العدد 3786 - الخميس 17 يناير 2013م الموافق 05 ربيع الاول 1434هـ

اسرائيل تركز على ايران ولكن اجواء التوترمع الولايات المتحدة واوروبا تلوح في الافق

حدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاوفر حظا للفوز في الانتخابات التشريعية في 22 كانون الثاني/يناير المقبل، اولويته "وقف" البرنامج النووي الايراني لكن ذلك قد يكون معقدا بسبب العزلة الدبلوماسية التي تعاني منها اسرائيل بسبب سياساتها الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة والعلاقات المتوترة مع الادارة الاميركية.

وفي السنوات الاربع الماضية لم تحرز الحكومة اليمينية في اسرائيل اي تقدم باتجاه انهاء الصراع مع الفلسطينيين بل دفعت باتجاه اعلى رقم في البناء الاستيطاني منذ عشر سنوات ما اثار غضبا اميركيا واوروبيا.
وادت المواجهة في موضوع البرنامج النووي الايراني الى خلافات كثيرة بين نتانياهو والرئيس الاميركي باراك اوباما مما ادى الى عزلة متزايدة للدولة العبرية على الساحة الدولية.
ويقول ايتان جلبوع الخبير في العلاقات الاميركية الاسرائيلية في جامعة بار ايلان "القضية المركزية هي ايران ولا يوجد اي وقت متبقي ويجب ان يتم اتخاذ القرار بسرعة".
ورفضت اسرائيل استبعاد شن هجوم عسكري على المنشات النووية الايرانية لمنع ايران من حيازة سلاح نووي على الرغم من تشكيك المحللين في قدرتها على القيام بضربة عسكرية فاعلة لوحدها.
لكن التوترات مع الادارة الاميركية قد تصبح تحديا للتنسيق القوي بين الحليفين في المستقبل حول ايران وقضايا اخرى والذي اندلع مرة اخرى هذا الاسبوع بعد نشر مقال نقل عن اوباما وصفه لنتانياهو "بالجبان السياسي".
وكتب الصحافي الاميركي المعروف جيفري غولدبرغ اخيرا مقالا نقل فيه تصريحات لاوباما مفادها ان "اسرائيل لا تعرف ما هي مصلحتها"، وهي تصريحات ادلى بها في الاسابيع التي تلت حصول فلسطين على صفة دولة مراقب غير عضو في الامم المتحدة في اواخر تشرين الثاني/نوفمبر.
واضاف "قد تلاحظ اسرائيل في يوم قريب تحولا كبيرا في ما يتعلق بالحماية الدبلوماسية الاميركية --لدى الاوروبيين وخاصة في الامم المتحدة--"، مشيرا الى ان الولايات المتحدة قد لا تتدخل للحض على التصويت ضد القرارات التي تعتبر معادية لاسرائيل، وقد تمتنع حتى عن التصويت.
ورأى جيلبوع ان العلاقات المتوترة يمكن ان تتحسن "لو كان لدي نتانياهو حزب وسطي واحد على الاقل في ائتلافه" وتبعا لمن يشغل منصبي وزيري الخارجية والدفاع بالاضافة الى منصب سفير اسرائيل لدى واشنطن.
وراى مسؤول اسرائيلي انه على الرغم من ان اسرائيل واوروبا تدركان خطر طموحات ايران النووية الا ان العلاقة بينهما تطغى عليها القضية الفلسطينية.
وقال المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "المشكلة انهم يعتقدون ان المستوطنات اهم من كل تلك الامور".
وبحسب هذا المسؤول، اذا لم تتخذ اسرائيل مبادرة محاولة اعادة اطلاق محادثات السلام فان الاوروبيين سيسعون بسرعة "لاقامة مبادرة جديدة مع الادارة الاميركية الجديدة".
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد قال في تصريحات لصحيفة اسرائيلية هذا الاسبوع ان باريس ستكشف عن مبادرة لاعادة اطلاق محادثات السلام بعد الانتخابات حيث ينتظر المسؤولون الفرنسيون لرؤية نوع الائتلاف الحكومي الذي سيقوم نتانياهو بتشكيله.
وحذر هولاند من ان اي تجميد مستمر لمحادثات السلام قد يؤدي الى تداعيات قاسية من قبل اوروبا.
وقال "اذا استمر الركود الذي شهدناه في الاربع سنوات الماضي فان التعامل مع اي شيء متصل بالمستوطنات قد يكثف"، مشيرا الى ان الدول الاوروبية قد تمنع حتى دخول المستوطنين المتطرفين الى اراضيها.
وتابع ان "اوروبا اعتادت على فرض عقوبات وتعرف كيف يتم ذلك وان كان هنالك رغبة سياسية لفرض عقوبات على العناصر الاسرائيلية فان الاليات قائمة بالفعل".
واعتبر خبير العلاقات الدولية الفرد توفياس ان لدى الاوروبيين "مشاكل حقيقية" مع حكومة نتانياهو فيما يتعلق بسياساتها مع الفلسطينيين.
وقال لوكالة فرانس برس "هم يشعرون ان عملية السلام معلقة ايضا بسبب عدم رغبة الحكومة الحالية في التقدم".
واشار الاستاذ في الجامعة العبرية في القدس الى ان "الجميع اكتفى من هذا الصراع ولا احد يفهم لماذا لا تقوم اسرائيل باتخاذ اي تدابير. انهم يعتبرون اسرائيل الطرف القوي والفلسطينيين -- حتى حركة حماس-- ضعفاء".
واضاف توفياس انه على الرغم من ان الاوروبيين يفضلون "الجزر بدلا من العصي" فانه ليس من المستبعد ان يقوموا بفرض "عقوبات محدودة على اسرائيل مثل منتجات المستوطنات".
لكن المسؤول الاسرائيلي اكد ان التوتر في العلاقات مع اوروبا حول عملية السلام او النشاط الاستيطاني من غير المرجح ان يضعف التنسيق مع اسرائيل حول ايران ولكنه سيستمر على الارجح.
واضاف "نجحنا مع الاوروبيين في اقامة جدار حماية حول القضية" الايرانية.
وتابع ان "الاوروبيين يدركون انه يجب تولي القضية الايرانية ليس فقط لانهم لا يريدون ان نهجم بل لانه بالنسبة لهم ايضا فان ايران نووية ستكون امرا سيئا للغاية".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً