة في اليمن. وتم إنشاء مكتب لدول المجلس للأمانة العامة لدول الخليج، لمتابعة المبادرة الخليجية، بعد موافقة المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي. هناك جهد موازٍ تقوم به دول مجلس التعاون، وخصوصاً في السعودية مع المملكة المتحدة، ومن خلال أصدقاء اليمن، وتم جمع 8 مليارات دولار لدعم التنمية الاقتصادية في اليمن، والنسبة الأكبر منها من دول مجلس التعاون، وكل هذا يدل على حرص دول المجلس. وأنا متفائل بحكمة اليمنيين، وإخواننا في اليمن، حريصون على معالجة مشكلاتهم، بالطرق السلمية.

أين سيكون مقر القيادة العسكرية؟

- وزير الخارجية: لن يكون هناك مقر، وإنما تنسيق جهود مشتركة، هناك قوات درع الجزيرة الموجودة في السعودية، ومكتب تنسيق بحري موجود في البحرين، ومكتب تنسيق الجهد الجوي، لا نتكلم عن أماكن ومقرات، وإنما عن مزيد من التنسيق.

نحن في دول الخليج نتعرض إلى هجوم إعلامي دولي، يقوم على تشويه أي قرار يتعلق بالمنظومة الخليجية، وهناك محطات تبث من داخل الخليج، تسيء لدول الخليج، كيف يمكن أن نواجه هذه المخاطر، ولماذا لا توجد وحدة إعلامية؟

- وزير الخارجية: هناك دراسة تقويمية للاستراتيجية الإعلامية لدول المجلس، قدمتها الهيئة الاستشارية للمجلس، وهناك تنسيق بين وزراء الإعلام والمسئولين، وأرجو أن نتحرى الدقة قبل نشر أي معلومات، وأن نبرز الحقائق، فهناك دولة تعرضت إلى هجوم ظالم لما جرى فيها من أوضاع.

ما هي الجهود المبذولة لحل قضية الجزر الإماراتية الثلاث، سواءً بالطرق السلمية أو اللجوء إلى التحكيم الدولي؟

- وزير الخارجية: موقف دول مجلس التعاون واضح منذ البداية، أن هذه الجزء الإماراتية (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى)، محتلة من قوات إيرانية، وقد أكدت القمة على ذلك، ويجب أن تعود إلى الإمارات، وأن يتم إخلاؤها من أي احتلال إيراني، سواءً أكان عن طريق المفاوضات أو عن طريق محكمة العدل الدولية، وندعو إيران للتعاون مع هذه المساعي، وندعم كل خطوة تتخذها الإمارات في هذا الاتجاه.

بالنسبة إلى خلو البيان الختامي من أي ذكر لدول الربيع العربي، إلا في جزئية واحدة متعلقة بمصر، هل تباين وجهات نظر دول الخليج بشأن دول الربيع العربي، جعل البيان الختامي خالياً من الإشارة إلى دول الربيع العربي؟

- وزير الخارجية: العلاقة مع مصر أكبر من كل البيانات، العلاقة مع مصر أكبر من كل بياناتنا، وهي علاقة قديمة وأخوية في مختلف المجالات، وهناك التزام كامل من دول مجلس التعاون بأخذ هذه العلاقة إلى الأمام. وأرجو أن لا تحصر علاقة دول الخليج بمصر بهذا البيان أو ذاك.

ما هي تطورات برنامج التنمية الخليجي؟

- وزير الخارجية: الأمور تسير في الطريق، وليس هناك أي تأخير في برنامج التنمية الخليجي، الكويت أقرت الدعم، والسعودية أرسلت فريقاً فنياً لدراسة المشاريع التي نعمل معهم على تنفيذها، وهناك عمل متواصل، ونحن في الخطوات الأخيرة قبل مرحلة التنفيذ في المشاريع، وأيضاً الإمارات، هناك عمل جارٍ ومتواصل، وقطر، سيدعمون البحرين ضمن البرنامج، وقريباً لديّ اجتماع مع رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية لبحث هذا الأمر.

ما هي معوقات تنفيذ مشروع الاتحاد الجمركي؟

- الزياني: تم تشكيل هيئة الاتحاد الجمركي، مكونة من مديري عموم الجمارك، وواجب ومهام الهيئة تحديد المعوقات، والعمل على تذليلها، بحيث يتم الانتهاء منها في منتصف العام 2014، وهي ليست معوقات سياسية، وإنما معوقات فنية نتركها إلى الهيئة، ويتم الآن التعامل معها، وقد تصدر قرارات لتذليل تلك المعوقات. وسيتم تنفيذ الاتحاد الجمركي اعتباراً من 1 يناير 2015.

