العدد 1544 - الإثنين 27 نوفمبر 2006م الموافق 06 ذي القعدة 1427هـ

العراق مأساة لا نملك سوى التفرج عليها

اهتمت الصحف البريطانية بتطورات الحوادث في العراق على إثر الانفجار الذي شهدته مدينة الصدر فاعتبرت أن ما يجري هناك مأساة تدل على انحسار القوة الأميركية ولا يملك الآخرون سوى التفرج عليها أما التغلب عليها فبيد العراقيين أنفسهم, وتناولت إحداها تقليص الناتو أهدافه في أفغانستان.


اليوم الدموي

تحت عنوان: «أكثر أيام بغداد دموية: 160 قتيلا» قالت صحيفة «الديلي تلغراف» إن العراق أغلق حدوده البارحة تحسبا لتفاقم العنف الطائفي بعد مقتل 160 شخصا في ثلاث عمليات فجرت فيها سيارات مفخخة في مدينة الصدر. وقالت إن الهجوم على هذه المدينة الشيعية خلف كذلك 250 جريحاً، واعتبره المراقبون أسوأ هجوم إرهابي يشهده العراق منذ الإطاحة برئيسه السابق صدام حسين العام 2003. وأضافت أن هذه الحادثة جاءت في وقت أصبحت فيه الحرب بين السنة والشيعة في العاصمة العراقية مفتوحة بحيث غدا من المألوف رؤية قذائف الهاون تطير من منطقة شيعية إلى أخرى سنية والعكس، فبغداد الآن هي في الواقع مدينة في حرب مع نفسها.


تدمير العراق

ونقلت صحيفة «التايمز» عن المتحدث باسم وزارة الداخلية عبدالكريم خلف قوله إن الهدف من هذه العملية هو تدمير العراق وعمليته السياسية، ناحيا باللوم على تنظيم القاعدة. كما نقلت الصحيفة عن مسئول حكومي قوله إن هذا الهجوم قد يؤخر مؤتمر المصالحة الذي كان يزمع عقده الأسبوع المقبل. أما روبرت كورنويل فرأى في صحيفة «الإندبندنت» أن هذه المذبحة تظهر بجلاء أن القوة الأميركية آخذة في الاضمحلال. واعتبر كورنويل أن توقيت هذا الحادث صادف أسوأ فترة تمر بها الإدارة الأميركية الحالية المحاصرة أصلا بغياب الخيارات الملائمة لوقف العنف الطائفي الذي يهدد بتمزيق العراق.


رؤى متعارضة

وبدوره وضع جوناثان ستيل هذا الحادث في إطاره الأوسع في تعليق له في صحيفة «الغارديان» فقال إن الشرق الأوسط لم يشهد قط هذا العدد الهائل من الرؤى المتعارضة، فبالنسبة إلى «إسرائيل» القضية الأساسية هي كيفية التعامل مع محور الشر الذي يبدأ من إيران ويمر بسورية ومنها إلى حزب الله في لبنان، ثم يمتد ليشمل حركة حماس في فلسطين, إذ إن كل هذه الأطراف مصممة على تدمير الدولة الصهيونية. أما من هم في بغداد فينظرون إلى إيران وسورية نظرة مغايرة ويعتبرون أنهما تملكان مفاتيح الحل الأمني في العراق، وبإمكانهما تأجيج الوضع أو جعله مستقرا.

وهناك ملك الأردن عبدالله الثاني، ومن يحذو حذوه، فهؤلاء يخشون نهضة شيعية جديدة يتكون من خلالها هلال يمتد من إيران ويمر ببغداد قبل أن يلتهم أجزاء واسعة من المملكة العربية السعودية, وينتشر على منطقة ذات مقومات اقتصادية وجيوسياسية ضخمة لأنها تغطي أغلب الأراضي التي تحتوي على الثروات النفطية. ومع تقلص النفوذ الأميركي, لا يرى الكاتب أن دمشق وطهران يمكنهما ملء الفراغ الناتج عن ذلك, بل يجزم بأن العراقيين هم وحدهم من يمتلك الخلطة السحرية التي يمكن أن تجبر كسرهم, إن كانت موجودة, أما غيرهم فلا يسعهم سوى التفرج على المأساة العراقية بفزع.


تحجيم الأهداف

قالت صحيفة «فايننشال تايمز» إن المصاعب التي تواجهها قوات الناتو في أفغانستان دفعت هذا الحلف إلى خفض سقف طموحاته لتقتصر على قمة استعراضية ستلتئم الأسبوع القادم, مما يبعث على التشكيك في قدرة هذا الحلف في التغلب على المقاتلين الأفغان. وذكرت الصحيفة أن القمة التي ستعقد في ريغا عاصمة لاتفيا كان من المفترض أن تركز على فكرة «تحول» هذا الحلف, الذي يضم 26 دولة, إلى منظمة سياسية وعسكرية تمتلك مزيدا من القوات ومزيدا من النفوذ العالمي.

وقالت إنها حصلت على وثيقة سرية من المتوقع أن يتبناها قادة هذا الحلف, تفصل الطموحات الجديدة لحلفهم خلال 15 سنة المقبلة, بما في ذلك تطوير قدرة الحلف ليكون قادرا على القيام بأكثر من عملية في الوقت نفسه.

لكن الصحيفة لاحظت أن هذا المؤتمر ستخيم عليه ظلال أفغانستان, التي يوجد بها 30 ألف جندي تحت قيادة الناتو, غير أن 7غالبية الدول المشاركة ترفض نشر قواتها في جنوب أفغانستان الذي يتعرضون فيه لخطر أكبر?

العدد 1544 - الإثنين 27 نوفمبر 2006م الموافق 06 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً