«أبيض أسود حلو، شيل» كانت تلك الكلمات تعليمات المسلحين الذين كانوا يرتدون زي الجيش العراقي أثناء عملية خطف نحو 50 شخصا من منطقة السنك التجارية وسط بغداد أمس. وقال سامي ميرزا حارس أحد المباني التجارية:«كنت على السطح ورأيت الجنود وهم يدخلون إلى المحلات التجارية ويصيحون (أبيض أسود حلو، شيل) أي اعتقل السني والشيعي والمسيحي لا فرق». وقالت الشرطة إن المسلحين وصلوا في 10 سيارات حكومية وثلاث شاحنات إلى منطقة السنك التي تضم متاجر لبيع قطع غيار السيارات والمعدات الزراعية وخطفوا نحو 50 من أصحاب المتاجر والمارة. وأضافت «انه لم يبد أن المسلحين كانوا يستهدفون أبناء طائفة بعينها إذ إنهم خطفوا سنة وشيعة».
وقال قائد العمليات الأميركي الجديد اللفتنانت جنرال ريموند اوديرنو خلال مراسم توليه السيطرة على العمليات اليومية للقوات الأميركية في العراق: «يجب أن نغير أسلوب سير الأمور في بغداد. هناك كثير من أعمال القتل الطائفي».
كما أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أنها تواجه تهديدات قوية من جانب المسلحين في بغداد مقراً بوجود اختراقات في وزارة الداخلية.
بغداد - د ب أ، أ ف ب
أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أمس (الخميس) أن الحكومة تواجه تهديدات قوية من جانب المسلحين في بغداد. وقال: «إن الهجمات المسلحة هي تهديد للشعب والنظام السياسي... فالمجرمون يمارسون القتل بغض النظر عن الهوية». وأضاف الدباغ للصحافيين أن «الحكومة ومن خلال الأجهزة الأمنية تحاول السيطرة على الوضع الأمني وخصوصاً في بغداد وهناك اختراقات من قِبل المسلحين في وزارة الداخلية والحكومة تعترف بذلك». وقال المتحدث: «إن الحكومة تدرك حجم الفساد الموجود في الأجهزة الأمنية وتحاول جاهدةً إعادة هيكلة هذه الأجهزة بتنظيفها من العناصر الفاسدة التي تمارس عمليات الإرهاب والقتل من خلال زي الشرطة وسيارات الشرطة». وأضاف «هناك تغيير وتعديلات في الخطط الأمنية المتعلقة بحماية أمن بغداد والمحافظات وأن هذه الخطط يتم تطويرها بحسب حجم التهديد وهناك خطط حالياً في وزارتي الداخلية والدفاع قيد التنفيذ». وقال الدباغ إن «الحكومة تواجه تهديداً قويّاً جدّاً في مدينة بغداد؛ لأن هناك خللاً في الأجهزة الأمنية وعدم قدرة هذه الأجهزة على مواجهة هذا التهديد».
ويأتي ذلك في الوقت الذي أفاد شهود عيان أن 100 مسلح يرتدون «ملابس قوات الأمن» ويستقلون نحو 20 سيارة اختطفوا نحو 50 شخصاً من أصحاب المحلات التجارية وعدد من المتسوقين والمارة في وسط بغداد. وقال شاهد إن «المسلحين الذين كانوا يستقلون سيارات ذات دفع رباعي مثل تلك التي تمتلكها قوات الجيش والشرطة اختطفوا نحو 50 شخصاً في شارع السنك المكتظ بالمحلات التجارية». وأضاف أن «عملية الاختطاف صاحبها إطلاق أعيرة نارية في الهواء من قِبل الخاطفين»، مشيراً إلى أن «من بين المختطفين أباً وأربعةً من أبنائه كانوا في متجرهم في المنطقة وآخر حاول منعهم اقتياد ابنه وتعرض للضرب والرفس من قِبل المسلحين». وأوضح الشاهد «كان المنظر مرعباً وأحدث هلعاً في المنطقة، إذ قام العشرات من أصحاب المحلات التجارية وباعة الأرصفة والمواطنين بالفرار إلى جهات مختلفة... وهم يصرخون بأصوات عالية فيما أطلق المسلحون - الذين شوهدوا وسط الشارع - أعيرةً ناريةً لإثارة الرعب». وأضاف أن «عملية الاختطاف استغرقت نحو 30 دقيقةً».
وأشار محمد مطيع (أحد الباعة) إلى «عدم تدخل الشرطة التي كانت قريبةً من موقع الحادث على رغم مناشدة الناس لها، باستثناء عدد من عناصر جيش المهدي بادروا بإطلاق النار تجاه المسلحين». وأكد أن «ما لا يقل عن 50 شخصاً خطفوا وقيدت أيديهم قبل اقتيادهم إلى جهة مجهولة».
كما قالت الشرطة في محافظة صلاح الدين إن «القوات الأميركية داهمت منزلين واعتقلت 6 أشخاص، فيما خطف مجهولون أحد المدنيين بمدينة تكريت». وذكر شهود عيان أن مسلحين اختطفوا أربعة عراقيين يعملون في قاعدة للجيش الأميركي في بلدة النعمانية (جنوب بغداد). وأعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل 5 أشخاص وإصابة آخرين في أعمال عنف متفرقة في بغداد ومناطق أخرى. وقالت المصادر إن «شخصين أحدهما جندي قتلا وأصيب تسعة آخرون بينهم 4 جنود في هجوم انتحاري بواسطة سيارة مفخخة استهدف نقطة تفتيش للجيش في غرب بغداد».
وفي الحلة، أعلنت الشرطة «مقتل شخصين على الأقل وإصابة 6 آخرين في انفجار سيارة مفخخة في شارع الأطباء في ناحية المشروع التابعة إلى قضاء المحاويل».
ومن جانب آخر، قال المصدر إن قوة مشتركة من طوارئ الحلة والجيش الأميركي اعتقلت 4 إرهابيين مسئولين عن تفخيخ السيارات في أطراف مدينة الصويرة». وأشار إلى أن «القوة عثرت على سيارتين جاهزتين للتفجير ومصنع للمتفجرات أيضاً».
وفي كركوك، أعلن مصدر أمني «مقتل أحد خبراء المتفجرات وإصابة 3 من رجال الشرطة بجروح لدى محاولتهم تفكيك عبوة ناسفة» جنوب المدينة.
وفي كربلاء، ألقت قوات الشرطة القبض على 3 «إرهابيين اعترفوا بتنفيذ عمليات». وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد عبدالكريم خلف: «إن مسلحين هاجموا موكب نائب الرئيس عادل عبدالمهدي في بغداد لكن أحداً لم يصب بأذى». في غضون ذلك، صرح نائب من حزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري بأنه «لا حاجة» إلى اتفاقات بين أحزاب سياسية خارج البرلمان. وقال القيادي في حزب الدعوة حيدر العبادي للصحافيين: «لا توجد حاجة إلى تشكيل أي تكتلات حزبية خارج قبة البرلمان؛ لكونه يضم كل طوائف وأعراق البلد».
وفي جانب متصل، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم حرص بلاده على «وَحدة واستقرار العراق» وذلك لدى استقباله الجعفري
العدد 1561 - الخميس 14 ديسمبر 2006م الموافق 23 ذي القعدة 1427هـ