فرض الواقع نفسه وتأهل حامل اللقب فريق المحرق لدور الثمانية لمسابقة كأس الملك لكرة القدم بعد فوزه يوم أمس على الشباب المتطور بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في اللقاء الذي أقيم بينهما على استاد النادي الأهلي بالماحوز في دور الـ16 من المسابقة، وسيتقابل المحرق في المرحلة المقبلة مع الحد بلقاء (قمة) منتظر.
ورغم خسارة الشبابيين بالأمس إلا أنهم ظهروا بصورة طيبة وتقدموا أولاً عبر المغربي عدنان مرشدي بعد مرور أربع دقائق من الشوط الأول، وفي نفس الشوط رد المحرق بهدفين عبر محمود جلال (20) والسوري محمد قلعجي (23)، وأضاف البديل عبدالله الدخيل الهدف الثالث في الدقيقة 22 من الشوط الثاني.
تشكيلة الفريقين
دخل المحرق المباراة بتشكيلة ضمت الحارس سيدمحمد جعفر وأمامه إبراهيم المشخص وصالح عبدالحميد وبالطرفين الليبي أحمد الصغير ووليد الحيام وطرفي الوسط سيدضياء سعيد ومحمود عبدالرحمن (رينغو) وبالعمق محمود جلال والسوري محمد قلعجي وفي الهجوم حسين علي (بيليه) والنيجيري أوتشي، بينما بدأها الشباب بالحارس علي عيسى وأمامه محمود منصور وحكيم العريبي وفي الطرفين حسين مهدي وإلياس شاكر عبدالجليل وطرفي الوسط محمود الهدار وعلي جواد وبالعمق المغربي عدنان مرشدي وعلي جعفر وسيدأحمد جعفر (كريمي) وأمامهم السوري محمد سليم.
شوط متكافئ
كان الشوط الأول من المباراة متكافئاً بين الفريقين مع وجود أفضلية في أحيان قليلة للفريق المحرقاوي، وبشكل عام فإن هذا الشوط كان جيد المستوى وفريق الشباب رغم أنه متذيل الترتيب في بطولة الدوري إلا أنه جارى المحرق كثيراً ووصل لمرمى سيدمحمد جعفر في أكثر من محاولة ولولا الرعونة بعض الأحيان لخرج الفريق من الشوط بنتيجة أفضل، وكان الشباب هو السباق في التهديف عند الدقيقة الرابعة تحديداً عندما تبادل مرشدي الكرة مع كريمي ووصلت للأول الذي دخل منطقة الجزاء المحرقاوية وواجه المرمى وسددها أرضية قوية مرت للزاوية اليمنى البعيدة رغم محاولات سيدجعفر إبعادها، وأشعل هذا الهدف المباراة من بدايتها وأعطى لاعبي الشباب ثقة أكبر مع سوء الأداء الدفاعي المحرقاوي إضافة لغياب التفاهم والانسجام بين الدفاع والحارس في أكثر من مناسبة، ومع مرور الوقت غيَّر مدرب المحرق مركز سيد ضياء ليلعب في عمق الوسط بجوار النشيط محمود جلال وحوَّل قلعجي لليمين، فيما برز حسين بيليه كثيراً وهو أغلب الأحيان كان يعود للوسط طلباً للكرات، فيما انفرد هو بمرمى الشباب وتأخر في التسديد ليتدخل المدافع حسين مهدي ويُبعدها بشكل رائع (14)، وبعدها بدقيقة كاد الشبابيون أن يفجروا الملعب بهدف آخر حينما تبادل علي جواد الكرة مع سليم لينفرد جواد بالمرمى المحرقاوي تماماً لكنه سددها فوق العارضة، وفي غفلة دفاعية شبابية لعب الصغير كرة عرضية من الجانب الأيمن وصلت لمحمود جلال غير المراقب عالجها مباشرة في المرمى الماروني (20)، وأبعد الحارس علي عيسى بشكل ذكي وبرجله كرة أوتشي الانفرادية قبل أن يُسدد بيليه كرة قادمة له من ركلة ركنية وبدلاً من أن يُبعدها الشبابي محمود الهدار سددها في قلعجي الذي حاصره لتتهادى الكرة بشكل غريب للمرمى الشبابي هدفاً ثانياً للمحرق (23)، وسدد رينغو كرة قوية اعتلت المرمى الشبابي قبل أن يُضيع محمود الهدار غير الموفق فرصة شبابية ثمينة للغاية بعد أن لعب كريمي كرة عرضية أرضية من اليمين وصلت للهدار المواجه للمرمى سددها قوية اصطدمت في الصغير وذهبت للخارج لينتهي الشوط محرقاوياً بهدفين لهدف.
