على مدى أكثر من 30 عاماً، تمكن إنتاج المحاصيل العضوية من أن يعادل المحاصيل التقليدية، بما في ذلك الإنتاج الأعلى بنسبة 31 في المئة في أوقات الجفاف المعتدل.
كذلك تحتفظ التربة العضوية بالمزيد من الكربون، والميكروبات والمياه، وبيّنت الدراسة أن النظم العضوية أكثر ربحية بثلاث مرات عن النظم التقليدية، وبلغ متوسط العائد الصافي لإنتاجها 558 دولاراً للفدان سنوياً مقارنة بـ 190 دولاراً للنظم التقليدية.
كما أن الحقول العضوية أنتجت ما يقرب من 40 في المئة أقل من غازات الدفيئة المنبعثة لكل رطل من المحاصيل.
إلا أن هناك نقصاً في البيانات الموثوق بها للأراضي التي تزرع وفقاً للأسس العضوية؛ ولكن لم يتم اعتمادها رسمياً.
وتفيد تقارير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بأن غالبية المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة لاتزال تزرع الأرض بأساليب عضوية كأمر معتاد، إما لأنهم لم يدخلوا المواد الكيميائية، أو بسبب نظامهم الزراعي الذي لا يتطلب مدخلات كيميائية. وفي العقود الأخيرة، أدّت المنتجات العضوية المعتمدة إلى خلق سوق متخصصة؛ ما سمح للمزارعين بكسب أرباح أعلى من المنتجات التقليدية؛ وخاصة عند بيعها لمحلات «السوبر ماركت» أو المطاعم.
وقد وجد المزارعون في البلدان النامية أيضاً أن منتجاتهم ستحصل على سعر أعلى إذا تم تصديرها إلى الأسواق الدولية التي تحقق المزيد من الربح.
ومع ذلك، فإن تكاليف الامتثال للمعايير الدولية للزراعة العضوية كثيراً ما تجبر المزارعين على الحدّ من التنوّع على مستوى المزرعة وزيادة الإنتاج «للمحاصيل النقدية» القليلة مثل البن والقطن والكاكاو.
ولذلك يمكن للزراعة العضوية المعتمدة أن تتسبّب في بعض المشكلات الإيكولوجية التي تسبّبها الزراعة التقليدية.
لذا، قد يختار المزارعون تجنّب إصدار الشهادات لأنهم يعتقدون أن التكاليف أو اللوائح المتعلقة بالاعتماد تعيق عملهم، وأن زبائنهم يثقون بما يقومون به من زراعة للمحاصيل الغذائية بشكل صحي وآمن.
ويتزايد كون هذا الخيار ممكناً مع انتشار أسواق المزارعين والزراعة المدعومة من المجتمعات المحلية في جميع أنحاء العالم. فإنتاج الغذاء على نحو مستدام - بما يتضمن الزراعة من دون مواد كيميائية كلما كان ذلك ممكناً - سيكون مهماً جداً في العقود المقبلة، وذلك مع تزايد أعداد سكّان العالم المستمر ومع تزايد تأثيرات التغيير المناخي على نوعية الأراضي في جميع أنحاء العالم. فالزراعة العضوية لديها القدرة على المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي، وتحسين دخل المزارعين بشكل كبير، وتعزيز التنوع البيولوجي والحدّ من ضعف النظم الإيكولوجية أمام تغيرات المناخ.
لورا رينولدز
وكالة إنتر بريس سيرفس
العدد 3796 - الأحد 27 يناير 2013م الموافق 15 ربيع الاول 1434هـ