أعلن رئيس كتلة «فتح» البرلمانية عزام الأحمد أمس أنه من المرجح أن يلقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس غداً (السبت) خطاباً للشعب الفلسطيني يعلن خلاله سلسلة من الإجراءات لمعالجة الأزمة العالقة بعد أن رفعت إليه اللجنة المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية لدراسة الخيارات الدستورية لحل الأزمة توصياتها بشأن الخيارات المطروحة.
وشدد الأحمد خلال مؤتمر صحافي في مقر الحركة في رام الله «إن الخيار النهائي إجراء انتخابات مبكرة» مستدركا «إلا إذا تراجعت (حماس) واتخذت موقفاً جريئاً وعقلانياً ينسجم مع مصالح الشعب الفلسطيني وبرنامج منظمة التحرير ليفك الحصار الدولي «. وتابع «سيعقد السبت (غداً) اجتماع للجنة التنفيذية للمنظمة لإقرار الخيار الأنسب وسنخرج بعد اجتماع القيادة الفلسطينية بقرارات حاسمة». وأوضح «سيكون بعدها خطاب للرئيس عباس يطرح فيه الحقائق أمام الشعب الفلسطيني وأمام الرأي العام ويوضح فيه كل نتائج الحوارات التي استمرت عدة أشهر ولماذا لم يتم الاتفاق».وأضاف ان «الرئيس سيعلن سلسلة إجراءات لمعالجة الأزمة تتعلق بالمفاوضات وبإصلاح منظمة التحرير والقضايا المعيشية للشعب الفلسطيني». وفي وقت سابق، أعلن عباس إن القيادة الفلسطينية وبعد توقف الحوار مع «حماس» لتشكيل حكومة وحدة وطنية تدرس الخيارات البديلة «بعناية». وتابع أنه «لا بد من اتخاذ خطوات سندرسها بعناية وسنتحدث عنها». وشدد «إن هدفنا الأول والأخير في حل الأزمة الراهنة هو تشكيل حكومة وحدة وطنية من كفاءات الشعب الفلسطيني، همها هو فك الحصار الدولي». وكان رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية حذر الأسبوع الماضي من إغلاق باب الحوار متخوفاً من التداعيات التي يمكن أن تنتج عن ذلك. وقال انه «لم تعرض» عليه خيارات مثل إعلان حكومة طوارئ أو اللجوء إلى الاستفتاء أو إلى انتخابات مبكرة مشددا على «احترام خيار الشعب الفلسطيني». في غضون ذلك، وصل هنية إلى العاصمة الإيرانية طهران في زيارة تستغرق أربعة أيام يجري خلالها محادثات مع كبار المسئولين، وسيجتمع بمرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد. كما سيلقي خطاباً أمام طلاب جامعة طهران. من جانب آخر، أعرب الناطق باسم وزارة الداخلية خالد أبوهلال عن استغرابه إزاء دعوة عدد من منتسبي الأجهزة الأمنية لتنظيم إضراب مفتوح اعتباراً من غد (السبت) للمطالبة بدفع مستحقاتهم المالية. وقال أبوهلال «ليس لدينا معلومات حقيقية عن مثل هذا الأمر، وإنما سمعناه في إحدى الجرائد المحلية. ولا أدري من هم هؤلاء الذين خولوا أنفسهم بالحديث باسم المؤسسة الأمنية ومن الذي فوضهم بهذا التمثيل؟!». ورأى أن مثل هذه الدعوة تحمل «السم في الدسم». من جهة أخرى، نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر وصفت بأنها مطلعة على التفاصيل المركزية في صفقة تبادل الأسرى بين «إسرائيل» والفصائل الفلسطينية بوساطة مصرية أنه في حال حصول تقدم فمن الممكن أن يتم تنفيذ المرحلة الأولى خلال أسابيع. وقالت الصحيفة إن الحديث يدور عن 3 مراحل، في المرحلة الأولى تقوم «إسرائيل» بإطلاق سراح 400 أسير فلسطيني من ضمنهم النساء والقصر والأسرى المرضى بشكل مواز لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط. وفي المرحلة الثانية سيتم إطلاق مجموعة أخرى من الأسرى. أما المرحلة الثالثة فتضم أسماء قياديين في المنظمات الفلسطينية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت ألمح اخيرا بأنه سيوافق على إطلاق سراح عدد من الأسرى كان لهم دور في تنفيذ عمليات أدت إلى قتل إسرائيليين. وإلى ذلك، قال أولمرت في مؤتمر صحافي لرؤساء تحرير الصحف الإسرائيلية «أنا سعيد للغاية بوقف إطلاق النار» وأضاف ان عباس قام بأول خطوة تمهيدية.وأضاف «اعتقد أنها كانت خطوة تستحق استجابة من جانبنا لكن مع ذلك فإننا لن نقبل بتشكيل قوة تهدد سلام (إسرائيل) انطلاقاً من غزة». وفي المقابل، قال المتحدث باسم «كتائب القسام» أبوعبيدة انه «من الممكن جداً ومن المرجح» إلغاء الهدنة خلال أيام. وأضاف ان «(حماس) لا تضيع أي فرصة لتخطيط هجمات ضد العدو إذ أن العمليات ستأتي في وقتها». وأوضح «إن جميع الفصائل ملتزمة بالتهدئة ، لكنها نظريا انتهت بخرق (إسرائيل)».
ميدانياً، اعتقل الجيش الإسرائيلي فلسطينياً من مخيم «عسكر القديم» شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. كما اقتحمت وحدات من الجيش قرية الولجة شمال غرب بيت لحم جنوب الضفة، واعتقل مواطناً آخر. واقتحمت كذلك مدينة قلقيلية شمال الضفة واعتقلت ثلاثة فلسطينيين. فيما فتح جنود إسرائيليون النار على فلسطيني قرب مدينة بيت لاهيا شمالي القطاع ما أسفر عن إصابته. وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن الرجل اقترب من السياج الحدودي مع «إسرائيل» مما دفع الجنود إلى إطلاق النار عليه
العدد 1554 - الخميس 07 ديسمبر 2006م الموافق 16 ذي القعدة 1427هـ