تداول الشارع الرياضي المهتم بكرة السلة الكثير من الأقاويل في الفترة الأخيرة عن وجود خلافات بين أعضاء الاتحاد البحريني لكرة السلة إثر التغييرات التي حدثت في لجنة المنتخبات وابتعاد رئيس الاتحاد منها، كما صدرت من جانب بعض إداريي الأندية اتهامات للاتحاد بالانحياز وعدم الحيادية.
«الوسط الرياضي» حاور أمين السر العام المساعد في اتحاد السلة عبدالرضا قربان لمعرفة بواطن الأمور، وللوقوف على الحقائق إلى جانب التطرق إلى كثير من هموم كرة السلة البحرينية، بالإضافة إلى استقصاء التطورات الخليجية في اللعبة باعتبار قربان عضوا في اللجنة التنفيذية في الاتحاد العربي، وعضوا في اللجنة التنظيمية لكرة السلة في دول مجلس التعاون، وإليكم نص الحوار...
- بعد مشكلات التجنيس الأخيرة وما أثارتها من تشنجات مع الأندية، كيف هي علاقتكم مع الأندية في الوقت الحالي، وهل صحيح أن هناك من يود إسقاطكم من الاتحاد؟
- علاقتنا مع الأندية طبيعية وطيبة إلى أبعد الحدود، وحتى في قمة الأزمة كانت علاقاتنا جيدة مع الأشخاص المكلفين من أنديتهم بالتنسيق بشأن التجنيس، وكانت اتصالاتنا مستمرة معهم. ولا أتوقع أن هناك أفرادا في الأندية يودون إسقاط مجلس إدارة الاتحاد، إذ لو كان هناك أفراد يودون ذلك لما طالبوا، وفي أثناء الأزمة، ببقاء الاتحاد وناشدوا رئيس المؤسسة بعدم قبول الاستقالة!.
- صدرت اتهامات إلى الاتحاد في الفترة الأخيرة بعدم الحيادية والانحياز؟ هل تعتقد أنكم فعلا في دائرة الاتهام؟
- مشكلة بعض أعضاء الأندية أنهم يعتقدون أن عضو الاتحاد يعمل للنادي الذي ينتسب إليه، وهذا أمر مرفوض وغير صحيح تماما. كما أن إداريي الأندية عندما يحصلون على طلباتهم من عضو الاتحاد، يصبح هذا العضو حياديا وفعالا، وفي حال تم رفض طلبهم أصبح العضو في موقع الاتهام، ونسيت كل أموره الإيجابية.
- ما هو دور أمانة السر في اتحاد السلة في التنسيق مع الأندية؟
- أمانة السر هي العمود الفقري لأي اتحاد، وهي التي يقع على عاتقها العبء الأكبر من عمل الاتحاد، ولذلك فهي موجودة بشكل يومي. وتعاوننا مع الأندية يسير من أفضل إلى أفضل، إذ إننا على اتصال دائم ومتواصل بها ونعمل على تسهيل جميع أمورها.
- لماذا تأخذون على عاتقكم في أمانة السر تغطية المسابقات العمرية في الاتحاد؟
- في الحقيقة الأخبار التي تنشر عن مسابقات الفئات العمرية جاءت بمبادرة شخصية مني وليس لها علاقة بأمانة السر أو بالاتحاد، وأقوم بنشر هذه الأخبار من أجل تشجيع اللاعبين الصغار على الاستمرار في اللعبة، من خلال ايجاد الاهتمام الاعلامي بهم والذي تفتقره صحفنا المحلية في الوقت الراهن. على مستوى الفريق الأول، هناك تغطية مميزة للدوري، إلا أن بقية الفئات العمرية تعاني من نوع من الإهمال دفعني إلى تجشم عناء كتابة التقارير عنها من أجل إبراز هؤلاء الصغار وإعطائهم حقهم في التغطية الاعلامية. هذا العمل الذي أقوم به هو مجهود شخصي يدفعني له حبي للعبة ورغبتي في إبرازها على جميع المستويات. نحن لدينا أيضا برنامج لتكريم الطلبة المتفوقين، والذين يلعبون مع الأندية من أجل تشجيعهم على العطاء.
