كشف دراسة حديثة للباحث أحمد الحداد: أن «مواقع التواصل الاجتماعي زادت قناعة 74 في المئة من الشباب البحريني بالتأثير الإيجابي للعمل السياسي السلمي».
وأشارت الدراسة التي أجراها الحداد تحت عنوان «اعتماد الشباب البحريني على مواقع التواصل الاجتماعي مصدرًا للمعلومات السياسية» إلى أن «55.25 في المئة من الشباب البحريني المستطلَعين أكدوا أن موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) المصدر الأول لمعلوماتهم السياسية المحلية».
وأوضحت الدراسة – التي أجريت على عينة قوامها 400 شاب بحريني (18 – 35 عامًا) 186 منه ذكور و214 إناث – أن 25.5 في المئة من عينة الدراسة يعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعي مصدرًا لمعلوماتهم، لافتًا 43.5 في المئة منهم إلى أنهم يتعرضون لهذه المواقع بمعدل 4 ساعات وأكثر بشكل يومي كانت فيها الفترة المسائية (4 عصرًا – 10 مساءً) أنسب فترة للمتابعة بنسبة 21.75 في المئة.
وبشأن أكثر الموضوعات تفضيلاً لدى تعرض الشباب البحريني لمواقع التواصل الاجتماعي، بيّنت الدراسة أن «البرامج والتقارير والتحليلات الإخبارية السياسية جاءت في المرتبة الأولى بنسبة 25.75 في المئة، وجاءت البرامج والتحليلات الرياضية ثانيًا بنسبة 23.5 في المئة، أما المرتبة الثالثة فكانت للنشرات الإخبارية والمواجز بنسبة 19.5 في المئة، وبرز ضمن تفضيل 6 في المئة متابعة موضوعات حقوق الإنسان».
وأشارت الدراسة – التي أجريت بين شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب 2012 - إلى أسباب متعددة لمتابعة الشباب البحريني لمواقع التواصل الاجتماعي مصدرًا للمعلومات السياسية المحلية «لكونها تساعد 82 في المئة منهم على إدراك وفهم القضايا السياسية، وتزيل الغموض والتناقض عن المعلومات المتعلقة بالقضايا السياسية لدى 95 في المئة منهم»، مفيدةً أن «85 في المئة منهم يرون أن هذه المواقع تقدم وجهات النظر بشأن المعلومات المتعلقة بالقضايا السياسية بموضوعية أكثر من بقية وسائل الإعلام، كما يرى 95 في المئة منهم أن مراعاة التغطية الشاملة في عرض الأحداث والقضايا السياسية سبب كافٍ لمتابعة هذه المواقع».
وأضافت الدراسة: أن «سبب متابعة 82 في المئة من الشباب البحريني لمواقع التواصل الاجتماعي مصدرًا للمعلومات السياسية المحلية يعود إلى اهتمام هذه المواقع بتحليل القضايا السياسية بشكل جيد بما يعود على تشكيل هذه المواقع لآراء 66.5 في المئة منهم نحو الموضوعات والأحداث والقضايا السياسية وترتيب أولويات 50.25 في المئة منهم نحو الموضوعات والأحداث السياسية ومساهمة هذه المواقع في التأثير على اتجاهات 100 في المئة من الشباب البحريني، أما 94.75 في المئة فأكدوا أن هذه المواقع أوسع انتشارًا من وسائل الإعلام الأخرى، على حين اعتبر 85 في المئة مناقشة مواقع التواصل الاجتماعي للموضوعات والقضايا السياسية التي لا تتطرق لها وسائل الإعلام الأخرى سببًا لمتابعتهم هذه المواقع».
وبيّنت الدراسة – التي أعدها الباحث في الجامعة الأهلية - أن «50.75 في المئة من الشباب البحريني يثقون بدرجة متوسطة بالمعلومات السياسية المحلية المتحصلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي و24.25 في المئة من عينة الدراسة يثقون بها بدرجة كبيرة، أما 20 في المئة و5 في المئة منهم فيثقون بتلك المعلومات بدرجة ضعيفة ولا يثقون بها إطلاقًا على التوالي»؛ بما انعكس تباعًا على «اعتماد 63.25 في المئة من الشباب البحريني على مواقع التواصل الاجتماعي مصدرًا للمعلومات السياسية المحلية بدرجة متوسطة و24.25 في المئة يعتمدون عليها بدرجة كبيرة».
وبينما حلّ موقع التواصل الاجتماعي تويتر في المرتبة الأولى من حيث أهميته مصدرًا للمعلومات السياسية المحلية بنسبة 55.25 في المئة من عينة الدراسة، أفادت الدراسة أن «المرتبة الثانية كانت لفيسبوك بنسبة 27 في المئة ثم موقع التواصل الاجتماعي حديث النشأة انستغرام بنسبة 9.5 في المئة من ضمن 9 مواقع تم استطلاع الشباب البحريني بشأنها».
أما بشأن اتجاهات الشباب البحريني نحو مواقع التواصل الاجتماعي مصدرًا للمعلومات السياسية المحلية، فقد أظهرت الدراسة: أن «نسبة 82.5 في المئة يرون أنها تضع أسسًا وقواعدَ محددةً لعملية الإصلاح السياسي و96 في المئة يؤكدون أنها تتناول القضايا السياسية بموضوعية و97 في المئة تجعلهم يثقون بموضوعية وإيجابية عمل الجمعيات السياسية، كما أكد 95 في المئة تشجيع هذه المواقع لهم على المشاركة السياسية».
وأشارت الدراسة إلى تأثيرات اعتماد الشباب البحريني على مواقع التواصل الاجتماعي مصدرًا للمعلومات السياسية المحلية من حيث «مساعدة هذه المواقع لـ 95% منهم على إدراك وفهم الواقع السياسي المحيط بهم، كذلك مساعدتها 82 في المئة من الشباب البحريني على تشكيل رأيهم واتجاههم السياسي نحو القضايا السياسية، ويرى 98.5 في المئة أن هذه المواقع قامت بترتيب أولوياتهم حول الأحداث والقضايا السياسية، كذلك يرى 84.5 في المئة أنها قد أزالت لديهم الغموض عن بعض الأحداث والقضايا السياسية بالتحليل والتفسير».
وواصلت الدراسة: أن «مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في زيادة معرفة 82 في المئة من الشباب البحريني بالقضايا السياسية، وأكد 89.5 في المئة أن هذه المواقع جعلتهم يتابعون كل الأخبار عن الموضوعات السياسية وجعلت 70.25 في المئة يناقشون الموضوعات السياسية المختلفة مع الآخرين وزادت قناعة 74 في المئة منهم بالتأثير الإيجابي للعمل السياسي السلمي».
إلى ذلك، قال الباحث أحمد الحداد إن «الدراسة تعتبر ذات أهمية بالغة في ظل الأزمة السياسية في البحرين والتي تؤكد فيما تؤكده من توصيات ضرورة توسيع مشاركة فئة الشباب في الحياة السياسية المحلية بما يعود بدءًا إلى أهمية توسيع قاعدة حرية الرأي والتعبير وحرية نقل وتداول المعلومات في الحياة السياسية المحلية؛ ما يفتح المجال لتكون مواقع التواصل الاجتماعي جسرًا للحوارات الوطنية في الحياة السياسية المحلية والنقاشات الوطنية المستعصية على الساسة».
العدد 3863 - الخميس 04 أبريل 2013م الموافق 23 جمادى الأولى 1434هـ