العدد 1541 - الجمعة 24 نوفمبر 2006م الموافق 03 ذي القعدة 1427هـ

السينما الإيرانية متقدمة... وسأواصل مشواري الفني بالحجاب

حنان ترك لـ "ألوان"

مازالت ظاهرة الفنانات المصريات اللاتي ارتدين الحجاب تلقي بظلالها على الشارع الفني في مصر، وكانت فراشة الشاشة الرقيقة والمتألقة دائماً في معظم أدوارها، خصوصاً دورها في مسلسل سارة، ودورها في مسلسل "أولاد الشوارع" آخر المرتديات للحجاب، إنها الفنانة حنان ترك، التي سيعتاد جمهورها على رؤيتها بشكل مغاير عن ذي قبل في أعمالها السينمائية والتلفزيونية المقبلة ومع حنان كان لنا هذا اللقاء لنتعرف منها على أسباب ارتدائها الحجاب وعن أعمالها المقبلة، وهل سيتعارض ذلك مع الحجاب أم لا وموضوعات كثيرة في الفن وعن الفن، إلى نص الحوار:

? ما الذي دفعك إلى ارتداء الحجاب في هذا التوقيت بالذات؟

- هناك عدة مواقف مؤثرة مررت بها وكانت سبباً في ارتدائي الحجاب أولها كان موت علاء ولي الدين، والذي اعتبرته أكبر صدمة في حياتي ونقطة تحول عجيبة نحو التفكير جدياً في ارتداء الحجاب، ثم كان حديث طفلي الصغير آدم الذي لم يتعد الخمس سنوات عندما قال لي: ماما إنت ليه ما بتسمعيش كلام ربنا، هذه الكلمة زلزلت كياني من الداخل، فالإنسان مجموعة مركبة من الأحاسيس فكان قرار ارتداء الحجاب لا رجعة فيه، وقمت بعمرة وعقب عودتي ارتديت الحجاب فعلاً وأشعر معه أنني مطمئنة وقريرة العين، أما عن التوقيت فإن ذلك كله كان بأمر الله وتوفيقه وكان توقيتاً مناسباً خصوصاً في هذه السن، فأنا لا أحب أن يكون ارتدائي للحجاب وأنا مسنة أو مريضة، وأشعر أن هذا التوقيت يجب أن أكون طائعة لله فيه.

? فكرة الحجاب راودتك منذ فترة طويلة، فهل كان لذلك تأثير على أعمالك الفنية في الفترة الماضية؟

- بكل تأكيد فقد كان واضحاً في أعمالي الأخيرة قبل الحجاب، والتي حرصت فيها أن يكون عملي في الفن له رسالة، ويناقش قضايا تهم المجتمع ومن بينها مسلسل سارة، أولاد الشوارع، استديو لؤلؤ.

أول يوم حجاب

? هل يمكن لحنان أن تلخص قصة أول يوم حجاب في حياتها؟

- البداية مازالت عالقة في ذهني حتى الآن فقد كنت في شقة صديقة لي وقمت إلى الصلاة ارتدي إسدالاً وبعد انتهائي من الصلاة وجدت نفسي لا تريد خلع الإسدال ساعتها قلت لصديقتي خلاص لقد تحجبت وأنهيت صراعاً كان يدور بداخلي فترة طويلة، ثم ذهبت في سبات عميق، لم أنمه من قبل.

? قررت أنك ستواصلين مشوارك الفني بالحجاب، ألا ترين أن في ذلك صعوبة بعض الشيء في هذا المجال؟

- على العكس فبعد ارتداء الحجاب سيكون اتجاهي لموضوعات خاصة بالفتاة المحجبة، التي هي موجودة في كل البيوت المصرية ونموذج يعيش بيننا ويتفاعل مع كل من حوله، وهناك أدوار كثيرة للمحجبات ربما لم تقدم لكنها موجودة، وكثير من الفنانات المعتزلات والمحجبات عدن إلى العمل الفني ووجدن فرصاً كبيرة أمامهن.