- بالنسبة إلى المستوى الخارجي، هل تمكن اتحاد السلة الحالي من صياغة علاقات خارجية قوية أفادت كرة السلة البحرينية؟
- بلا شك في أن مشاركتنا في البطولات الخارجية يسهم في تعزيز وتقوية العلاقات الخليجية والعربية والآسيوية بشكل ينعكس إيجابا على الاتحاد وعلى كرة السلة، ونحن نعمل على استثمار هذه العلاقات بما يدعم اللعبة. والأندية الخليجية الكثيرة التي تأتي للبحرين لإقامة معسكرات ولعب مباريات بسبب مثل هذه العلاقات، كما أن لدينا علاقات عربية قوية وخصوصا مع المغرب والأردن ترجمتها الدعوات التي تصل إلى الأندية والمنتخبات بشكل مستمر للمشاركة في البطولات التي تنظمها. ولا تمتلك البحرين أي عضو في الاتحاد الآسيوي لكرة السلة، إلا أن البحرين عضو في الاتحادين العربي والخليجي، إذ يشغل عبدالرضا قربان منصب عضو اللجنة التنفيذية بالاتحاد العربي لكرة السلة ورئيس العلاقات الدولية بالاتحاد، إلى جانب منصبه كعضو للجنة التنظيمية لكرة السلة في مجلس التعاون ورئيس العلاقات العامة.
- هل توجد مخططات جديدة لدى الاتحاد للمرحلة المقبلة؟
- طرحت فكرة من قبل أحد الأندية لإلغاء مسابقة البراعم واستبدالها بمهرجانات شهرية للاعبين الصغار، وسنعمل على دراسة هذه الفكرة في القريب العاجل وربما نطبقها في الموسم المقبل، وخصوصا أن مسابقة البراعم تنظم من دون بطولة أو تتويج. ونحن نسعى دائما إلى الرقي بمسابقات البراعم، إذ كان اللاعب يلعب شهرا واحدا في فترات سابقة، إلا أنه الآن يلعب 20 اسبوعا يتخللها الكثير من التوقيفات بحيث تطول المسابقة ليبقى اللاعب في جو المسابقات لأطول فترة ممكنة وهذا هدف من أهداف الاتحاد. كما ستطرح في الاجتماع المقبل لمجلس إدارة الاتحاد ومن جانب العضو سلمان حبيل فكرة إنشاء لجنة التقييم والمتابعة والتي ستكون مهمتهما تقييم عمل اللجان في الاتحاد ورفع التقارير المتكاملة عن عملها إلى مجلس إدارة الاتحاد، إلى جانب اتخاذ القرارات التي تحتاج إلى السرعة والآنية في اتخاذها. ويمكن لهذه اللجنة الاجتماع مع اللجان الأخرى للتعرف على احتياجات اللجان والعمل على توفيرها.
لا خلافات داخل الاتحاد
- هل توجد خلافات بين أعضاء الاتحاد؟ وما هو دور أمانة السر في ردم هذه الخلافات؟
- أؤكد لك، لا توجد أي خلافات بين أعضاء الاتحاد، والدليل على ذلك أن هذا الاتحاد ظل متماسكا بالوجوه نفسها تقريبا لمدة خمس سنوات، إذ جئنا إلى الاتحاد بالتعيين في العام 2001 وتمكنا بنسبة 99 في المئة من الأعضاء من الفوز في الانتخابات العام 2002، وهذا دليل على نجاح الاتحاد. كما أن 80 في المئة من الأعضاء بقوا بعد انتخابات 2005.
- تنازل رئيس الاتحاد عن رئاسة لجنة المنتخبات، هل وراءه أسباب غير معلنة؟
- لا توجد أي أسباب غير معلنة لابتعاد رئيس الاتحاد عن رئاسة لجنة المنتخبات، وإنما فضل الرئيس إعطاء الفرصة لبقية الأعضاء للعمل وتفعيل دورهم وإشراكهم في خدمة اللعبة.
