أصبحت مديرة مركز الحراك الدولي منيرة بن هندي أول امرأة عربية معاقة تدخل السلطة التشريعية، وذلك بعد أن أصدر عاهل البلاد أمس الأول أمرا ملكيا رقم 28 لعام 2006 بتعيين أعضاء مجلس الشورى، إذ تضمن قرار التعيين تسمية بن هندي ضمن الأربعين عضوا في المجلس.
وتلقت بن هندي ـ على حد قولها ـ يوم أمس الكثير من الاتصالات من مختلف الأقطار العربية تهنئها باختيارها ضمن أعضاء مجلس الشورى، مما اعتبره الكثيرون انتصارا للمعاقين في مختلف الدول العربية، وذلك بوصول امرأة معاقة إلى السلطة التشريعية.
بن هندي التي حملت هم الإنسان المعاق البحريني منذ سنوات طويلة وعملت في الكثير من المناصب متطوعة خدمة للمعاق وذوي الاحتياجات الخاصة، استطاعت وبعد كل تلك السنوات ان تفرض نفسها ضمن التعيينات الجديدة لمجلس الشورى، واستطاعت أن تفرض قضايا المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة وان يكون لهم جزء من تقسيم العمل السياسي في البلد، بعد أن فرضت نفسها ووجودها في كل المناصب التي تقلدتها، إذ إنها تتقلد الآن منصب نائب رئيس المنظمة العربية للمعاقين،كما انها مشرفة وحدة الخدمات التأهيلية بوزارة التنمية الاجتماعية، وعضو مجلس أمناء المؤسسة الوطنية لخدمات المعاقين، وايضا هي مدير عام حضانة براعم الحراك وروضة أزهار الحراك، ورئيسة المركز البحريني للحراك الدولي.
بن هندي قالت لـ»الوسط»: «هذا التعيين الذي نلته شعر به جميع ذوي الاحتياجات الخاصة في البحرين وخارجها، فانهالت علي الاتصالات بعد إذاعة النبأ ليهنئون أنفسهم أولاً بأن أحدا منهم يحمل همومه أصبح ضمن السلطة التشريعية المعينة».
بن هندي أكدت أن هذا التعيين يحملها مسئولية أكبر مما كانت تحمل ويجعل على عاتقها تحسين أوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة وحمل ملفاتهم وقضاياهم إلى المجلس التشريعي، مشيرة إلى أنها ستواصل مسيرتها في العطاء ولن تكون فقط للمعاقين بل ستكون لجميع أبناء الوطن تحمل همومهم وقضاياهم.
وبينت بن هندي أنها ستحمل أجندتها الخاصة التي ستتركز على الدفاع عن حريات المعاقين وتعزيزها، إذ لابد وان يشعر المعاق البحريني بوجوده وانه متساو في الخدمات مع الجميع وأسوة بكل الناس العاديين، إذ ستركز على أن تكون للمعاقين مساكن ملائمة ومستوى تعليم حقيقي مع احترام الفوارق الفردية.
وركزت بن هندي على أهمية أن يعيش المعاق من دون أن يحتاج إلى أية مساعدة من احد من خلال تقديم التسهيلات له، وهو أمر رأته بن هندي لن يتحقق خلال أيام بل يحتاج إلى عمل كبير جداً.
اعتبرت وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي وصول معوق إلى السلطة التشريعية بعد تعيين منيرة بن هندي عضواً في مجلس الشورى حلماً قدر له أن يتحقق، مشيرة إلى أن القيادة السياسية في البلد كانت توجه دائماً إلى الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وتمثيلهم الجيد.
وأشارت البلوشي إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة أصبحوا ممثلين في مختلف الجهات، إذ إن ذلك يعد تطبيقاً لما نصت عليه بنود «العقد الدولي» المعني بذوي الاحتياجات الخاصة التي اشترطت تمثيل المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة في الجهات التشريعية، مؤكدة أن وجودهم في أعلى سلطة مكسب للمملكة وأعطاها الريادة كونها أول بلد يعتلي فيه معوق منصب تشريعي.
ورأت البلوشي أن ذلك سيخدم المعوقين وتبني قضاياهم من داخل السلطة التشريعية، ووجود بن هندي لتمثيلهم يعكس مدى وعي القيادة بأهمية تمثيل ذوي الاحتياجات الخاصة في مختلف الجهات
العدد 1553 - الأربعاء 06 ديسمبر 2006م الموافق 15 ذي القعدة 1427هـ