? وما هي الأعباء التي يلقيها عليك الحجاب خصوصاً في اختيار الأدوار؟

- منذ البداية، كنت حريصة أشد الحرص على أن تكون أعمالي في السينما أو التلفزيون أو المسرح هادفة وذات قيمة، وإلا لما شاركت فيها ولو رجعنا إلى كل عمل من هذه الأعمال نجده يناقش قضية ويسعى إلى هدف، أما الحجاب فلا يلقي علي أي تبعات سوى أن أدقق أكثر في اختيار أعمالي وأبحث عن مضامين هادفة، وقضايا مصرية نعيشها، وفي مسلسل أولاد الشوارع نجد شخصيتي لا تتعارض مع ارتدائي الحجاب، إذ نبدأ الشخصية من خلال إحدى الفتيات الصغيرات من أولاد الشوارع، وهي ترتدي الإيشارب على رأسها، وهذه طبيعة أطفال وفتيات الشوارع، وهذه الفتاة حين تكبر يظل الإيشارب على رأسها، لقد تم الانتهاء من جميع المشاهد الداخلية والخارجية بعد أن تم الاتفاق مع منتجي الفيلم والسيناريست والمخرج على الشكل الذي ظهرت به بالحجاب.

فرص الوجود

? وهل ارتداء الحجاب يستطيع أن يقلل من فرص وجودك على الساحة الفنية؟

- بمنطق الواثق من نفسه تقول :لا أحد بمقدوره أن يأخذ رزق غيره، لأن ذلك قسمهالله تعالى منذ البداية ، وأنا طيلة حياتي لم أسع في الفن لتحقيق مكاسب مادية، فأنا أعلم أن الأموال ستذهب إلى غير رجعة وكل ما يتمنى في الفترة الأخيرة هو أن أقدم الصورة الجميلة للفن الجميل، ثم بعد ذلك فإن الأرزاق بيد الله تعالى، وإن كانت هناك خسارة مادية فلا يمكن أن تقارن بكسب رضا الله تعالى، فأنا و الحمد لله أصبحت على قناعة بأن طريقي هو الصحيح وأرجوه وأتمناه لكل البشر.

? وكيف كان وقع القرار على زوجك؟

- لم يتدخل زوجي وتركني مع نفسي أبحث عنها، ولكن كما قلت فإن آدم ابني كان دوره مؤثراً جداً.

? وماذا عن لقائك بالفنانات المعتزلات أثناء العودة؟

- أنا لم أتقابل إلا مع عبير صبري وحلا شيحة وكان الحديث بيننا في إطاره العادي وجاءتني حلا بعد الحجاب وهنأتني.

جمهوري العزيز شكراً

? وماذا تقولين لجمهورك الذي عرفك طوال الفترة الماضية من دون حجاب؟

- أنا أحب جمهوري كثيراً فهو الذي منحني الثقة والتألق ولكن حبي لله أكثر،لقد قدمت له الفن الذي يحبه والآن جاء الدور، لأن أقدم لنفس الشيء الذي أحببته.

? وما الذي ستقدميه في المرحلة المقبلة؟

- الفن الذي يؤدي رسالة ويعطى القدرة على معرفة الخير والشر ،هذا الفن سيكون سلاحي والسينما الإيرانية على سبيل المثال تحقق النجاح في الداخل والخارج وبطلاتها محجبات، وما المانع أن يكون لدينا مثل هذه النوعية من الأفلام، أما عن البرامج الدينية فليس هذا الأمر مطروحاً الآن وإن كنت قد تعاقدت مع إحدى القنوات الفضائية لتقديم برنامجاً للأطفال بعنوان: ستوديو لؤلؤ.

? هل من الممكن أن يأتي اليوم الذي تخلعين فيه الحجاب؟

- إن شاء الله لن يأتي هذا اليوم، فأنا ارتديت الحجاب عن قناعة تامة ومن دون إجبار من أحد، ولن أقدم على ذلك مهما تكن الأسباب?

العدد 1541 - الجمعة 24 نوفمبر 2006م الموافق 03 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً