يبدأ وزير الخارجية الأميركي الجديد، جون كيري اليوم (الأحد) جولة ماراثونية تستمر أسبوعين يزور خلالها عدداً من حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا والشرق الأوسط ويتباحث في القضايا الساخنة ولاسيما الأزمة السورية.
وفي أول رحلة له إلى الخارج منذ توليه حقيبة الدبلوماسية الأميركية، سيزور كيري من 24 فبراير/ شباط الجاري حتى 6 مارس/ آذار كلاً من لندن وبرلين وباريس وروما وأنقرة والقاهرة والرياض وأبوظبي والدوحة.
وخلافاً لما أعلنه مسئولون فلسطينيون من أن زيارة كيري ستشمل أيضاً الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، فإن البرنامج الرسمي خلا من هاتين المحطتين.
واشنطن - أ ف ب
يبدأ وزير الخارجية الأميركي الجديد، جون كيري اليوم (الأحد) جولة ماراثونية تستمر أسبوعين يزور خلالها عدداً من حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا والشرق الأوسط ويتباحث في القضايا الساخنة ولا سيما الأزمة السورية. وفي أول رحلة له إلى الخارج منذ توليه حقيبة الدبلوماسية الأميركية، سيزور كيري من 24 فبراير/ شباط الجاري ولغاية 6 مارس/ آذار كلاً من لندن وبرلين وباريس وروما وأنقرة والقاهرة والرياض وأبوظبي والدوحة.
وخلافاً لما أعلنه مسئولون فلسطينيون من أن زيارة كيري ستشمل أيضاً الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، فإن البرنامج الرسمي الذي وزعته الخارجية الأميركية خلا من هاتين المحطتين اللتين سيزورهما بالمقابل الرئيس باراك أوباما الشهر المقبل.
وإلى جانب تأكيد كيري خلال كل محطات جولته هذه على العلاقات التاريخية التي تربط بين الولايات المتحدة وحلفائها على الضفة الأخرى من الأطلسي، فإن الوزير الأميركي سيتباحث في «جولة الاستماع» هذه مع مضيفيه في مواقفهم من القضايا الدولية الساخنة ولاسيما الحرب في سورية ومالي والملفان النوويان الإيراني والكوري الشمالي، إضافة طبعاً إلى عملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية المجمدة والوضع في أفغانستان ومعضلة التغير المناخي.
وكيري الذي كان عضواً في مجلس الشيوخ لمدة 30 عاماً تقريباً والمرشح السابق إلى الانتخابات الرئاسية في 2004، لم يأتِ إلى عالم الدبلوماسية من فراغ، فوالده كان دبلوماسياً وهو نفسه كان رئيساً للجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ وقد سبق له وأن جال العالم والتقى أبرز زعمائه.
والوزير الجديد الذي تولى مقاليد الوزارة في الاول من فبراير/ شباط خلفاً لهيلاري كلينتون معروف بأنه من أبرز دعاة توطيد العلاقات الأميركية الأوروبية، وهو أمضى سنوات عدة من طفولته في برلين حيث كان والده دبلوماسياً معتمداً فيها، إضافة إلى أنه يتحدث الألمانية والفرنسية حيث تجمع عائلته روابط بفرنسا. وفي الواقع فإن قراره تخصيص جولته الخارجية الأولى لأوروبا، في حين إن كلينتون خصصت زيارتها الخارجية الأولى في 2009 إلى منطقة آسيا-المحيط الهادئ، عملاً بسياسة الرئيس باراك أوباما جعل هذه المنطقة «نقطة ارتكاز» الاستراتيجية الأميركية.
وبالفعل فقد سلط وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي الضوء على هذه النقطة، مؤكداً أن زيارة نظيره الأميركي إلى برلين في 26 الجاري هي «إشارة مهمة للعلاقات عبر الأطلسي». وأضاف لصحيفة «باساور نوي برس» أن هذه الزيارة «تبرهن لكل الذين اعتقدوا أن أوروبا لم تعد مهمة للولايات المتحدة أنهم على خطأ». والتفسير ذاته تكرر في باريس التي ترى في اللقاء المقرر بين كيري والرئيس فرنسوا هولاند في 27 الجاري ومن ثم لقاءه ونظيره الفرنسي لوران فابيوس فرصة «للتباحث في العلاقات عبر الأطلسي».
وفي الواقع فإن العلاقات الأميركية-الأوروبية شهدت انتعاشة إثر إعلان الرئيس باراك أوباما قبل عشرة أيام في خطابه السنوي في الكونغرس بشأن حال الاتحاد إطلاق مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي لإقامة منطقة ضخمة للتبادل التجاري الحر.
وفي هذا الإطار اعتبر فسترفيلي أنه من «الواقعي» أن ترى هذه المنطقة النور قبل نهاية الولاية الثاني والأخيرة للرئيس أوباما في يناير/ كانون الثاني 2017. غير أن دبلوماسياً فرنسياً توقع أن تكون المفاوضات بشأن إقامة هذه المنطقة التجارية الحرة «طويلة وصعبة».
وفي برلين سيلتقي كيري أيضاً نظيره الروسي سيرغي لافروف. وسيتباحث الوزيران في الملفات الخلافية بين بلديهما ولاسيما الحرب في سورية، لكنهما سيتباحثان أيضاً في الملفات التي تجمع بينهما ولا سيما أزمتا إيران وكوريا الشمالية، كما أوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند.
وستتزامن المباحثات الأميركية - الروسية مع مفاوضات ستجري في مدينة ألماتي في كازاخستان بين إيران ومجموعة الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) بشأن الملف النووي الإيراني.
أما فيما يتعلق بالملف السوري فسيكون في صلب الزيارة التي سيجريها كيري إلى روما في 28 الجاري حيث يشارك في مؤتمر «أصدقاء سورية» الداعم لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد، ويلتقي على هامشه أيضاً الائتلاف السوري المعارض.
وسيكون الملف السوري أيضاً في صدارة القضايا التي سيبحثها كيري مع حلفائه في أنقرة وكذلك في القاهرة حيث سيجتمع أيضاً بالأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وسيمضي كيري أكثر من 24 ساعة في مصر التي تشهد انتخابات تشريعية في أبريل/ نيسان والتي كانت تجمعها علاقات وطيدة بالولايات المتحدة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي خلفه الآن الرئيس محمد مرسي الآتي من صفوف «الإخوان المسلمين».
وسيختتم كيري جولته الماراثونية في الخليج حيث يشارك في اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض. وفي السعودية كما في الامارات وقطر، سيكون الملف السوري في صدارة الملفات التي ستتناولها مباحثات الوزير الأميركي، إضافة إلى عملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية المجمدة منذ سبتمبر 2010 والوضع في أفغانستان التي ستنسحب منها القوات الأميركية بنهاية 2014.
العدد 3823 - السبت 23 فبراير 2013م الموافق 12 ربيع الثاني 1434هـ