أقر مجلس الشيوخ الأميركي بغالبية 95 صوتاً مقابل صوتين اختيار روبرت غيتس وزيراً للدفاع خلفاً لدونالد رامسفيلد الذي أصبح صاحب أطول فترة بقاء في هذا المنصب في تاريخ الولايات المتحدة.

وعكس الإجماع الهادئ الذي حظي به غيتس من الحزبين الآمال التي يعلقها عليه أعضاء الكونغرس في تغيير نهج الإدارة الأميركية في العراق، خصوصاً بعد يوم من صدور تقرير لجنة بيكر-هاميلتون الذي جاء بمثابة شهادة وفاة لهذه السياسة وإعلان لفشلها.

وكان من المفارقات في التصويت أن الصوتين الوحيدين اللذين اعترضا على ترشيح غيتس هما من الحزب الجمهوري، تحديداً سناتور كنتاكي جيم بانينغ وسناتور بنسلفانيا ريك سانتوروم. فقد رأى بانينغ أن تصريحات غيتس أمام أعضاء مجلس الشيوخ والتي انطوت على انتقاد لسياسة الإدارة في العراق تبعث برسائل خاطئة للقوات الأميركية والحلفاء.

أما سانتوروم الذي يعد من المحافظين المتشددين والذي خسر في الانتخابات الأخيرة فقال إنه يعتقد أن غيتس لا يفهم جيداً مخاطر ما أسماه «بالإسلام الفاشي» في الشرق الأوسط. وجاء اختيار غيتس ليكون وزير الدفاع رقم 22 في تاريخ أميركا على النقيض تماماً من ظروف اختياره مديراً للمخابرات المركزية العام 1991 إذ صوت 31 عضواً في مجلس الشيوخ، كلهم من الديمقراطيين، ضده لاعتقادهم أنه لم يكن صريحاً بشأن دوره في فضيحة «إيران كونترا»، بينما صوت جميع الديمقراطيين هذه المرة لصالحه.

وسيؤدي غيتس (63 عاماً) اليمين الدستورية لتولى مهمات منصبه في 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري. ورحب الرئيس الأميركى بوش في بيان له أمس بإقرار مجلس الشيوخ لترشيح غيتس، وقال إنه على ثقة من أن قيادته وقدراته ستساعدان الولايات المتحدة على مواجهة التحديات العسكرية الحالية والاستعداد للتهديدات الناشئة في القرن الحادي والعشرين