العدد 1528 - السبت 11 نوفمبر 2006م الموافق 19 شوال 1427هـ

ناخبون يبحثون عن «الوناسة» وآخرون «عباقرة سياسية»!

حشر مع الناس عيد وأينما حلوا فـ «أهلاً وسهلاً»...

إذا كان المترشحون والمترشحات يعيشون مرحلةً من أكثر مراحل حياتهم عملاً ومشقةً وقلقاً وسهراً ومنافسةً، لكنهم، في مقراتهم الانتخابية من خيام ومجالس، يقدمون صورةً جديدةً من الحياة الاجتماعية الليلية النشطة واللقاءات بين الناس في دوائرهم ومن خارج دوائرهم... ففي كل مدن البحرين وقراها اجتماعات جماهيرية تضم الصغار والكبار... الرجال والنساء، وهي مرحلة سيفتقدها الكثيرون حين ينفض السامر إلى أن تعود بعد سنوات أربع.

هذا الجو الجميل، يستقطب الكثيرين، سواءً من الناخبين الذين يحضرون بقوة لدعم مترشحيهم ومترشحاتهم أم من الباحثين عن «الوناسة» وجلسات الحديث والطرافة وشاي السنكين «الثقيل» الذي يصحح المزاج وتروق معه الجلسة مهما طالت، لكنهم جميعاً مرحبٌ بهم في المقرات الانتخابية للمترشحين والمترشحات، فهم - أياً كان الأمر - قد يشكلون صوتاً أو أصواتاً تحسم النتيجة.

في هذه الجولة المصورة، سنعيش جواً من الطرافة والفكاهة، مع مترشح أو مترشحة يسعدهما الموقف، ومع ناخبين يحضرون إلى المقر الانتخابي بترتيب مسبق مع «الشلة»، أو فرادى أو ضمن النشاط الليلي الذي اعتادوا عليه:

البالونات تطير...

ماذا عن الأصوات؟

يتفنن بعض المترشحين والمترشحات وفرقهم الانتخابية في ابتكار الأساليب والوسائل الترويجية، لكن أحد المترشحين وجد نفسه يمازح الشباب الذين راحوا «ينفخون النفافيخ» بكل حماس ونشاط لتعطي تلك البالونات الملونة منظراً جميلاً حول المقر الانتخابي، وعندما شاهد بعض البالونات تتطاير بسبب عدم ربطها بإحكام وبسبب قوة الرياح، علق بالقول: «خل النفافيخ تطير لكن أهم شي الأصوات... إذا طارت مشكلة!!»، وإذا كانت الأصوات بالنسبة إليه، فهو لا يجد بداً من استقبال الجميع طبعاً... سواءً من ناخبي دائرته أم من الزوار وأولئك الباحثين عن فرصة لتوسيع الصدر وقضاء وقت «ممتع».

هيا... حان وقت «البطنة»

على مدى أكثر من ساعتين، في الخيمة التي احتشد فيها العشرات، قدم اثنان من المترشحين من الجمعية ذاتها للبرلمان والمجلس البلدي برنامجيهما الانتخابيين وصالا وجالا كثيراً في الحديث عن بنود برنامجيهما الانتخابيين، وارتفعت الأصوات حيناً والتصفيق حيناً آخر وفترت ثم فترت، ولم يسترد الناس نشاطهم إلا حينما أعلن عريف اللقاء الدعوة إلى الـ «بوفيه»، فعادت الحياة إلى المكان يمنة ويسرة... وتناثرت الكراسي البلاستيكية التي كانت قبل قليل مرتبةً بنظام، ووجه أحد الشباب كلامه إلى أصحابه قائلاً: «حياكم حياكم... الحين وقت البطنة»، وما هي إلا دقائق قليلة حتى أصبحت الأواني الفارغة تلمع... بالهناء والشفاء.

بصراحة...

يكسرون خاطري!

المصاريف التي يتكبدها الكثير من المترشحين والمترشحات، ولاسيما المستقلون والمستقلات منهم لها وقع في نفوس البعض... فهذا ناخب يتساءل: «المصاريف كثيرة يا جماعة... بصراحة يكسرون خاطري... وإذا لم يحالفهم الحظ ويفوزوا فسيضطرون إلى الاقتراض والتدين لتغطية هذه الديون التي يحملونها على ظهورهم، وإذا كان الواحد منهم ميسوراً فسيقول: ضاعت فلوسك يا صابر». لكن هناك من يمتلك عبقريةً فذةً في السياسة، إذ وجد الفرصة سانحةً لوضع مخطط نهائي لتشكيلة المجلس النيابي، وحدد الوضع السياسي المتوقع وما ستشهده السنوات الأربع المقبلة من تطورات قد تصل إلى حد حلِّ البرلمان وإعادة الانتخابات... وهناك أيضاً، من يُثنِي ويُنصِت باهتمام!