الشوط الثاني
المستوى في هذا الشوط انخفض نسبياً عن سابقه، وكان المحرق هو الأكثر استحواذاً على الكرة في هذا الشوط، ومدربه أدخل راشد الدوسري في الوسط بدلاً من قلعجي صاحب المردود العادي وأعاد سيدضياء للوسط الأيمن، والفريق الشبابي لجأ للاعتماد بشكل واضح على الكرات العالية الأمامية وكذلك الهجمات المرتدة التي افتقدت للتنظيم في الكثير من الأحيان، وفرص الشوط الثاني كانت أقل من سابقه وبدأها محمود جلال بتسديدة بعيدة أبعد من خلالها الكرة الحارس علي عيسى (12)، ورد عليها بديل الشباب في نهاية الشوط الأول سلمان سعيد بكرة شبيهه مرت بجوار القائم الأيمن، وبعد مرور 20 دقيقة أخرج مدرب المحرق اللاعب حسين بيليه وأدخل عبدالله الدخيل وأبقى أوتشي عديم الفائدة، ومن أول لمسة سجل الدخيل الهدف الثالث بعد أن ترجم برأسه عرضية الحيام بنجاح في المرمى الشبابي (22)، وتحسن مردود الشباب الهجومي بعض الشيء وكاد البديل أيمن عبدالأمير أن يُقلص الفارق بتسديدة مباغتة من داخل منطقة الجزاء لكن الكرة ارتدت من القائم الأيمن (36)، وفي الوقت بدل الضائع اصطدمت كرة المشخص التي وصلته من هجمة مرتدة في القائم الأيمن لتنتهي المباراة محرقاوية بثلاثة أهداف لهدف.
أدار اللقاء الحكم وليد محمود وساعده ياسر تلفت وإبراهيم سبت والحكم الرابع عبدالشهيد عبدالأمير، وكان الحكم مهزوزاً بعض الشيئ خلال اللقاء لكن قراراته لم تكن مؤثرة على نتيجة المباراة.
شهدت مباراة الأمس عودة حارس مرمى نادي المحرق ومنتخبنا الوطني سيدمحمد جعفر للذود عن عرين فريقه من جديد بعد أن أبعدته الإصابة عن ذلك، إذ كانت آخر مباراة رسمية للسيد في خليجي21 مع المنتخب ضد العراق في الدور قبل النهائي، وفي الجانب الشبابي فإن لاعب المنتخب الأولمبي حكيم العريبي عاد لتمثيل الفريق من جديد بعد زوال الظروف القهرية التي أبعدته عن ممارسة اللعبة سابقاً.
مباراة الأمس بين المحرق والشباب شهدت أقل حضور جماهيري من قبل جماهير نادي المحرق منذ سنوات طويلة، فنحن لم نر الحضور المحرقاوي بهذه القلة سابقاً وهذا العدد في كل مباراة يتناقص وبشكل غريب على الرغم من أن الجماهير الحمراء تحضر بكثافة في كرة السلة بالذات وكانت أحد أسباب فوز فريقها بالدوري والكأس الموسم الماضي، وجماهير المحرق تُعتبر ملح كرة القدم المحلية وبالتالي فإن غيابها يبدو لافتاً ومؤثراً، ولكن يجب ألا نغفل أن رابطة المحرق أدت دورها كما يجب طيلة اللقاء.
العدد 3823 - السبت 23 فبراير 2013م الموافق 12 ربيع الثاني 1434هـ