تمكنت العداءة البحرينية مريم جمال من تحقيق إنجاز غير مسبوق على مستوى المنافسات النسائية في دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة، حين توجت بميدالية ذهبية أخرى في سباق 1500 متر أمس، وبذلك تكون مريم هي أول امرأة في البطولة تجمع ميداليتين ذهبيتين كما أن منتخبنا هو العربي الوحيد الذي حصل على ميداليات ذهبية في منافسات السيدات.

وبعد أداء كبير فاقت به جميع المشاركات في السباق، تمكنت مريم من تسجيل انتصار جديد للمملكة، لم تبذل فيه مريم العناء الكبير داخل المضمار، إذ تفوقت على باقي المشاركات بسهولة كبيرة بان من خلالها فارق المستوى والجاهزية، واعتمدت جمال على فارق اللياقة والتحمل لديها في الابتعاد عن باقي المتسابقات من خلال تصدر السباق من البداية حتى النهاية.

وما أن جاءت اللفة الثانية من السباق حتى انطلقت جمال نحو توسيع الفارق بينها وباقي العداءات بعد أن فضلن التريث خلفها على أمل تحويل السباق في الأمتار الأخيرة من تحمل إلى سرعة لكن ما لبث الحلم حتى تبخر حين أدرك الجميع أن جمال صاحبة رتم قوي طوال السباق تمكنت من خلاله الحصول على المركز الأول بجدارة.

وأحرزت مريم زمن 4.08.63 بفارق ستين متراً عن أقرب منافساتها اليابانية يوريكو كوباياشي صاحبة الميدالية الفضية بزمن 4.14.96، فيما أحزت الهندية سينيمول بواولوس الميدالية البرونزية بزمن 4.15.96.

فيما أحرزت البحرينية سارة يعقوب يوسف المركز التاسع بزمن 4.33.88، إذ لم تتمكن من مجاراة باقي العداءات نظراً إلى الفارق الكبير في المستوى على رغم محافظتها على مركز متقدم حتى اللفة الأخيرة.

وأحرز عداء منتخبنا لألعاب القوى مشير سالم الميدالية الفضية خلف القطري جيمس كواليا بعد انسحاب البطل البحريني رشيد رمزي عن السباق بسبب الإرهاق، واستطاع الفريق القطري من خلال عدائيه السيطرة على رتم السباق بتكتيك واضح إسقاط مشير عن سحبه إلى الطريقة التي تناسبهم.

وتمكن القطريان كواليا وسلطان خميس من زيادة وتيرة السرعة بغرض إتعابه في الربع الأخير من السباق وكان ذلك واضحاً من خلال المحاولة التي قام بها سلطان بالابتعاد في الصدارة ساحباً معه مشير قبل سبع لفات من النهاية بعدها قام بتخفيف الرتم حتى يصلهم كواليا الذي بدأ السباق في اللفة الأخيرة حين تصدر بفارق كبير عن باقي العدائين محرزاً المركز الأول بفارق 10 أمتار عن مشير.

وجاء في المركز الثالث القطري سلطان خميس محرزاً الميدالية البرونزية وفي المركز الرابع الياباني كازوهيرو مائيدا وجاء في المركزين الخامس والسادس الهنديان بي سونيل كومار وسوريندرا كومار والسابع التايلندي بونثوغ سريسونغ والثامن الفلسطيني نادر المصري والتاسع الكازاخستاني دينيس باغريف والعاشر الطاجكستاني أجمل أميروف والحادي عشر الكوري هيو سوك إيوم.

وتعد هذه المشاركة الأولى لمشير بعد عودته من الإصابة والابتعاد عن مضمار السباق لمدة عام واحد، كما أن قضيته تعد الحصاد الأخير لمنتخبنا الوطني لألعاب القوى في آخر مشاركاته ضمن دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة بالدوحة.

مريم: السباق كان مزحة... وأنا بحرينية!

أكدت العداءة البحرينية الفائزة بذهبية سباق 1500 متر مريم جمال أن السباق الذي خاضته مساء أمس كان سهلاً للغاية، واصفة إياه بأنه كان مزحة.

