أدلى الإسرائيليون بأصواتهم أمس الثلثاء (22 يناير/كانون الثاني 2013) في انتخابات برلمانية من المتوقع أن يفوز فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بولاية ثالثة، الأمر الذي يفتح الطريق لمواجهة مع إيران ويعزز قوة الرافضين لقيام دولة فلسطينية. لكن حزب «ليكود» الذي ينتمي إليه نتنياهو، والذي يخوض الانتخابات إلى جانب حزب «إسرائيل بيتنا» القومي المتطرف، سيحصل فيما يبدو على مقاعد أقل مما حصل عليه في الانتخابات السابقة، حيث تظهر استطلاعات الرأي تصاعد التأييد لحزب البيت اليهودي المنتمي إلى أقصى اليمين.
وقالت مصادر سياسية إن نتنياهو الذي يساوره القلق من تراجع شعبيته فيما يبدو قد يتحدث مع أحزاب يسار الوسط بعد الانتخابات في محاولة لتوسيع ائتلافه وتقديم وجه أكثر اعتدالاً أمام واشنطن وحلفاء آخرين.
وقال نتنياهو بعد أن أدلى بصوته مع زوجته وابنيه «نريد نجاح إسرائيل، إننا نصوت لصالح (ليكود)-إسرائيل بيتنا... بقدر ما تزيد هذه الأصوات نجاح إسرائيل».
ويحق لنحو 5.66 ملايين إسرائيلي الإدلاء بأصواتهم في مراكز الاقتراع. وتعلن النتائج الكاملة صباح اليوم (الأربعاء) فيما يفتح السبيل لإجراء محادثات تشكيل ائتلاف قد تستغرق عدة أسابيع.
وقالت لجنة الانتخابات الإسرائيلية إن نسبة الإقبال على التصويت بلغت بحلول الساعة الثانية بعد الظهر 38.3 بالمئة ارتفاعاً من 34 في المئة في الوقت نفسه في انتخابات العام 2009، وهو أعلى نسبة إقبال منذ انتخابات العام 1999.
ولم تركز الحملة الانتخابية التي اتسمت بالفتور على أية قضية بعينها، وحيث أن كل استطلاعات الرأي كانت تتوقع فوز نتنياهو فقد أمضت الكتلتان الرئيسيتان وقتاً أطول في التنازع الداخلي مما أمضتا في المواجهة فيما بينهما. وقالت المدرسة المتقاعدة، يهوديت شيمشي، وهي تدلي بصوتها في وسط إسرائيل في يوم مشمس: «هناك ملك يجلس على العرش في إسرائيل وكنت أريد إنزاله من العرش لكن يبدو أن ذلك لن يحدث».
ولم يفز أي حزب إسرائيلي قط بأغلبية مطلقة مما يعني أنه سيتعين على نتنياهو، الذي يقول إن التصدي لطموحات إيران النووية على رأس أولوياته، التحالف مع شركاء مختلفين لتكوين أغلبية في الكنيست المؤلف من 120 عضواً. وإدراكاً للتهديد الذي يمثله حزب البيت اليهودي ناشد يئير ابن نتنياهو الشبان الإسرائيليين عدم التخلي عن حزب «ليكود» القديم الراسخ. وقال: «حتى لو كانت هناك أحزاب أكثر رواجاً هناك حزب واحد له سجل راسخ». واستبعد حزب العمل وهو حزب المعارضة الرئيسي الذي يعتقد أنه سيحصل على 17 مقعداً تكرار ما حدث العام 2009 عندما تحالف في البداية مع نتنياهو ووعد بتشجيع مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وانتخابات أمس هي أول انتخابات عامة في إسرائيل منذ الانتفاضات التي شهدها العالم العربي قبل عامين، والتي أعادت تشكيل منطقة الشرق الأوسط.
وقال نتنياهو إن الاضطرابات -التي دفعت بإسلاميين للحكم في عدة دول كانت تحكمها أنظمة علمانية مستبدة لزمن طويل- تظهر أهمية تعزيز الأمن القومي.
وإذا فاز نتنياهو فسيسعى لإعادة موضوع إيران إلى صدارة الاهتمامات العالمية. ويقول نتنياهو إنه لن يسمح لطهران بتخصيب ما يكفي من اليورانيوم لصنع ولو قنبلة واحدة، وهي الخطوة التي يقول خبراء إسرائيليون إنها ربما تتحقق في منتصف العام 2013.
ولم يكن لموضوع إيران وجود كبير في الحملات الانتخابية. وأظهر استطلاع نشرته صحيفة هآرتس أن 47 في المئة من الإسرائيليين يرون أن القضايا الاجتماعية والاقتصادية هي الموضوعات الأكثر إلحاحاً في حين تحدث عشرة في المئة فقط عن موضوع إيران. ومن أولى المشكلات التي ستواجه الحكومة المقبلة، والتي من غير المرجح أن تتولى السلطة قبل منتصف الشهر المقبل على أقرب تقدير، الاقتصاد.
العدد 3791 - الثلثاء 22 يناير 2013م الموافق 10 ربيع الاول 1434هـ