قضى المصور الفرنسي اوليفييه فوازان اليوم الأحد (24 فبراير / شباط 2013) اثر اصابته الاسبوع الماضي في عملية قصف في سوريا، الدولة التي تعكس الاحداث فيها سوء سمعتها كاكثر المناطق خطرا في العالم بالنسبة الى الصحافيين.
والمصور الصحافي المستقل البالغ من العمر 38 عاما والذي نشر صورا في الصحافة الفرنسية والدولية، كان اصيب الاسبوع الماضي بجروح خطرة في الراس واليد اليمنى بشظايا قذيفة بينما كان يغطي عمليات مجموعة مسلحة معارضة في منطقة ادلب (شمال سوريا).
ونقل الى المستشفى الدولي في انطاكيا حيث اعتبرت حالته الصحية حرجة رغم اخضاعه لعملية جراحية. وتوفي متاثرا بجروحه ليلا عند الساعة 00,44 بالتوقيت المحلي.
وقال احد زملائه الصحافيين ان "اوليفييه كان شغوفا يريد ان يشهد لعبثية الحرب حتى لو انه كان يعترف بانها كانت بالنسبة اليه مخدرا حقيقيا".
وقال عنه ادوار الياس المصور المستقل الذي عمل ايضا الى جانبه الشهر الماضي في سوريا "التقيته الصيف الماضي في حلب. كان يتمتع بالخبرة والحذر، وكان يتصرف بشكل جيد على الارض وكان انسانيا فعلا".
واشاد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالمصور. وقال رئيس الدولة في بيان ان "غيابه يذكر بشكل ماسوي بالمخاطر التي يواجهها الصحافيون لايصال المعلومات الى مواطنينا ايا كانت الاخطار".
وكانت احدى اخر رسائله البريدية التي ارسلت عشية اصابته الى صديقة ايطالية نشرتها على الفيسبوك، مؤلمة. روى فيها ما قام به في الايام الاخيرة للانتقال سرا الى سوريا في ظروف فظيعة.
وكتب "البرد قارس ليلا. لحسن الحظ اني اشتريت بنطالا نسائيا يلتصق بالجسم اكثر تحملا بالنسبة الي. المدفعية تقصف كل 20 دقيقة تقريبا والارض تهتز تحت قدمي في غالب الاحيان".
ووصف في الرسالة ايضا المعارك التي تدور قريبة جدا وعلاقاته مع المقاتلين و"الملتحين". لكن خصوصا الحرب: "صحيح اني ملتصق بهذه الكاميرا الملعونة. ان اي مخدر اخر كان ليكون ايضا بقوة الادرينالين الذي يثير فينا احاسيس لا تصدق وخصوصا تلك المتعلقة بالرغبة في الحياة".
ويخلص الى ايمانه والصلاة: "يا رب امنحني ما لا يريده الاخرون، اعطني الشقاء والعذاب، اطلبه منك هذا المساء لاني لن اقوى على ذلك غدا".
وكان اوليفييه فوازان يعمل لحساب وسائل اعلام فرنسية ودولية عدة. ونشرت تحقيقاته خصوصا في صحف لكسبرس ولو موند ولو بروغريه ولو سوار وليبراسيون وايل ولا في ولا كروا وتيليراما والغارديان او لوريان لوجور.
واضافة الى النزاع السوري، اجرى تحقيقات مختلفة في ليبيا والصومال وكذلك في البرازيل وهايتي وكينيا والولايات المتحدة.
وفي بداية كانون الثاني/يناير، اجرى لحساب وكالة فرانس برس كليشيهات عن معارك في مدينة حلب القديمة ثم سلسلة حول مخيم اللاجئين السوريين في اعزاز تحت الثلج قرب الحدود التركية.
ولد فوازان في اذار/مارس 1974 في كوريا وتبنته عائلة فرنسية. كان يبتسم لشكله الخارجي ويقول "في كل دول الجنوب يعتقدون انني +صيني+ (...) لا يفهمون ابدا كيف يمكن ان اكون فرنسيا".
ويضاف موت اوليفييه فوازان الى اللائحة الطويلة للصحافيين الذين قتلوا في سوريا منذ بداية هذا النزاع الذي يعتبر احد اكثر النزاعات دموية.
واضافة الى الفرنسيين جيل جاكييه في كانون الثاني/يناير 2012 وريمي اوشليك الذي قتل مع الاميركية ماري كولفان في شباط/فبراير من العام نفسه، ثم ايف ديباي الشهر الماضي في حلب، احصت منظمة "مراسلون بلا حدود" اكثر من عشرين صحافيا محترفا قتلوا في سوريا، يضاف اليهم نحو خمسين قتيلا بين "المواطنين الصحافيين".