قال محللون بارزون إن البورصة السعودية تترقب لمعرفة أية خطوات وقرارات سيأخذها الرئيس الجديد لهيئة السوق المالية وذلك وسط أجواء إيجابية.
وأصدر العاهل السعودي الملك عبدالله الليلة قبل الماضية مرسوماً بتعيين عبدالملك آل الشيخ رئيساً لمجلس هيئة السوق المالية خلفاً لعبدالرحمن التويجري. وكان الرئيس الجديد للهيئة يعمل في شركة المحاماة الأميركية «لاثام أند واتكينز» في الرياض وعمل مديراً تنفيذياً في البنك الدولي منذ سبتمبر/ أيلول 2012.
ولم يوضح البيان الرسمي سبباً للتغيير لكن محللين ومتعاملين قالوا إن رحيل التويجري كان متوقعاً لانتهاء مدته. ويتوقع رئيس الأبحاث والمشورة لدى شركة البلاد للاستثمار تركي فدعق أن تتحرك السوق في اتجاه أفقي بين 6950-7060 نقطة خلال الأسبوع المقبل. وقال: «السوق تترقب تصريحات رئيس هيئة السوق المالية (الجديد) لتتعرف على قراراته خلال الأسبوع المقبل». ويرى محللون أن تغيير رئيس الهيئة لا يتصل بالضرورة باستعداد السعودية لفتح سوقها أكثر أمام المستثمرين الأجانب والذي يجري الإعداد له منذ أعوام إلا أن الحكومة لم تحدد موعداً بعد لهذه الخطوة ولاسيما في ظل القلق بشأن احتمال زعزعة الاستقرار في السوق.
وعموماً ينظر إلى قرار التعيين إيجابياً بفضل الخبرة المهنية للرئيس الجديد. وقال المحلل المالي المستقل في الرياض محمد عمران: «الرئيس الجديد لديه خلفية قانونية ترتبط بالأسهم والشركات التي تتطلع إلى دخول السوق. وتستقبل السوق القرار بشكل إيجابي». ويتوقع رئيس الأبحاث بشركة الاستثمار كابيتال مازن السديري أداء إيجابياً للسوق الأسبوع المقبل. وقال في اتصال هاتفي مع رويترز: «لدينا مناخ اقتصادي مشجّع وهناك ثقة كبيرة من المتعاملين في السوق».
ويحقق الاقتصاد السعودي وهو أكبر اقتصاد عربي نمواً قوياً مع ارتفاع أسعار النفط وتوسع البنوك في الإقراض. وتجاوز الإنفاق الفعلي للسعودية الخطط السنوية للإنفاق بمتوسط 24 في المئة على مدى السنوات العشر الماضية.
وأعلنت الحكومة موازنة قياسية للعام 2013؛ إذ تتيح أسعار النفط المرتفعة الإنفاق على الرعاية الاجتماعية ومشروعات البنية التحتية وتنوي السعودية إنفاق 820 مليار ريال (219 مليار دولار) هذا العام بزيادة 19 في المئة عن حجم موازنة العام 2012.
واستفادت البنوك السعودية من إنفاق حكومي سخي لسنوات متتالية ومن سيولة وفيرة وتحسّن في الطلب على القروض التجارية. ولا يتوقع السديري أي تأثير على السوق السعودية من أزمة منطقة اليورو. وقال: «لا أتوقع أي انفجار للأزمة. هي فقط تتطلب حلولاً معقدة وستأخذ بعض الوقت».
وتراجعت مبيعات متاجر منطقة اليورو بأكبر وتيرة في ثمانية أشهر في ديسمبر/ كانون الأول ويعكس تراجع مبيعات المشروبات والمواد الغذائية في منطقة العملة الموحّدة حال الكساد فيها بسبب مخاوف سياسية في إيطاليا وإسبانيا.
وعادة ما يتطلع المستثمرون السعوديون إلى الأسواق العالمية لتحديد الاتجاه عندما يكون هناك شح في الأنباء المحلية التي يمكنهم الاسترشاد بها في التداول. وتراجع المؤشر السعودي أكثر من 0.7 في المئة خلال الأسبوع الجاري ليسجل أدنى مستوياته منذ أسبوعين. وقال مهاب الدين عجينة من «بلتون فاينانشال» بالقاهرة: «السوق السعودية تحاول امتصاص المبيعات التي ظهرت بالقرب من 7200 نقطة. أتوقع أن تسير عرضياً الأسبوع المقبل بين 6950-7100 نقطة مع ميْل نحو الارتفاع».
العدد 3806 - الأربعاء 06 فبراير 2013م الموافق 25 ربيع الاول 1434هـ