واصلت فرقة الرعب السماوية انطلاقتها بثبات نحو الصدارة بقوة بعد الفوز الكبير الذي حققته على النجمة بثلاثية نظيفة احرزها المتألق «الحوت» الستراوي جعفر طوق (هاتريك) لتزحف هذه الفرقة بقوة نحو طموحها الكبير لحصن البطولات خلال هذا الموسم. ورفع السماوي رصيده من النقاط إلى (13 نقطة) منفرداً بصدارة الفرق فيما بقي النجمة على رصيده السابق (نقطتين) ليزيد من معاناته في الخروج من المأزق الذي لازمه من بداية الدوري.
فيما انهالت الجماهير النجماوية بغضبها على المدرب واخذت تهاجمه بشتى الألفاظ وطالبت نائب الرئيس محمد إسماعيل بعودة عبدالعزيز أمين الى تدريب الفريق. وتجمعت مجموعة أخرى، من الجماهير النجماوية عند البوابة مبدية غضبها لهذه الخسارة الثقيلة.
قدم الفريقان شوطاً سريعاً مع بعض اللمحات الفنية المتميزة على رغم بعض الاخطاء في التمرير أو الانتقال من الدفاع إلى الهجوم إلا انه كان من افضل الاشواط التي شاهدناها خلال الاسابيع الماضية. لعب الرفاع والنجمة بطريقة واحدة 4/4/2 اذ اعتمد الرفاع في صنع هجماته على حسونة الشيخ في صنع الكرات الهجومية بينما اعتمد على علي نوروز في ايصال الكرات إلى حسونة أو إلى المهاجمين بصورة مباشرة من الدفاع فصار يهاجم كثيراً من ناحية أحمد حسان الذي تحرك كثيراً إلى الانطلاقة في الهجوم ولكن كما قلنا سابقاً عدم التركيز في بعض الكرات والاستعجال أو الاستفراد بنفسه لهذه الكرات من دون ان يشرك زملاءه في صنع الكرات اعطى لبعض هذه الكرات الضعف ولكن في الجانب الآخر كانت بعض كراته تأخذ سمة الخطورة ومنها الهدف الجميل الذي احرزه جعفر طوق بصورة جميلة عندما اتته الكرة العرضية من حسان واخذها بقدمه عالية ليلعبها وظهره للمرمى «باك ورد» جميلة على يمين حارس النجمة عند الدقيقة 25.
وتعطلت الجهة اليسرى للسماوي على رغم اشغالها لاثنين يمتازان بالمهارات والذكاء هما عادل عباس وطوق ولكن مع ذلك لم نر من تلك الجهة أي انطلاقة بالاضافة إلى ذلك الاقفال الواضح من دفاع النجمة لهذه المنطقة تحسباً لمباغتات طوق ومشاغبته للدفاع.
أما النجمة الذي لعب بطريقة 4/4/2 ايضاً كان هو الافضل فنياً من خلال انتقاله السلس إلى الهجوم من دون معاناة ولكن مشكلته في الجانب الاخير من الهجوم الذي لم يكن منسجماً مع بعضه بعضاً وعابه الاستعجال وعدم التركيز والدقة في تنفيذ هذه المهمة.
النجمة اعتمد اساساً على انطلاقة حسين بودهوم من اليسرى وتحركات النيجيري اكوا في الوسط في صنع الكرات الهجومية فيما لم يجرؤ أحمد محمد أمين في التوجه إلى الهجوم من اليمين حذراً من طوق فيما أوكلت المهمة إلى محمد نور ليقوم بهذا الدور ونجح إلى حد بعيد ولكن كما قلنا لم يكن التنفيذ الاخير في وضعه الطبيعي.
حاول مهاجم الفريق الشاب رضا جاسم بذل مجهود كبير في ظل عدم المساندة الفعلية لراشد جمال له فأوجد صعوبة بالغة في اجتياز دفاع الرفاع المكشوف والمهزوز الذي لم يستفد منه هجوم النجمة في الدخول عن العمق غير المنسجم مع بعضه بعضاً لغياب أحمد مطر وراشد محمد عن مباراة الأمس، وانتظر هجوم النجمة لاحداث الخطأ من قبل دفاع الرفاع من دون ان تكون لديه المبادرة في استثمار هذا الخطأ بالمشاركة الفعلية.
