أظهر تقرير أصدره الاتحاد الدولي للسكري حديثاً أن نسبة سكان الإمارات المصابين بالسكري قد استقرت، وذلك في أعقاب سنوات عديدة شهدت حملات مكثفة من جانب الحكومة الإماراتية والمؤسسات الطبية بهدف التوعية بالمرض والفحص للكشف عنه في أوساط المقيمين بالبلاد. ويشار إلى أن يواخيم من الدنمارك، والذي يعتبر من أكبر داعمي مكافحة السكري وحامي الجمعية الدنماركية لمكافحة السكري، يزور الإمارات في زيارة ملكية تستغرق أسبوعاً، أثنى خلالها على جهود الدولة في السيطرة على ارتفاع معدلات السكري.
وقام يواخيم، والذي افتتح العام الماضي ملتقى القادة الأوروبيين حول مرض السكري في كوبنهاغن، بزيارة المقر الإقليمي لشركة نوفو نورديسك الدنماركية، للاطلاع على مساهماتها في مجال مكافحة مرض السكري في الإمارات والمنطقة. وتعتبر نوفو نورديسك، والتي احتفلت خلال شهر فبراير/ شباط 2013 بعيدها التسعين، أحد أبرز الرواد العالميين في مجال أدوية السكري وأجهزة الحقن الخاصة بمرضى السكري، كما أن لها مساهمات جمّة في حملات التوعية بالمرض في الخليج، حيث كانت من أبرز الجهات التي تبتكر وتدعم مجموعة من المبادرات كبرامج التوعية والتعاون مع السلطات الصحية حول حملات التثقيف والفحص.
وعملت الشركة أيضاً مع وزارة الصحة والقطاع الطبي في التوعية بأهمية الكشف الطبي، ودعمت الاستراتيجية الوطنية للفحص عام 2011، والتي شهدت خضوع أكثر من 2,500 شخص للفحص في الإمارات العربية المتحدة. كما تقيم الشركة سباق المشي السنوي في اليوم العالمي للسكري، والذي يصادف 14 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، كمبادرة تهدف للتوعية بالمرض.
إلا أن تقرير الاتحاد الدولي للسكري يظهر توجهاً تصاعدياً مقلقاً في دول الخليج الأخرى، مشيراً إلى أن التهديد الذي تواجهه المنطقة بسبب السكري لايزال خطراً. فقد ارتفعت الأرقام في أربعة من الدول الخليجية لتصل إلى نحو ربع السكان، لتكون الكويت والسعودية وقطر والبحرين ضمن أكثر عشر دول في العالم انتشاراً للمرض. كما أن التوقعات تشير إلى الارتفاع السريع في عدد الشباب المصابين بالسكري، ما يثير القلق.
من جهته، أعرب نائب رئيس نوفو نورديسك لمنطقة إفريقيا والخليج العربي والهند مادس بو لارسن، عن قلقه البالغ إزاء الارتفاع السريع في معدلات الإصابة بالسكري بين الأطفال، وقال: «يؤثر مرض السكري بشكل كبير على توقعات حياة البالغين، ولكننا لم نعهد من قبل هذا الارتفاع الهائل في معدل الإصابات في أوساط الأطفال». مضيفاً: «نعتقد بأن نحو 35 في المئة من الأطفال في الإمارات يعانون من السمنة ويعيشون حياة تجعلهم معرضين للإصابة بالمرض، ولهذا فإننا مسرورون للغاية بزيارة يواخيم، والتي أضافت المزيد من الأهمية والمعرفة في مجال السكري في هذه المرحلة الحرجة من كفاحنا ضد المرض».
يذكر أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص في منطقة الخليج مصابون بالفعل بمرض السكري، بينما يعتقد بأن الرقم الحقيقي أعلى بنسبة خمسين في المئة، نظراً لعدم خضوع الكثير من الأشخاص للفحص بعد. وفي هذا الصدد، قال المدير العام لشركة نوفو نورديسك في الخليج فيكرانت شروتريا: «ما نشهده حالياً أمر لم يحدث في تاريخ البشرية من قبل - فهناك جيل كامل من الشباب مهددون بالموت قبل والديهم، يمكننا تجنب ذلك، وسنواصل العمل الجاد من أجل التوعية بمرض السكري وأسبابه وأهمية أسلوب الحياة الصحي وضرورة الكشف».
وفيما تواصل دولة الإمارات العربية التعامل مع التحديات التي تفرضها السمنة والسكري، تعمل المؤسسات العالمية المرموقة من أمثال نوفو نورديسك، بالتعاون مع مجتمع الأعمال، لتلعب دورها المهم في المجال. وتعليقاً على ذلك، يقول مدير نوفو نورديسك في الإمارات العربية المتحدة محمد فاروق: «لاتزال الوقاية خير من العلاج على رغم التطورات الكبيرة التي تم إحرازها في معالجة المجال. إننا ملتزمون تماماً تجاه تقديم كامل الدعم الممكن والعمل مع المجتمع الطبي ووزارة الصحة في مكافحة هذا المرض المدمر».
العدد 3828 - الخميس 28 فبراير 2013م الموافق 17 ربيع الثاني 1434هـ