قال مدير مركز النانو تكنولوجي في جامعة البحرين محمد بودينة إن البنية التحتية لمركز النانو تكنولوجي باتت شبه منجزة وأن المركز يعكف على القيام بعدة أبحاث أحدها يختص بعلاج الخلايا السرطانية من خلال التقنية النانوية، وذلك بالتعاون مع جامعات أخرى.
وقال بودينة: إن «النانو تكنولوجي تعنى بدراسة المواد صغيرة الحجم التي تقع بين الذرة والمواد المحسوسة، والنانو قريبة من الذرة لكنها أكبر منها حجماً غير أن لها خواص مختلفة، يصفها بعض الباحثين بالخواص السحرية».
وأوضح أنها «مواد جديدة، فمثلاً؛ كنا ندرس الكيمياء، وحاليّاً ندرس الكيمياء النانوية، وكنا ندرس الطب، ولدينا الآن الطب النانوي أو الدوائي، وهكذا».
وأردف قائلاً: «على سبيل المثال في علاج السرطان - الذي نشتغل عليه في جامعة البحرين بالتعاون مع جامعات أخرى - يواجه الأطباء صعوبة في علاجه؛ لأن الطريقة الشائعة حاليّاً العلاج بالمواد الكيماوية التي تنطوي على أضرار جانبية عدة، بينما استخدام التقنيات النانوية قادنا إلى الاستفادة من المجال المغناطيسي الذي يمكن أن تنتج عنه حرارة، ومن المعروف أن الخلية تموت عند درجة 46 إلى 50، ونحن نستفيد من المجال المغناطيسي لتوجيه الحرارة للخلايا المسرطنة فقط وقتلها من دون إحداث أية أضرار جانبية».
واضاف أن «بحوثنا في هذا المجال لاتزال جارية، ومن هنا نستطيع القول إن التقنية النانوية تقوم على استكشاف خواص المواد، والاستفادة منها في جميع مناحي الحياة».
ولفت إلى أن «المركز قام بإجراء اتصالات مع شركات صناعية عدة، معرباً عن رغبته في التعاون على المساعدة في حل بعض المشكلات الصناعية، ومن بين تلك الشركات: «جارمكو» التي أبرمنا معها عقداً لاختبار بعض العينات، كما بدأنا التعاون مع شركة «الخليج لصناعة البتروكيماويات» في اختبار بعض عينات الصدأ، وقريباً سنفتح خطوط اتصال مع شركة «ألمنيوم البحرين» (ألبا)، وشركات أخرى».
وعلى مستوى الأبحاث الجامعية؛ قال: «إن هنالك عدة بحوث نعمل على إنجازها بالتعاون مع أساتذة كليتي الهندسة والعلوم، أحدها يتعلق بتأثيرات المواد النانوية على البيئة مثل المواد التي ترمى في البحر وبحث تأثيراتها على الطحالب». وذكر أن «المركز يعمل على مشروع أيضاً بالتعاون مع جامعة الخليج العربي يبحث تحضير المواد النانوية باستعمال البكتيريا وبعض النباتات الطبيعية، وقد توصلنا في هذا المشروع إلى نتائج جيدة ستنشر في مجالات علمية عالمية قريباً». وأوضح مدير مركز النانو تكنولوجي أن «الطلبة يشاركون في البحوث بطريقة أو أخرى، كما أن طلبة ماجستير البيئة راغبون في المشاركة في البحوث النانوية».
وأوضح أن «المركز لديه عدة أجهزة متطورة، منها: جهاز المجهر الإلكتروني، وجهاز أطياف الرنين المغناطيسي النووي، وجهاز الأشعة السينية، وجهاز التقنيات التحليلية، كما أنه يستفيد من المختبرات المركزية لكلية العلوم».
العدد 3814 - الخميس 14 فبراير 2013م الموافق 03 ربيع الثاني 1434هـ