وا أسفاه... دفعت فاتورتي!

على طرف أحد المقرات الانتخابية، وقف يتحدث مع صديقه الذي أخبره أنه سينتخب «فلان»، فقد جلس معه طالباً منه التصويت له وهو - أي المترشح - على استعداد لتطييب خاطره على أن يصوت هو وجماعته له، فرد عليه بالقول: «حاضرين، لكن عندي مشكلة فاتورة الكهرباء والماء، فالمبلغ فيها زاد على مئة دينار»، وعندما وعده بدفع فاتورته وهو يقص القصة لصديقه رد عليه الأخير :»خسارة... للأسف دفعت فاتورتي قبل أيام... ما دريت»!

من أعطاكم الإذن؟

كان الوقت ظهراً عندما انشغل ثلاثة من الشباب بتركيب لافتة بلاستيكية كبيرة تحمل صورة مترشحهم عندما تفاجأوا بصاحب المنزل يُخرِج رأسه من نافذة منزله وينظر إليهم برهة ليصرخ فيهم: «من أعطاكم الإذن لتركيب (هالخلقة) على بيتي؟»، لكن يبدو أن مهارة أحد الشباب احتوت الموقف عندما رجاه النزول للاعتذار إليه وعندما نزل الأخير بادره بالقبلات على وجنتيه قائلاً: «سامحنا على الإزعاج يا بوفلان... وعلى كل حال فالمترشح بمثابة شقيقك، وأنت بذ لك تقدم إليه خدمةً وهو يستاهل»... وعندما هدأ غضبه قال: «سنداره لكن ويش نسوي؟»!

طاولة الشاي ترحب بكم

يحدث أن يكون المترشح في وادٍ والناس في وادٍ آخر... فهو يتحدث ويتحدث ويشرح ويعد ولا يجد من البعض إلا «الإذن الصمخة»؛ لأن «استكانة شاي» تذهب وأخرى تأتي تجعل الحديث مع «الربع» المتحلقين حول طاولة الشاي أكثر امتاعاً! بل ولا يخلو الحديث من تعليقات ساخرة على ما يقوله المترشح الذي يتردد صوته عبر مكبرات الصوت.

سوري أرباب... نفر تاني!

كانت المفاجأة غير سارة بالنسبة إلى أحد المترشحين، الذي قصد كراجاً وتحدث مع الآسيوي واكتشف أنه يحمل «الجنسية»، واستغل الموقف ليدعوه إلى التصويت له يوم الانتخابات وأن يحضر من يحق له التصويت من عائلته ليصوت له، فما كان من الآسيوي إلا أن اعتذر قائلاً: «سوري أرباب... في نفر تاني يسوي اتفاق»، إذ سبقه منافسه المترشح لنيل صوت الميكانيكي وأصوات من يمونون عليه.

العيون على «الصغيرة»!

كان منظر الخيمة الانتخابية لإحدى المترشحات لافتةً للنظر بحجمها، لكن العيون كانت تلتقط بسرور غامر الخيمة الصغيرة التي نصبت بقربها وقد امتلأت بألوان وأشكال من العصائر والمشروبات والمأكولات، وتجاورها خيمة أخرى صغيرة أنيقة على غرار «بيت الشعر» وفيها عدد من المضيفين باللباس البحريني الشعبي الأنيق يستقبلون الناس بكل حفاوة.

يفهم لو ما يفهم!

كان المترشح الشاب يجلس مسترخياً في خيمته أمام حشد كبير من ناخبي دائرته، فيما راح نائب سابق ومترشح حالي يلقي محاضرته التي اختتمها بعبارة ما كانت لترضي صاحب الخيمة عندما قال المحاضر: «رشحوه يا جماعة... والواحد يتعلم، وإذا كان ما يفهم... فباجر إذا دخل المجلس بيفهم... إحنا مثله ما كنا نفهم والحين فهمنا».

شكر خاص جداً

حين انتهى المترشح «المعروف» من خطابه، شرع في توجيه شكر خاص لكل من حضر وصاحب الأرض التي يقف عليها - في مقره الانتخابي - وصاحب المنزل الذي أمامه وصاحب المنزل الذي خلفه، وكذلك أبناء خالته وأبناء عمومته... هو شكر خاص من دون شك لكنه كان بمثابة ختام المسك اللطيف في أمسية بدت لطيفةً للغاية

العدد 1528 - السبت 11 نوفمبر 2006م الموافق 19 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً