على رغم أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لا يشارك بصورة مباشرة في الانتخابات الإيرانية المقبلة، فإنه يواجه أول اختبار شعبي حقيقي له بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية العام الماضي.
وعلى رغم أن انتخابات مجلس الخبراء والانتخابات البلدية - وكلتيهما مقرر لها اليوم (الجمعة) - ليس لهما تأثير مباشر على التطور السياسي في البلاد، فإنهما تشكلان مؤشراً رئيسياً على مستوى الدعم الشعبي الذي يحظى به أحمدي نجاد.
يذكر أن مجلس الخبراء المؤلف من 86 عضواً، والذي يتم انتخابه مرةً واحدةً فقط كل 8 سنوات يملك سلطة تعيين ومراقبة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله السيدعلي خامنئي حتى الإطاحة به، والذي يخول له الدستور كلمة الفصل في شئون البلاد كافة.
ويتعرض خمسة عشر مقعداً - يشغلها حالياً حزب ابادجاران (التنمية) الذي ينتمي إليه أحمدي نجاد في مجلس مدينة طهران - للخطر. وسيخوض إصلاحيون ومعتدلون يتمتعون بالشهرة - كان البعض منهم أعضاء في حكومة الرئيس السابق السيدمحمد خاتمي - انتخابات البلدية؛ للحصول على مزيد من أصوات الناخبين، بيد أن المراقبين يعتقدون أنه لن يبقى أحد منهم في منصبه بمجرد تغير المناخ السياسي.
وسيتنافس أكثر من 140 من رجال الدين - الحاصلين على مؤهلات في الشريعة الإسلامية - على مقاعد مجلس الخبراء. ويتوقع أن يكون السباق الرئيسي في هذه الانتخابات بين المرشد الروحي والممثل للمعسكر الرئاسي محمد تقي مصباح يزدي، وأبرز مرشح لفصيل الإصلاحيين المعتدلين الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني.
وغيّر فوز أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية العام الماضي التصنيف التقليدي للمحافظين والإصلاحيين الجناحين السياسيين الرئيسيين في البلاد.
ويصف أحمدي نجاد نفسه الفصيل الجديد بأنه «الموجة الإسلامية الجديدة» التي يتمثل شعارها في «العودة إلى الجذور الإسلامية بمعرفة تكنولوجية حديثة» تتضمن أيضاً التكنولوجيا النووية.
وعلى خلاف ما حدث في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في يونيو/ حزيران العام 2005، قرر الإصلاحيون والمعتدلون تشكيل ائتلاف موحد ضد فصيل أحمدي نجاد بدلاً من إصدار قوائم متعددة بمرشحين مختلفين.
ويذكر أن أكثر من 46 مليوناً من إجمالي 70 مليوناً إيرانياً يحق لهم التصويت في الانتخابات البلدية وانتخابات مجلس الخبراء.
ويعتقد المراقبون أن إقبالاً كبيراً سيكون في صالح معارضة أحمدي نجاد، إذ إن حضور مؤيدي الرئيس أمر مسلّم به. ووفقاً لما ذكرته وزارة الداخلية الإيرانية، فإنه تم إعداد 65 ألف صندوق اقتراع كما سيشرف 250 ألف مراقب على الانتخابات المقررة اليوم (الجمعة) بعد أن عبّرت المعارضة عن قلقها من حدوث تلاعب بالانتخابات
العدد 1561 - الخميس 14 ديسمبر 2006م الموافق 23 ذي القعدة 1427هـ