اعتبرت صحف إسرئيلية الأحد أن العمليات العسكرية في بيت حانون المسماة غيوم الخريف حققت لحماس ما عجزت عن تحقيقه، ودعا أحد المعلقين اللجنة التنموية التابعة لمجلس العموم البريطاني إلى الابتعاد عن الشعارات الفلسطينية قبل كتابة تقريرها الخاص بتقصي الحقائق.
كتبت «هآرتس» تحليلا بقلم عموس هاريل وآفي إساتشاروف تحت عنوان: «(إسرائيل) تسهم في إضفاء الأسطورة على الصراع الفلسطيني» تقول فيه إن المعارك التي تدور رحاها في بيت حانون وخصوصاً الحصار الذي فرض على مسجد الأنصار يوم الجمعة، قد يصبح أسطورة تأسيسية في الرواية الفلسطينية للانتفاضة الثانية. وأضافت أن الأطفال بالمناطق الفلسطينية سيستمعون في الأعوام المقبلة لقصة عملية إنقاذ رائعة، فضلا عن المعارك التي حدثت في مخيم جنين وحصار الكنيسة في بيت لحم، كما سيستمعون إلى كيفية تمكن عشرات من النسوة من تخليص ستين مسلحا كانوا يختبئون بالمسجد من الحصار الإسرائيلي. ومضت تقول إن الدراما الفلسطينية ستظهر كيف أنه يمكن تعبئة السكان المدنيين لإنقاذ حماتهم.
وتابعت أن أحدا لن يسأل لماذا تخاطر عشرات النساء بحياتهن من أجل مجموعة من المسلحين الذين يُعدَون المسئولين عن الكارثة التي تحدث في بيت حانون، مشيرة إلى أن المشكلة ليست في الجانب الفلسطيني فقط، بل في «إسرائيل» أيضا، إذ يسأل الكثير عن مدى جدوى تلك العملية العسكرية. ويذكر التحليل أن «إسرائيل» بعملياتها العسكرية عملت لحماس ما لم تستطع الحركة أن تعمله لنفسها «فقد خمدت الانتقادات التي كانت تخرج من داخل حكومة حماس، وها هي حماس تقود القتال مجددا، ناهيك عن أنها من المرجح أن تكون هي التي قادت عملية إنقاذ المحتجزين بالمسجد». كما أن هذا العملية العسكرية - حسب الصحيفة - قد تنهي إضراب المعلمين الذي بدأ منذ سبتمبر/أيلول، وهذا ما لم تستطع حماس أن توقفه فضلا عن أن الحرب الأهلية باتت في طي الكتمان.
تحت هذا العنوان كتب أليكس فيشمان تعليقا في «يديعوت أحرونوت» يقول فيه إن العمليات العسكرية المحدودة التي تجري في قطاع غزة حاليا، تعد مقدمة لصراع عسكري واسع النطاق. وأضاف أن العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي في بيت حانون ليست إلا جزءا من سلسلة العمليات التي تمت مناقشتها هذا الأسبوع باجتماعات الحكومة الأمنية المصغرة.
وتابع أن تلك الحكومة تناولت سبل التعاطي بيد من حديد مع تنامي قوة حماس ووسائل منع تأسيس فرقة «الكوماندو» بحسب وصف رئيس القيادة الجنوبية على يد حماس بقطاع غزة. وأشار فيشمان إلى أن العملية التي تسمى غيوم الخريف ما هي إلا عملية محدودة ذات أهداف موضوعة لفترة زمنية محددة، ولكنها تعتبر خطوة أخرى نحو تكثيف القوات العسكرية في القطاع. غير أن تلك العملية -حسب الكاتب- لن تتمكن من وقف صواريخ القسام ولن تؤول إلى حالة متفجرة «لأن حماس لا ترى مصلحة في تصعيد الوضع في الوقت الراهن». وختم بالقول إن الطريق إلى لبنان ثانية في غزة من وجهة النظر العسكرية والسياسية الإسرائيلية، تمر عبر فكرة حماس حول الهدنة، ولكن مادامت لا توجد أي فرصة للتسوية السياسية معها «فإننا نعيش وسط عملية تدريجية تتجه نحو صراع عسكري واسع النطاق في قطاع غزة».
تناول جيرالد ستينبيرغ بمقاله في «جيروزاليم بوست» زيارة وفد من لجنة التنمية الدولية البريطانية التابعة لمجلس العموم هذا الأسبوع لإسرائيل والأراضي الفلسطينية، في إطار جولة تقص للحقائق، وهي لجنة تحظى بثقل في النظام السياسي البريطاني.
وبعد أن تحدث الكاتب عن مهام اللجنة من مراقبة وتقييم سياسات التمويل لإدارة التنمية الدولية (DFID) وهي ذراع الحكومة البريطانية التي تقدم المساعدات التنموية للأراضي الفلسطينية، دعا اللجنة قبل كتابة تقريرها، إلى الابتعاد عما يسمع من الشعارات التي تنم عن وصف الفلسطينيين بالضحية، عبر الحوار مع ضحايا «الإرهاب» الإسرائيليين والوقوف على الأدلة التي تؤكد اختراق وانتهاك الفلسطينيين لكل التزام بمنع الإرهاب، بما فيها اتفاق 15 أكتوبر/تشرين الأول التي جاءت بوساطة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس.
كما ينبغي على أعضاء اللجنة أن يروا بأنفسهم أنه بعد خروج «إسرائيل» من غزة ومع كل الأموال التي ذهبت للاستثمار في التنمية، فإن الصناعة الرئيسة كانت حفر الأنفاق لتهريب الأسلحة والمتفجرات والإرهابيين. وختم بالقول إن على الجهات الممولة أن تدرك أن تلك الأموال التي يقدمها دافعو الضرائب البريطانيون، لم تسهم في تخفيف الفقر عن الفلسطينيين أو حتى تضع حدا للإرهاب أو الرفض، وتعد كلها أسبابا للصراع
العدد 1525 - الأربعاء 08 نوفمبر 2006م الموافق 16 شوال 1427هـ