دعم كبير للجنة الحكام
- مشكلة التحكيم والاستقالة الأخيرة لرئيس لجنة الحكام جراء عدم دعم الاتحاد للجنته هل مازالت مستمرة، وهل هناك برامج لدعم الحكام؟
- استقالة رئيس لجنة الحكام علي أحمد لم تكن بسبب عدم دعم الاتحاد للجنة، وإنما كان وراءها بعض الظروف الخاصة، ولكننا في الاتحاد رفضنا هذه الاستقالة وعملنا على عودة أحمد إلى رئاسة اللجنة. كما أن الدعم الذي تحصّلت عليه لجنة الحكام لم يسبق له مثيل في تاريخ الاتحاد، وهو أيضا أكبر دعم بين اللجان الأخرى في الاتحاد. فلقد عملنا على تكثيف الدعم المالي إلى جانب تكثيف مشاركات الحكام الخارجية في كل البطولات التي تشارك فيها الأندية البحرينية أو المنتخبات، من خلال وجود حكم مرافق مع الفريق، ففي بطولة حسام الحريري الودية المقبلة في بيروت، والتي سيشارك فيها فريق سترة سيكون الحكم عادل العريض حكما مرافقا مع الفريق. كما أن أي دعوة تصل إلينا من الاتحاد الدولي أو الآسيوي أو غيرها يصدر مجلس إدارة الاتحاد قرارا بمشاركة الحكام البحرينيين فيها. وفي الشهر الماضي تم جلب الحكم الدولي السعودي منصور الأحمري لشرح آخر النقاط المستحدثة في التحكيم، ومنها تطبيق نظام الثلاثة حكام في إدارة المباريات. نحن كمجلس إدارة نعرف أن لجنة الحكام هي أهم لجنة في الاتحاد، لذلك نعمل على دعمها بكل السبل الممكنة وبشكل سنوي، كما أن هناك تصورات لإقامة معسكرات خارجية للحكام.
- بصفتك عضوا في اللجنة التنظيمية لكرة السلة لمجلس التعاون وعضوا في اللجنة التنفيذية بالاتحاد العربي، هل يؤثر ذلك على عملك في الاتحاد وهل يأخذ الكثير من وقتك؟
- أنا شخص متفرغ بعد تقاعدي من العمل منذ سنة ونصف تقريبا، إذ أكون موجودا في الاتحاد بصفة يومية صباحا ومساء لتسيير أمور الاتحاد وللقيام ببعض التغطيات الإعلامية. ومن الطبيعي أن أي إنسان متطوع في العمل الرياضي سيقضي الكثير من وقته في مجال عمله التطوعي ربما على حساب نفسه وعائلته، وخصوصا إذا كان يحب مجال عمله التطوعي ويرغب من خلاله في خدمة وطنه ومجتمعه.
- شخصيا، هل شعرت في إحدى اللحظات بأهمية الابتعاد عن الاتحاد، وهل فكرت في ذلك؟
- أي عضو عندما تحدث أية مشكلة، أو يكون تحت ضغوط كبيرة يفكر في إحدى اللحظات بالابتعا، لكن عندما تهدأ الأمور وتعود إلى طبيعتها يعود كل شيء إلى مجراه. حبي للعبة جعلني أضحي بالكثير من الأشياء، ومنها عملي في وزارة الكهرباء الذي تركته وخرجت على التقاعد المبكر من أجل التفرغ للعبة، إذ كنت أتطلع إلى العمل في المؤسسة العامة للشباب والرياضة، لأبقى في مجال اللعبة وأتمكن من خدمتها وخدمة المملكة بالوجه الأمثل، ولكني لم أوفق في ذلك. لقد تألمت كثيرا لترك العمل في الوزارة منذ عام ونصف تقريبا، إذ إني دفعت إلى ذلك بسبب عملي التطوعي الذي تتلخص مشكلته في الاصطدام بالواقع، وهذا ما حدث في العمل مع مسئولي المباشر الذي لا يهتم أبدا بالرياضة ويعتبرها مضيعة للوقت ما دفعني في النهاية لترك العمل.