اضاع قائد الفريق راشد جمال فرصة مؤكدة في حال شبه انفراد ولكنه اساء التقدير واطاح بها بعيداً عن المرمى في الدقيقة 34. عموماً كان شوطاً سريعاً يحتاج فقط إلى التركيز وعدم الاستعجال في التمرير أو الانتقال إلى الهجوم.
الشوط الثاني
هبط الاداء الفني مع اللمحات الفنية خلال هذا الشوط على رغم السرعة والحماس التي كانت في الشوط الاول، وكانت الاخطاء واضحة في التمرير أو الانتقال إلى الهجوم، وكان شديد الحذر في الانطلاق إلى الهجوم على رغم انفتاح منطقة الوسط لدى الفريقين إلا ان الجانب الهجومي الاخير لم يكن فاعلاً بسبب حصر قدرات اللاعبين في التحضير من الدفاع للوسط ولكن لم نر المحاولات الاخيرة في الهجوم الفاعلية المطلوبة.
النجمة واصل سرعته في الاداء ولكنه افتقد إلى التركيز والدقة في الانتقال فوقع في اخطاء كثيراة ومنها ركلتا الجزاء اللتان ارتكب خطأهما محترف الفريق سالم سعيد عندما كرر العرقلة لمهاجم الرفاع أحمد حسان في الدقيقتين 30 و35 واللتين احرز منها نجم هجوم السماوي جعفر طوق الهدفين الثاني والثالث.
وعلى رغم هذين الهدفين كان النجمة أكثر تحرراً في الوسط والسرعة في الانتقال والوصول إلى الهجوم ولكن كما قلنا الجانب الهجومي له كان سلبياً حتى مع دخول علي سعيد وحمد الشيخ عند الدقيقة 16 والاخير أطاح بكرة مواجهاً للمرمى، وكان بامكانه استخدام عقله الكروي في اللعبة من بين كثافة عددية لمدافعي الرفاع الذي اطاح بها بعيداً عن المرمى في الدقيقة 20، وأخرى لعلي سعيد الذي لم يستثمر الكرة المهيئة له امام المرمى ولعبها ضعيفة في اقدام الدفاع لتضيع فرصة شبه مؤكدة عند الدقيقة 24 في الجانب هبط اداء النيجيري اكوا نتيجة الرقابة اللصيقة من قبل حمد راكع ما افقد النجمة خطورته في الهجوم والذي لم يعطه الفرصة في التحرك السليم أو حتى التحرر منها فانكشف لعب النجمة الهجومي لدى دفاع الرفاع فقضت على خطورة الفريق. فيما غاب راشد جمال تماماً عن جو المباراة وكأنه غير موجود وصار دائماً ينتظر الكرات الجاهزة من دون ان يبادر من نفسه لفعل الخطورة.
أما الرفاع هو الآخر هبط اداؤه الفني وساعده على التقدم ركلتا الجزاء ما زادتا الدافع القوي والحماس في الحفاظ على النتيجة لصالحه، وتكررت اخطاؤه في التمرير والانتقال ولم يكن افضل حالاً من النجمة، وكانت تحركات حسان قبل استبداله فاعلة في بعضها وخصوصاً ركلتي الجزاء اللتين حصل عليهما بانطلاقته المعهودة.
فيما بذل حسونة الشيخ مجهوداً كبيراً في التمويل السخي للهجوم إلا انه كان في بعض الوقت انانياً في الاحتفاظ بالكرة ما قتل قوة الهجمة وخطورتها واستطاع الحفاظ على النتيجة إلى موعد صافرة حكم المباراة.
اداء المباراة الحكم نواف شكر الله الذي أجاد في قيادته بقراراته الصائبة وشجاعته في احتساب ركلتي جزاء خلال الشوط الثاني وساعده الدولي عبدالحسين حبيب والدولي خالد العلان والدولي جعفر الخباز (حكماً رابعاً)
العدد 1555 - الجمعة 08 ديسمبر 2006م الموافق 17 ذي القعدة 1427هـ