يسعى الرياضيون العراقيون إلى تناسي ويلات الحرب التي تمزق بلادهم ولو لفترة 15 يوما عندما يعودون إلى دورة الألعاب الآسيوية لأول مرة منذ 20 عاما، بمشاركتهم في آسياد الدوحة 2006 الذي يستمر حتى 15 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وهذه الاجواء المأسوية التي تسيطر على العراق الممزق بالحرب الطائفية والتفجيرات اليومية وعمليات الاختطاف ستؤثر على أداء الرياضيين دون ادنى شك، وهذا ما شار اليه يحيى علوان مدرب منتخب كرة القدم لدون 23 عاما وعضو اللجنة الاولمبية العراقية، قائلا «الوضع في العراق صعب جداً والأجواء متشنجة للغاية».
وتابع علوان «من الصعب جداً ان تكون رياضياً في العراق، يمكنك ان تتدرب اليوم لكن قد لا تفعل ذلك غداً. يجب على الشرطة والجيش العراقيين ان يتعاونوا معا من اجل تحسين الوضع الامني والسيطرة على الوضع».
ويبدو ان ما يشير اليه منهل يتوافق مع تقارير الأمم المتحدة التي اعتبرت أن قوات الأمن العراقية مخترقة من قبل الميليشيات، في حين عمليات الشرطة والجيش تقوم على المسح العشوائي.
وأضاف علوان «أصبحت الحدود العراقية بعد الحرب مفتوحة أمام الجميع فدخل العنصر الأجنبي إلى البلاد لكي يزيد من مشكلاتنا. يريدون تقسيم البلاد. هدفهم ان يفرقوا بين العراقيين، لكن اذا انسحبت القوات الأميركية حاليا سيكون هناك المزيد من المشكلات. نسمع البعض يطالبهم بالرحيل لكن طبعاًلا نريد ذلك الآن. نحن كشعب يجب علينا التوحد».
ويتمزق العراق وخصوصا العاصمة بغداد بالصراع المذهبي، وأشار تقرير للأمم المتحدة أن شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي كان شاهدا على مقتل أكثر من 3700 عراقي بسبب هذه الصراعات، فيما ذكر تقرير أميركي ان 655 ألف عراقي قتلوا منذ بداية الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد النظام السابق في العام 2003.
ولم يسلم الرياضيون العراقيون من هذه الصراعات، فاختطف هذا العام رئيس اللجنة الاولمبية احمد عبدالغفور السامرائي وعضو اللجنة الاولمبية غانم غدير ، فيما قتل مدرب منتخب المصارعة محمد صحيب ورئيس الاتحاد التايكواندو جمال عبدالكريم على يد مسلحين، كما اختطف بداية العام الجاري15 عضوا من منتخب التايكواندو.
وعلى صعيد المنافسات الرياضية، أكد علوان ان منتخبه الذي أحرز ذهبية دورة ألعاب غرب آسيا العام الماضي والذي خاض تمارينه خارج البلاد لأسباب أمنية، سيظفر بميدالية جديدة في الدوحة، مضيفا «معنويات اللاعبين عالية جداً. لقد حقق المنتخب نتيجة جيدة بتأهله للدور الثاني بعد فوزين وتعادل في الدور الأول المؤهل للآسياد».
وتابع «نأمل ان نحقق الذهبية وطبعاً ان يكون من نصيبنا المزيد من الميداليات في الرياضات الأخرى. الملفت للنظر في منتخب كرة القدم هو أن معظم لاعبيه دون الـ21، ما يعزز من تحضيراتنا لاولمبياد بيكن 2008»
العدد 1548 - الجمعة 01 ديسمبر 2006م الموافق 10 ذي القعدة 1427هـ