الشركات الراعية للاتحاد
- لاتحاد السلة جهود مميزة في جذب الرعاة لمسابقاته التي ينظمها على عكس الاتحادات الأخرى، فكم راعياً يساهم في مسابقات الاتحاد هذا الموسم؟
- لدينا اتفاق رعاية مع شركة بتلكو للاتصالات مقابل 60 ألف دينار بحريني وهي الراعي الأكبر للاتحاد، لكن اتفاقنا معها تضمنت بندا يسمح لنا باستقطاب رعاة آخرين لمسابقاتنا، على شرط أن لا يكونوا في مجال الاتصالات. وبذلك تمكنا من جذب الكثير من الرعاة الآخرين، إذ تمكنا من بيع تذاكر مباريات دوري الرجال على صحيفة الوقت مقابل 8500 دينار، كما حصلنا من شركة ماس للكمبيوتر على أجهزة حاسب آلي محمولة لدعم لجنة الإحصاء إلى جانب مبلغ مالي. وتقوم شركة مسافي للمياه المعدنية بتوفير المياه لتدريبات المنتخبات والحكام.
وفي الفترة الأخيرة خاطبنا أحد البنوك لرعاية مسابقة أفضل لاعب في الأسبوع، على أن تعطى بأثر رجعي من بداية الدوري، وننتظر رد هذا البنك. وكانت هذه المسابقة الموسم الماضي تحت رعاية بنك البحرين والكويت. وما زلنا نعمل على استقطاب المزيد من الرعاة لدعم أنشطة الاتحاد.
كيف تمكنتم من الحصول على كل هؤلاء الرعاة لمسابقاتكم التي تنظمونها؟
- لدينا لجنة استثمار في الاتحاد كوّناها منذ مجيئنا إليه ومهمتها البحث عن الرعاة لأنشطة الاتحاد، كما أننا نعمل بشكل يومي من أجل الحصول على الرعاة وخصوصا لفئتي البراعم والأشبال.
- كيف تستفيدون من هذه الأموال في دعم اللعبة وأنشطة الاتحاد؟
- منذ ثلاث سنوات تقريبا ندعم الأندية بحوالي 35 ألف دينار بحريني كمكافآت فوز وخسارة، وتم زيادة مكافآت بطل الدوري وبطل الكأس والهداف. كما أن المنتخبات الوطنية استفادت كثيرا من الدعم المقدم للرعاة وفي مختلف مشاركاتها الخارجية.
إلغاء بطولة التعاون
- هل هناك توجه لإلغاء بطولة التعاون لكرة السلة بعد إقامة الألعاب المصاحبة مع بطولة كأس الخليج لكرة القدم؟
- هناك توجه لدى بعض الاتحادات بإلغاء بطولة التعاون لكرة السلة والاكتفاء فقط بالبطولة المصاحبة لكأس الخليج، لكن هذا الأمر لم يبحث رسميا بعد، ومن المتوقع بحثه في الاجتماعات المقبلة للجنة التنظيمية لدول مجلس التعاون الخليجي. في خليجي 17 في الدوحة أشرفت اللجنة المنظمة للبطولة على البطولات المصاحبة ومنها كرة السلة، لكن هناك تحركات في الوقت الحالي لإشراف اللجنة التنظيمية لكرة السلة على البطولة المقبلة في خليجي 18 في الإمارات، إذ إن اللجنة المنظمة للبطولة في الإمارات خاطبت الأمانة العامة لمجلس التعاون لحضور رؤساء وأعضاء اللجان التنظيمية لثلاث اتحادات هي السلة والطائرة واليد اجتماعا مع اللجنة المنظمة لخليجي 18 في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري في الإمارات، على أن تعقبها قرعة البطولات. ومن المرجح أن تطرح في هذه الاجتماع فكرة إشراف اللجان التنظيمية في مجلس التعاون على البطولات المصاحبة بدلا من الدولة المنظمة. وسأشارك في هذا الاجتماع بصفتي عضو اللجنة التنظيمية لكرة السلة لمجلس التعاون ممثلا عن البحرين.
- هل من كلمة أخيرة في ختام هذا اللقاء؟
- كلمة شكر لرئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة على الدعم الذي يحصل عليه الاتحاد وخصوصا من خلال مشروع الصالات سواء صالة الاتحاد بأم الحصم أو صالات الأندية التي ستمتلك جميعها صالات في وقت قريب، ما سيسهم في تطور مستوى اللعبة وتسيير مسابقاتنا بالشكل المطلوب إلى جانب قدرتنا على استضافة البطولات الخارجية
العدد 1526 - الخميس 09 نوفمبر 2006م الموافق 17 شوال 1427هـ