وأعربت جمال عن بالغ سعادتها بتحقيق ميداليتين ذهبيتين في السباق، معربة عن عميق شكرها وتقديرها للشعب البحريني الذي ساندها ودعمها لتحقيق هذا الإنجاز.

وعن كيفية استعداداها للآسياد قالت جمال إنها كانت تتدرب يومياً بجدية ومثابرة، كما كانت تقطع مسافة 120 كيلومترا إلى 150 كيلومترا متر أسبوعيا أثناء استعداداها للبطولة، وأكدت أنها ستسعى خلال البطولة العالم المقبل والتي ستقام في اليابان إلى تحقيق إنجازات جديدة تضاف إلى سجلها الذهبي في اللعبة.

ورداً على سؤال أحد الصحافيين عن شعور مريم إزاء تقليل البعض من إنجازها من خلال ترديد مقولة إن الذهبية ذهبت لعداءة ليست من أصول بحرينية، قالت: «من حق أي شخص أن يعبر عن رأيه وإن هذا الأمر لا يثير اهتمامي على الإطلاق»، مردفة «أنا بحرينية وأحرزت الميدالية باسم البحرين».

مشير: إصابة قديمة

حرمتني من الذهب وهنيئاً لرقية

أوضح العداء البحريني مشير سالم الحائز على فضية سباق 5 آلاف متر أنه حاول قدر المستطاع أن يحقق ذهبية السباق ولكن ثمة إصابة قديمة لحقت به منذ عامين أثرت على مستواه خلال السباق.

وأضاف «لست جيداً في الركض السريع لإنهاء السباق في اللفة الأخيرة من السباقات، وهو الأمر الذي أهدى الذهبية للعداء القطري».

وقال مشير إنه يشعر بسعادة كبيرة عندما يمثل البحرين خلال السباقات، لافتاً إلى سعادته الغامرة كونه استطاع أن يحقق ميدالية للبحرين في ظل مشاركته الأولى في الآسياد.

كما عبر سالم عن سعادته أيضاُ بالإنجاز الكبير الذي حققته البطلة البحرينية رقية الغسرة، مشيراً إلى أن الإنجازات التي حققتها في الآسياد وسبق أن حققتها في البطولات السابقة يثبت أن أبناء البحرين يستطيعون حصد الميداليات لبلدهم.

عسكر: الإنجاز البحريني في الآسياد كان متوقعاً

أكد أمين سر الاتحاد البحريني لألعاب القوى عبدالرحمن عسكر أن الإنجاز الذي حققه أبطال البحرين في سباقات ألعاب القوى في الآسياد كان متوقعاً مسبقاً، لكنه أشار إلى أن هناك بعض المفاجآت لم تكن في الحسبان بعضها كانت سارة وأخرى ليست كذلك.

وقال: «أن نحقق 6 ميداليات ذهبيات وخمس فضيات و3 برونزيات فهذا الأمر يعد إنجازاً بكل المقاييس»، مشيراً إلى أن هناك عدائين لن نكن نتوقع لهم إنجازات كبيرة حققوها في الآسياد، في حين كان هناك عداءون لم يحالفهم الحظ في تحقيق ميداليات وكنا نتوقع أن يكونوا فرس الرهان في بعض السباقات.

وعن تشكيك البعض في إنجاز البحرين في الآسياد كون غالبية المطوقين بالميداليات مجنسين، قال: «إن هذه وجهة نظر تحترم، لكن الواقع أن كل هؤلاء المقصودين كانوا يمثلون البحرين، ورأينا كيف كانوا يبذلون أقصى طاقاتهم في السباقات من أجل حصد الميدالية تلو الأخرى للبحرين».

وأردف «إن جميع اللاعبين كان لديهم إحساس بأن البحرين بلدهم، واللاعبون فعلوا ما بوسعهم لرفع اسم البحرين عاليا في سماء الآسياد، ونحن جميعاً كبحرينيين نعتز بهؤلاء الأبطال الذين حققوا الإنجازات للمملكة»