في حالة عدم دخول أحد أعضاء مجلس التعاون في الاتحاد، فكيف سيكون عليه الوضع آنذاك؟

- وزير الخارجية: لم يقل أحد إنه لا يريد أن يدخل. ونحن ما زلنا في طور ابتدائي في هذه المسألة، وأرجو أن لا نتكلم عن من يريد أن يدخل ومن لا يريد أن يدخل. مسيرة العمل الخليجي المشترك دائماً حذرة. وإن رأيتموها بطيئة فهي تأخذ بعين الاعتبار كل موقف من كل بلد. وفكرة الاتحاد تبنيناها في الرياض.

ما مدى صحة ما يقال أنكم تضعون خططاً لمواجهة نشاط الإخوان المسلمين في بلدانكم؟

- وزير الخارجية: ليست هناك أية خطة لمواجهة أي أحد، سواءً أكان الإخوان المسلمين أم غيرهم، نحن بلدان نركز على خطط تنموية تحسن أوضاع شعوبها، وتحقق تطلعات، أما خطط توضع لمواجهة هذا أو ذاك فهذا ليس دورنا.

هل هناك تحرك من دول المجلس لأخذ ضمانات حول مفاعل بوشهر النووي؟، وخصوصاً أن أمير الكويت أشار إلى معلومات عن مخاطر المفاعل؟

- وزير الخارجية: أمير دولة الكويت لم يتحدث عن إشاعات، وإنما عن معلومات وحقائق، وتكلم عن كل القادة، وسلامة شعوبنا من أولوياتنا، وسنبذل مساعيَ مشتركة من دولنا لنخاطب إيران، ودول العالم والمنظمات ذات الشأن، بأن يتم التعامل الفوري مع هذا الخطر الذي لا نعلم به لحد الآن.

يلاحظ في هذه القمة أن الملفين الأمني والعسكري طغيا على الملفات المتعلقة بالخدمات لمواطني دول مجلس التعاون، فهل لهذا علاقة بالتطورات والأحداث الساخنة في المنطقة؟

- وزير الخارجية: مجلس التعاون لدول الخليج العربية، متعودون أن تكون هناك ظروف نتعامل معها، ولا أظن أن الوضع يجعلنا أن نصل إلى مرحلة قلق أو خطر، والتطورات في المنطقة لا تتوقف. وكل بيان يصدر عن قمة مجلس التعاون يتعامل مع الظروف الراهنة.

- الزياني: كل قائد أكد على المواطن وما يخدم المواطن الخليجي، وهذا الموضوع دائماً يأخذ جزءاً من النقاش. وفي القمة تم الحديث والتكليف بشأن الوحدة الاقتصادية، والتعميق بقصد أن ننتقل إلى مرحلة السوق المشتركة. وقد وجه القادة إلى الاهتمام بالشباب والمرأة والطفل، والانتهاء من الاتحاد الجمركي، والسوق المشتركة، واطمأنوا على مشروع سكة الحديد، وأيضاً الربط المائي، والدراسة الأولوية لهذا المشروع أثبتت الكلفة الباهظة للمشروع، إلا أن القادة أكدوا أن الأمن المائي أهم.

وأنا أطلب من الإعلاميين والصحافيين، أن ننظر إلى الجزء المملوء من الكأس، والجزء المملوء من الكأس ارتفع في قمة مجلس التعاون التي عقدت في البحرين.

العدد 3763 - الثلثاء 25 ديسمبر 2012م الموافق 12 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 4:51 ص

      إلا في البحرين

      فمثلما التيار السلفي مُصنع ومعارضة المعارضة مصنعة فإخوان البحرين مثلهم

    • زائر 1 | 10:15 م

      عفوا سعادة الوزير...

      جميع الدول تحارب الإخوان المسلمين حتى دول الخليج لأنهم مثقفون ويعملون بجد، إلا إخوان البحرين يعملون لمصالحهم والبحرين الدولة الوحيدة في العالم التي يتم فيها إعطاء منصب وزير لشخص من الإخوان ... فكيف تحاربونهم وانتم تفضلوهم على الغير وتعطونهم المناصب ... أريد ان افهم؟

    • زائر 5 زائر 1 | 12:55 ص

      مو كل دول الخليج

      في دوله غير البحرين وزراه من الإخوان
      الإخوان في كل العالم مسوين مشاكل و فتن

اقرأ ايضاً